السودان: تواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد سقوط عشرات القتلى

اتفق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، على السماح بفتح "مسارات آمنة للحالات الإنسانية" لمدة مؤقتة، بينما تتواصل المواجهات بين الطرفين في العاصمة، وأجزاء عديدة من البلاد.

السودان: تواصل القتال  بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد سقوط عشرات القتلى

تصاعد الدخان من موقع شهد قصفا في السودان(Getty Images)

تواصل القتال في العاصمة السودانية، الخرطوم، الأحد، بعد إعلان الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين، الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة، بفتح "مسارات آمنة للحالات الانسانية" لثلاث ساعات، بعد مقتل أكثر من 50 مدنيًا، بينهم ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي.

وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع، إدانات دولية ومخاوف إقليمية، ما أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.

واستؤنف القتال بعد حلول مساء الأحد، فيما يلازم السودانيون منازلهم وسط مخاوف من صراع طويل قد يعمق حالة الفوضى ويبدد آمال الانتقال إلى ديموقراطية بقيادة مدنية.

وأوضح بيان الجيش أنه تقرر فتح المسارات لثلاث ساعات ابتداء من الرابعة بعد الظهر، لتنتهي العملية عند السابعة مساء. وأكّدت قوات الدعم السريع أن الجانبَين يحتفظان بحقهما في "الرد في حالة حدوث تجاوزات" من الجانب الآخر. وعلى الرغم من ذلك، ظلّ يُسمع دوي إطلاق نار كثيف في وسط الخرطوم قرب المطار، فيما تصاعد دخان أسود كثيف من المنطقة المحيطة.

وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديموقراطية، فإنّ "إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56" أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها، بينما لقي "عشرات" الجنود وعناصر القوات شبه العسكرية حتفهم. بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالى 600 شخص بجروح.

وذكرت قوات الدعم السريع، التي تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذين تحولوا إلى قوة رديفة للجيش، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى. لكن الجيش ينفي سيطرتها على المطار.

وتستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة ومدن أخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة وتعد من بين أفقر دول العالم.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، بـ"محاسبة المسؤولين" عن مقتل العاملين في برنامج الأغذية العالمي. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام "يدين بشدة" مقتل مدنيين من بينهم الموظفون الأمميون الثلاثة، وأعرب عن أسفه "لتضرر مباني الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى بمقذوفات وتعرضها للنهب في عدة أماكن في دارفور".

وذكر برنامج الأغذية العالمي من جهته تضرر إحدى الطائرات المستخدمة في عملياته السبت في مطار الخرطوم الدولي.

وأكدت مديرة البرنامج، سيندي ماكين أن "برنامج الاغذية العالمي ملتزم بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعداما حادا في الأمن الغذائي لكننا لن نستطيع القيام بعملنا الذي ينقذ الأرواح إذا لم يتم ضمان سلامة طواقمنا وشركائنا".

وتحوّل التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، إلى أعمال عنف منذ السبت، بعدما كانت الخلافات السياسية بينهما تتصاعد في الأسابيع الأخيرة. وتُستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة وعدد من المدن الأخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والتي تعد من بين أفقر دول العالم.

ولأن الحرب بين الجنرالَين إعلامية أيضا، فقد تحدث حميدتي، أمس السبت، عبر قنوات عدد من دول الخليج التي يعدّ حليفا لبعضها، مضاعِفا التهديدات ضدّ خصمه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي لم يظهر حتى الآن.

التعليقات