تقرير: البرهان وحميدتي وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض

كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، عن موافقة أطراف الصراع على إرسال ممثلين عنهم للتفاوض. ولفت إلى أن المفاوضات يُحتمل أن تجري في السعودية. وأوضح أن المحادثات المتوقعة ستركز في البداية على فرض وقف إطلاق.

تقرير: البرهان وحميدتي وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض

عناصر من القوات التابعة للجيش السوداني في الخرطوم، اليوم (Getty Images)

قال مسؤول رفيع في الأمم المتحدة موجود في السودان، إن الجنرالين المتحاربين، قائد الجيش، عبد الفتاح برهان، وقائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو، وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، اليوم الإثنين.

ورجّح رئيس البعثة الأممية إلى السودان، فولكر بيرتس، أن تعقد المفاوضات بين طرفي النزاع في السودان، في السعودية. وأفاد بأن المحادثات ستركز في البداية على التوصل لوقف إطلاق نار "مستقر وموثوق" تحت إشراف مراقبين "وطنيين ودوليين".

وأشار بيرتس إلى أن الخدمات اللوجستية اللازمة لإجراء المحادثات ما زالت قيد الإعداد. وتبدو فرص التوصل إلى حل سريع للأزمة ضئيلة، بعد أن تسببت في كارثة إنسانية وألحقت أضرارا بمناطق واسعة في العاصمة الخرطوم، وأثارت مخاطر استقطاب قوى إقليمية، وأعادت إشعال فتيل الصراع في منطقة دارفور.

"كارثة بكل معنى الكلمة"

يأتي ذلك فيما تحولت الأزمة الصحية التي كان السودان يعانيها إلى "كارثة بكل معنى الكلمة" من جراء تواصل المعارك منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، وفق ما أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.

وقال المدير الإقليمي لشرق المتوسط، أحمد المنظري، خلال حوار في مقره بالقاهرة، "إنها كارثة بكل معنى الكلمة"، إذ تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية إلى قصف متكرر واحتل بعضها مقاتلون من طرفي النزاع، أو باتت خالية من العاملين أو الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأوضح المنظري أنه قبل المعارك الأخيرة "مرّ النظام الصحي في السودان كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة مما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، ضعف بكل ما تعنيه الكلمة من حيث البنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم السودان".

وقال المنظري إنه "بلغة الأرقام هناك ما يقارب من حوالي 61% من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل بالإضافة إلى الهجمات العسكرية المباشرة والاحتلال العسكري لهذه المؤسسات وطرد العاملين منها". وأشار إلى أن "23% من المستشفيات في الخرطوم تعمل بشكل جزئي في حين تعمل 16% فقط بكامل طاقتها".

"لا مؤشرات على انحسار الصراع"

وعلى الأرض، تعالت أصوات الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم، رغم تمديد الهدنة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من "لحظة انهيار" على الصعيد الإنساني بينما دخلت الاشتباكات بين الطرفين المتناحرين أسبوعها الثالث.

ودوت أصوات قذائف المدفعية والغارات الجوية والنيران المضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم صباح اليوم، علما بأن الجانبين اتفقا على تمديد هدنة كان من المقرر أن تنتهي عند منتصف الليلة الماضية، وذلك لمدة 72 ساعة، في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية".

وأفاد شهود بأن أصوات إطلاق النار تجددت صباح اليوم جنوبي العاصمة الخرطوم، وأن طائرات حربية ما زالت تحلق في أنحاء جنوب العاصمة. ووفقا للشهود، فإن أحياء مدن أم درمان وبحري شهدت هدوءا نسبيا، والأسواق فتحت أبوابها أمام حركة المواطنين.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن 528 على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عددا مماثلا للقتلى، لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير؛ وبحسب نقابة أطباء السودان فإن عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين ارتفع إلى 436 قتيلا.

وعن الوضع الميداني، أفاد الجيش بأن "العدو حشد بالعاصمة لتنفيذ المؤامرة حتى صبيحة يوم 15 نيسان/ أبريل قوات ضخمة بتجهيزات كبيرة بلغت حشد 27,135 مقاتلا، و39,490 مستجدا، و1,950 مركبة مقاتلة، و104 ناقلات جنود مدرعة، و171 عربة بوكس دبل كاب مسلح بالمدافع الرشاشة".

وقال إن "قواتنا تمكنت خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدراته القتالية بنسبة 45 - 55% ‎من قدراته القتالية التي حشدها لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة". في حين لم يصدر تعليق من جانب قوات الدعم السريع لما ورد في بيان الجيش.

وفي بيان تحت عنوان "الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان" نشره على "فيسبوك"، قال الجيش: "ورثت البلاد عبئا ثقيلا لخطأ النظام البائد الإستراتيجي بتكوين مليشيا الدعم السريع، تدفع الدولة السودانية الآن ثمنه الباهظ تخريبا للبلاد وترويعا ونهبا للمواطنين".

التعليقات