المغرب يعلن تأجيل "منتدى النقب" ويستنكر العدوان الإسرائيلي على جنين وتوسع الاستيطان

عبرت الخارجية المغربية عن استنكارها للعدوان الإسرائيلي على جنين، فيما أبدت تضامنا مع الفلسطينيين ورفضا لقرار توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

المغرب يعلن تأجيل

(Gettyimages)

أعلن المغرب تأجيل انعقاد ما يسمى بـ"منتدى النقب" الذي يضم وزراء خارجية دول "اتفاقيات أبراهام" وهي الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، وذلك إلى ما بعد الصيف.

وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن "الرباط ملتزمة بعقد اجتماعات قمة النقب من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة".

وقال بوريطة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري إنّ "المغرب يستنكر الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين"، وإنّ المملكة "تعبّر عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق"، و"تتابع بانشغال كبير التطورات المقلقة التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وشدّد الوزير المغربي على أنّ المملكة "ترفض القرار الحكومي الإسرائيلي الأخير بتوسيع النشاط الاستيطاني في الضفّة الغربية"، و"القرارات الصادرة عن متطرفين من الجانبين، وخصوصا الجانب الإسرائيلي".

وأعاد بوريطة التأكيد على موقف المغرب الداعم لحلّ الدولتين.

وكان من المقرر عقد الاجتماع في المغرب بعد أيام، وقد جرى تأجيله للمرة الرابعة إلى موعد لاحق في تموز/ يوليو المقبل.

ويذكر أن اجتماع وزراء خارجية الدول المذكورة كان مقررا في آذار/ مارس الماضي، لكن تأجل بطلب من الدول العربية في هذا "المنتدى" التي أرادت حينها الامتناع عن عقد لقاءات علنية مع حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية.

وبادر رئيس الحكومة ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق، يائير لبيد، العام الماضي، إلى عقد اجتماع وزراء خارجية "اتفاقيات أبراهام" في كيبوتس "سْديه بوكير" في النقب، حيث يوجد قبر مؤسس إسرائيل دافيد بن غوريون، وإطلاق تسمية "منتدى النقب" على الاجتماع، بهدف تحويله إلى رافعة لتعاون إقليمي في عدة مجالات، بينها الصحة والاقتصاد ومكافحة أزمة المناخ والأمن و"محاربة الإرهاب".

وطلب مسؤولون مغاربة من الولايات المتحدة، مؤخرا، تأجيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية المقرر في 25 حزيران/يونيو الجاري، بسبب حلول عيد الأضحى.

ونقلت تقرير صحافي إسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن الحكومة المغربية طلبت تأجيل الاجتماع إلى السادس أو التاسع من تموز/يوليو المقبل.

ووفقا للتقرير الإسرائيلي، فإن إدارة بايدن ودول عربية تريد تغيير تسمية الاجتماع، بحيث لا يكون مرتبطا باسم منطقة في إسرائيل واستخدام تسمية عامة لا تكون مرتبطة بدولة معينة. وقال المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون إن إدارة بايدن تعتقد أنه من خلال تغيير تسمية اجتماع وزراء الخارجية سيكون بالإمكان إقناع دول أخرى، بينها الأردن، بالانضمام إلى هذا "المنتدى".

وإحدى التسميات المقترحة لهذا "المنتدى" هو AMENA، وهو اختصار لـ"اتحاد دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بينما المغرب تريد أن تشمل التسمية كلمة "سلام"، وإضافة إلى التسمية المقترحة حرفي PD، اختصارا لـ"سلام وتطوير". لكن لم يتخذ قرار بهذا الخصوص حتى الآن.

واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن "منتدى النقب يجسد الاحتمال والمكاسب الحقيقية للدمج بين دول المنطقة واجتماع الدول للتداول في حلول للتحديات المشتركة. وسنستمر في التشاور مع شركائنا بشأن عقد لقاء لمنتدى النقب بمستوى وزاري خلال العام 2023"، حسبما نقل التقرير الإسرائيلي عنه.

وكان التقرير نفسه قد لفت في وقت سابق إلى احتمال تأجيل اجتماع وزراء خارجية هذه الدول مرة أخرى، على إثر خطة الحكومة الإسرائيلية بالمصادقة على بناء آلاف الوحدات السكانية الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية، في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، وهو مخطط من شأنه أن يثير انتقادات واسعة في الولايات المتحدة والعالم العربي.

وتعمل الرباط وتلّ أبيب على تمتين علاقاتهما منذ استئنافها أواخر العام 2020 من خلال اتّفاق ثلاثي، تضمّن أيضا اعتراف الولايات المتّحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

واستقبل المغرب مؤخرا ثلاثة وزراء إسرائيليين في زيارات رسمية متفرّقة، فضلا عن رئيس الكنيست ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي.

كما يعمل البلدان على تعزيز تعاونهما العسكري في سياق إقليمي متوتّر.

لكنّ المملكة تسعى أيضا إلى الموازنة بين علاقاتها مع إسرائيل والتزامها إزاء القضية الفلسطينية.

التعليقات