30/07/2023 - 22:34

اجتماع الحكومة الإسرائيلية بشأن لبنان: نتنياهو يوافق على توصيات الجيش والأجهزة الأمنية

تصعيد وشيك جنوبي لبنان؟ الحكومة الإسرائيلية تجتمع بهيئة وزارية مصغرة مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث السيناريوهات المختلفة؛ نتنياهو "يوافق على توصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش والأجهزة الأمنية".

اجتماع الحكومة الإسرائيلية بشأن لبنان: نتنياهو يوافق على توصيات الجيش والأجهزة الأمنية

جندي لبناني يواجه دبابة إسرائيلية في المنطقة الحدودية (أ.ب.)

أقر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، الخطط والأساليب التي اقترحها الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن للتعامل مع أنشطة "حزب الله" قرب المناطق الحدودية جنوبي لبنان.

وعقدت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، اجتماعا حول الأوضاع الميدانية والتطورات الجارية مع حزب الله اللبناني في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، بمشاركة قادة الأجهزة الأمني وهيئة مصغرة من الوزراء.

وبالتزامن مع الاجتماع، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عددا من ناشطي حزب الله تجاوزوا المناطق الحدودية في أنشطة وصفتها بأنها "استفزازية" وسط تلويح بأعلام حزب الله والأعلام اللبنانية قبالة قرية الغجر.

وفي بيان مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو، جاء أن الاجتماع لـ"تقييم الأوضاع" بشأن لبنان عقد بمشاركة كل من وزير الأمن، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، إلى جانب نتنياهو.

كما شارك بالاجتماع قادة الأجهزة الأمنية، بما في ذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الموساد، دافيد (ديدي) برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، ورئيس الشاباك، رونين بار.

(أ.ب.)

ومن الجيش الإسرائيلي، شارك إلى جانب رئيس الأركان، كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حاليفا، ورئيس شعبة العمليات، عوديد بسيوك، ورئيس شعبة الشؤون الأمنية والسياسية التابعة لوزارة الأمن.

وشدد البيان المقتضب على أن نتنياهو "وافق على توصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش والأجهزة الأمنية".

"خيام حزب الله لا تشكل تهديدا أمنيا"

وذهبت تحليلات إسرائيلية إلى أن بيان الحكومة الإسرائيلية يشير إلى تصعيد محتمل جنوبي لبنان، وذلك عبر إقدام الجيش الإسرائيلي على إخلاء وهدم الخيمة التي أقامها عناصر حزب الله قرب المناطق الحدودية بالقوة.

ورأى المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن اختيار عبارة "موافقة" نتنياهو على "توصيات الجيش والأجهزة الأمنية"، تشير إلى أن نتنياهو بدأ بالفعل بالرد المبكر على اتهامات محتملة قد توجه إليه مستقبلا إذا ما تطورت التوترات مع حزب الله، بأنه "يدفع باتجاه تحركات عسكرية لصرف الانتباه عن التشريعات القضائية".

في المقابل، قال المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع "واينت" إن الاجتماع لم يشهد اتخاذ "قرارات عينية ملموسة"، غير أنه تم الاتفاق على توجهات وطرق عمل مستقبلية؛ ونقل عن مسؤولين رفيعي المستوى في أجهزة الأمن الإسرائيلية قولهم: "نحن لا نهرول باتجاه مواجهة في الشمال".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية (لم تسمها)، قولها إن إسرائيل "لن نتخذ أي إجراء نُجر إليه؛ هذه الخيام لا تشكل تهديدًا أمنيًا، ولن ننخرط في أي تحرك لسنا مهتمين به".

"خلاف في وجهات النظر داخل مؤسسة الجيش"

وتلخص موقف كبار القيادات في الجيش الإسرائيلي الذي تم استعراضه أمام نتنياهو أن "سوء تقدير نصر الله وسوء فهم النوايا الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى التصعيد. لسنا بحاجة للدخول في مواجهة لسنا بحاجة إليها أو نريدها في هذا الوقت".

في المقابل، أشار موقع "واينت" إلى خلاف في وجهات النظر داخل المؤسسة العسكرية، إذ دعا كبار المسؤولين في الجيش إلى "التمييز بين الاستفزازات الحدودية مثل تخريب كاميرات المراقبة، وإقامة الخيام في الأراضي الإسرائيلية، والمسيرات على طول السياج الحدودي، وبين الأعمال التي تنطوي على احتمال التصعيد مثل تفجير مجيدو".

وشدد قادة الأجهزة الأمنية خلال المداولات على أنه "ليس من المجدي الدخول في عمليات عسكرية لا تريدها إسرائيل ولا تحتاجها ضد حزب الله"؛ أي أن ما يصفه الجانب الإسرائيلي بأنه "استفزازات حدودية" في نظر قادة الأجهزة الأمنية لا تشكل تصعيدًا أمنيًا. ويرون أن الهدف هو "إفشال العمليات وعدم الانجرار إلى الاستفزازات".

