06/08/2023 - 22:47

إعدام ميدانيّ: استشهاد ثلاثة أشخاص أحدهم فتى برصاص الاحتلال في جنين

جيش الاحتلال يعلن تنفيذ عملية "تصفية" استهدفت "خلية تخريبية" على حد تعبيره، شمالي الضفة. عملية الاغتيال استهدفت ثلاثة شبان من مخيم جنين بدعوى عزمهم تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد الاحتلال، الصحة الفلسطينية تؤكد استشهادهم؛ الاحتلال يحتجز جثامين الشهداء.

إعدام ميدانيّ: استشهاد ثلاثة أشخاص أحدهم فتى برصاص الاحتلال في جنين

أرشيفية من مخيم جنين (أ.ب.)

استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم فتى، اليوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الخاصة على مفرق بلدة عرابة جنوبي جنين، فيما زعمت سلطات الاحتلال أن الشهداء الثلاثة خططوا لتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية.

والشهداء الثلاثة هم الفتى براء القرم (15 عاما)، والشابين نايف أبو صويص، ولؤي أبو ناعسة.

ونفذت عملية "التصفية" بواسطة الوحدة الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال ("يمام")، بحسب ما ما جاء في بيان صدر عن الاحتلال، وذلك بالتعاون مع جيش الاحتلال وجهاز أمنه العام (الشاباك). وادعى الاحتلال أن "الخلية" المزعومة "كانت في طريقها لتنفيذ عملية" ضد أهداف إسرائيلية.

وأظهر مقطع فيديو وثّق عملية الاغتيال، مجموعتين من قوات الاحتلال تحتميان خلف مركبتين تحملان لوحات ترخيص فلسطينية، وسط إطلاق نار كثيف استهدف المركبة الفلسطينية التي كانت تبعد أمتارا قليلة عن عناصر الاحتلال.

الشهيد الفتى براء القرم

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أن قوات الاحتلال كانت عازمة على إعدام الشبان الثلاثة ميدانيا، ولم تسعَ إلى اعتقالهم، وقال: "علمنا أن هناك ثلاثة إرهابيين كانوا يخططون لشن هجوم في الطرق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية".

الشهيد لؤي أبو ناعسة

وأضاف هغاري "لم تكن هناك نية لإيقافهم، فبمجرد تحديد الوسائل والنية لديهم، وأنهم في طريقهم لتنفيذ هجوم، كانت المهمة هي القضاء عليهم"، علما بأن جريمة الإعدام الميداني للشبان الفلسطينيين الثلاثة، نفذتها قوات الاحتلال بالتزامن مع انعقاد المجلس الوزاي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، برئاسة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد ثلاثة شبان برصاص الاحتلال، قرب بلدة عرابة في جنين"، وأشارت إلى أنها "تبلغت" بذلك بواسطة "الهيئة العامة للشؤون المدنية"، وهي الجهة المسؤولة عن التنسيق مع سلطات الاحتلال.

وأفاد شهود عيان بأن قوة خاصة تابعة لقوات الاحتلال كانت تستقل مركبة مدنية، اعترضت مركبة فلسطينية في منطقة "بير الباشا" جنوبي جنين. وأضاف الشهود أن قوة الاحتلال أطلقت وابلا كثيفا من النيران تجاه المركبة، فيما لم تعلن المصادر الفلسطينية الرسمية عن مصير من كانوا فيها.

الشهيد أبو صويص

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال سحبت المركبة الفلسطينية بعيد تنفيذ عملية الاغتيال إلى خارج جنين؛ وقال شهود عيان إن جثامين الشبان الفلسطينيين كانت لا تزال داخل المركبة. ولم يعلن الجانب الفلسطيني عن هوية الشهداء الثلاثة، في حين كشف الاحتلال عن اسم أحد الشهداء.

وقال الاحتلال في بيانه إن قواته قتلت "رئيس الخلية" في عملية التصفية، وهو الشاب نايف أبو صويص (26 عاما) من سكان مخيم جنين، وزعم أنه "متورط في عمليات عسكرية ضد قواتنا، وضالع في الدفع لأنشطة عسكرية موجهة من قبل عناصر إرهابية من قطاع غزة"، على حد تعبيره.

وأكد الاحتلال أن فلسطينيين اثنين استشهدا برفقة أبو صويص خلال عملية الاغتيال. كما ادعى أنه عثر في المركبة التي استقلتها "الخلية" على سلاح من طراز M16؛ من جانبه، أشاد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بقوات الاحتلال التي عملت "بسرعة وبدقة"، وفقا لتعبيره، لـ"تصفية خلية إرهابية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم ضد مدنيين إسرائيليين".

وأضاف غالانت، في بيان صدر عن مكتبه، أن "قوات الأمن ستستمر بالعمل حيثما كان ذلك مطلوبًا لضمان سلامة مواطني إسرائيل. سنلاحق أعداءنا ونتغلب عليهم".

وفي وقت سابق، جاء في بيان مقتضب صدر عن جيش الاحتلال أن "قوات الأمن صفّت منذ فترة وجيزة خلية تخريبية في منطقة جنين". وكان الاحتلال قد أصدر بيانا مقتضبا أعلن من خلاله أن قواته تنفذ "مهمة عملياتية" في جنين.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المركبة المستهدفة وسحبتها بعد تنفيذ عملية الاغتيال إلى خارج جنين. وقال شهود عيان إن جثامين الشبان الفلسطينيين كانت لا تزال داخل المركبة، فيما انتشرت تعزيزات عسكرية إسرائيلية كبيرة في المنطقة.

ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ عملية إطلاق نار وسط مدينة تل أبيب، استشهد خلالها منفذ العملية، الشاب كامل أبو بكر من بلدة رمانة قضاء جنين، وأسفرت عن مقتل عنصر أمن إسرائيلي تابع لبلدية تل أبيب.

شبان فلسطينييون يقيمون نصبا تذكاريا في موقع عملية الاغتيال

التعليقات