وفي حين كان هناك إجماع على أنه كان من الخطأ "الانجرار" إلى عملية عسكرية لمواجهة "استفزازات حزب الله"، هناك أصوات أخرى داخل الجيش تحذر من تآكل الردع الإسرائيلي إذا لم يتم التعامل مع خيمة حزب الله، مشيرين إلى أن "الانتظار لفترة طويلة للتعامل مع الخيمة يمكن أن يخلق وضعًا جديدًا في المنطقة سيكون من الصعب تغييره".

وحذّرت هذه الأصوات من أن المماطلة في التعامل مع الخيمة "سيشكل عملية إضرار مستمرة بحالة الردع". وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن نتنياهو تبنى الموقف الأول، القائل بـ"عدم الانجرار للاستفزازات والدخول في مواجهة إسرائيل في غنى عنها، وتوضيح للأمين العام لحزب الله أن أي خطأ قد يرتكبه سيكون خطيرًا وقد يؤدي إلى تصعيد واسع".

"وسيط دولي لإدارة التوترات"

وبحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") نقلا عن مصادر "مطلعة"، فإن الجيش الإسرائيلي عبّر خلال الاجتماع مع نتنياهو عن دعمه لـ"إجراء مفاوضات من خلال وسيط دولي في النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان".

وأفادت المصادر بأن "بعض قادة الجيش أعربوا عن دعمهم لمثل هذه الخطوة، لكنهم في الوقت نفسه ناقشوا أيضًا مسألة خيمة حزب الله المنصوبة عند المناطق الحدودية".

وقالت إنه "في ختام المداولات تمت المصادقة على سلسلة من ‘الأحداث وردود الفعل‘ والتي صممت على أساس أن إسرائيل لا ترغب في الانجرار إلى الصراع، ولكن يمكن للوضع أن يتطور في هذا الاتجاه".

وخلال الأيام الماضية، عزز الجيش الإسرائيلي من قواته على الحدود مع لبنان إثر تهديدات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله؛ فيما أعد الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، عدة سيناريوهات عملياتية لتطور محتمل للأوضاع جنوبي لبنان.

وصدّق وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، أمس السبت، على خطط عملياتية لاحتمال تدهور الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية جنوبي لبنان.

وأمس، السبت، قال نصر الله إن "المقاومة في لبنان لن تتهاون وستكون جاهزة للردع والمواجهة والتحرير أمام أي حماقة إسرائيلية".

وخلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، صباح اليوم، رد نتنياهو على نصر الله، بالقول إنه "ينبغي أن لا يختبرنا". وادعى نتنياهو أنه "لسنا متأثرين بتهديدات نصر الله (التي يطلقها) من المخبأ. في ساعة الجد، سيجدنا نقف كتفا بكتف وينبغي له أن لا يختبرنا".

عناصر "حزب الله" في المنطقة الحدودية، عصر اليوم

وفي حزيران/ يونيو الماضي، نصبت جماعة حزب الله خيمتين عند المناطق الحدودية جنوبي لبنان، أزالت إحداهما لاحقا، وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الحزب أزال وأعاد نصب الخيمة الثانية، خلال الأيام القليلة الماضية.

ونصبت الخيمة الأولى داخل "الخط الأزرق" في جرود بلدة كفر شوبا جنوب لبنان، والأخرى داخل الأراضي اللبنانية شمال الخط الأزرق الذي وضعته الأمم المتحدة.

و"الخط الأزرق"، حدود وضعتها الأمم المتحدة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، إلا أن إسرائيل حاولت أكثر من مرة خرقه، علما أنه لم يراعِ الحدود الرسمية بدقة، ما كرّس حالة من التوتر على جانبيه.

وكانت التقارير الإسرائيلية قد أشارت إلى أن القيادات العسكرية الإسرائيلية ترى أن هناك خطر تصعيد متزايد في الشمال، وأن "نصر الله يفسر ما يحدث داخل إسرائيل على أنه ضعف تاريخي".

في المقابل، لا يعترف الجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن بنية حزب الله في التصعيد الواسع، فيما أن الخيمة التي أقيمت لا تشكل تهديدا أمنيا؛ على حد تعبيره.

وعلى خلفية التطورات الأخيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي إثر اتساع رفض الخدمة العسكرية بسبب تواصل التشريعات الرامية إلى إضعاف القضاء، عقدت الجمعة جلسة خاصة على مستوى الجيش تناولت الأزمة في صفوفه.

وذكر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، تحدث للقناة 13، أن "نصر الله يدرس منذ فترة المخاطرة على الحدود لأنه يقيّم بشكل خاطئ مستوى الاستعداد العملياتي للجيش الإسرائيلي لجميع أنواع السيناريوهات"؛ وفقا لما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني.

وأضاف أن "الاحتجاجات في إسرائيل والتأثيرات على الجيش الإسرائيلي أصبحت جزءا من تقييم حزب الله للأوضاع، وبالتالي ازدادت المحادثات بين حماس وحزب الله حول ما يحدث في إسرائيل".

ولم يستبعد المسؤول الإسرائيلي احتمال وقوع أحداث بالتعاون بين "حزب الله" و"حماس"، محذرا أنه "سيكون ذلك خطأ، ولهذا السبب نجري عمليات مراقبة مشتركة وتقييمات للجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد".

التعليقات