جرائم إطلاق النار: 4 قتلى في أبو سنان وإصابتان في كفر قرع ورهط

الجريمة تضرب في المجتمع العربي: إطلاق نار في أبو سنان يسفر عن مقتل أربعة أشخاص أحدهم مرشح لرئاسة المجلس المحلي، في مجزرة ترفع من مستوى الجريمة في البلدات العربية؛ إصابة شابة في كفر قرع وشاب في رهط بجراح خطيرة.

جرائم إطلاق النار: 4 قتلى في أبو سنان وإصابتان في كفر قرع ورهط

من موقع الجريمة في أبو سنان

قتل أربعة أشخاص في جريمة إطلاق نار ارتكبت مساء اليوم، الثلاثاء، في بلدة أبو سنان، فيما أصيبت شابة بجراح خطيرة من جراء تعرضها لإطلاق نار في بلدة كفر قرع، كما أصيب شاب (30 عاما) في جريمة إطلاق نار منفصلة شهدتها مدينة رهط.

وفي كفر قرع، أفاد مراسل "عرب 48"، أمير علي بويرات، بأن الطواقم الطبية عملت على تقديم الإسعافات الأولية للمصابة، ونقلها إلى مستشفى "هيلل يافي" في الخضيرة وهي بحالة خطيرة.

وذكر أن الشابة أصيبت خلال تواجدها داخل مركبة خاصة في كفر قرع.

وفي أبو سنان، ظلت المداخل إلى بلدة مغلقة بواسطة حواجز نصبتها الشرطة بعد أكثر من 3 ساعات على الجريمة، فيما اندلعت مواجهات بين عناصر الشرطة والأهالي الذين حملوها مسؤولية تصاعد جرائم القتل في المجتمع العربي.

ولاحقا، تم الإعلان عن وصول المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، إلى ساحة الجريمة في أبو سنان، وتلقى إحاطة من قائد منطقة الساحل، داني ليفي، حول اتجاهات التحقيق في الجريمة.

ويستدل من المعلومات المتوفرة أن أعمار الضحايا تتراوح بين 30 و50 عاما، من بينهم ثلاثة أشخاص من قرية أبو سنان، أحدهم المرشح لرئاسة المجلس المحلي، غازي صعب، بالإضافة إلى شخص رابع من بلدة يركا.

غازي صعب، أحد ضحايا القتل في أبو سنان

وأفادت مصادر محلية بأن ضحايا الجريمة في أبو سنان هم: أمير صعب وغازي صعب وزهر الدين صعب من أبو سنان وسلمان حلبي من يركا.

وجاء في بيان صدر عن خدمة "نجمة داوود الحمراء" أن طواقمها قدمت الإسعافات اللازمة لأربعة مصابين بحالة خطيرة، إثر تعرضهم لإطلاق نار في أبو سنان، وجميعهم فاقدون للوعي، ليتم الإعلان عن وفاتهم لاحقا.

وكانت الشرطة قد أعلنت أن جميع المصابين في أبو سنان بحالة حرجة، وتلقوا العلاج الميداني بواسطة الطواقم الطبية؛ وذكرت أن عناصرها في طريقهم إلى موقع الجريمة، قبل أن تؤكد مقتل الضحايا.

وأفادت الطواقم الطبية بأنه أعمار الضحايا تتراوح بين 30 حتى 50 عاما، ووفقا للمسعفين فإن "الضحايا كانوا ممددين في أرض زراعية فاقدي الوعي ويعانون من طلقات نارية اخترقت أجسادهم".

وعُلم أن جميع الضحايا استهدفوا في رؤوسهم وأصيبوا في القسم العلوي من أجسادهم، وذكر أحد المسعفين "أجرينا لهم فحوصات طبية ولكن مؤشراتهم الحيوية كانت قد توقفت، ولم يكن أمامنا خيار سوى إقرار وفاتهم".

وادعت الشرطة أن جريمة القتل التي وقعت في أبو سنان، نُفذت على خلفية جنائية، وغير مرتبطة بالانتخابات المحلية في البلدة، علما بأن أحد الضحايا هو المرشح لرئاسة المجلس المحلي في أبو سنان، غازي صعب.

وبحسب الشرطة، فإن واحدا على الأقل من القتلى له سجل إجرامي ومعروف لديها، فيما قال الناطق باسم الجهاز إنه يتم فحص جميع الاتجاهات. وأضاف "حتى الآن لم يتم العثور على أي أدلة تربط الجريمة بترشح صعب في الانتخابات".

وتتصاعد المخاوف من ارتفاع حدة الجريمة التي تشهدها البلدات العربية واتساعها، مع اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية المقررة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وجاءت الجريمة في أبو سنان بعد يوم واحد من مقتل مدير عام بلدة الطيرة، عبد الرحمن قشوع، في جريمة إطلاق نار ارتكبت في الطيرة، أمس الإثنين، وأسفرت عن إصابة آخرين.

وفي أعقاب الجريمة في أبو سنان، أعلن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن الأخير قرر عقد جلسة خاصة يوم غد، الأربعاء، للجنة الوزارية الفرعية لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، والتي يترأسها بنفسه.

اجتماع طارئ في كفر ياسيف

وحمّل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، في بيان، "الشرطة والحكومة كافة المسؤولية لما آل إليه الوضع بعد تقاعس الدولة ومؤسساتها عن أداء واجب الحماية الأساسي نحو المواطنين".

واعتبر طريف أن "الإجرام المتفشي لم يعد إجرامًا عاديا وإنما إرهاب منظم وموجه لهدم وتفكيك المجتمع بأسره"، ودعا الأهالي في أبو سنان ويركا إلى "تحكيم العقل بعيدًا عن الانجرار وراء الإشاعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وبحسب البيان، دعت "الهيئة الدينية مع أعضاء الكنيست ومنتدى رؤساء المجالس المحلية الدرزية، إلى اجتماع طارئ في مقام سيّدنا النبي الخضر في كفر ياسيف، لبحث آخر المستجدات والعمل على تهدئة الأوضاع".

تحقيقات أولية: القتلة يعرفون ضحاياهم

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الجناة وصلوا بمركبة خاصة إلى منطقة مفتوحة بالقرب من أحد مداخل أبو سنان؛ وفتحوا نيرانهم بكثافة حين رصدوا الضحايا.

وبحسب التحقيقات، فإن القتلة كانوا يعرفون الضحايا المستهدفين. وبعد التحقق من إصابتهم، لاذ الجناة بالفرار من المكان، ليقوم بعض الأهالي الذين سمعوا إطلاق النار بإخطار الشرطة وطواقم الإسعاف.

وفي رهط، أفادت الطواقم الطبية بأنها قدمت الإسعافات الأولية لمصاب من جراء "حادث عنف" وقع في مدينة رهط. وأضافت أن الطواقم نقلت مصابا بحالة خطيرة إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع.

وعُلم أن الجريمة في رهط وقعت في الحي رقم 22؛ ولم تعرف خلفية الجريمة بعد؛ إذ لم يصدر بيان عن الشرطة في هذا الشأن، علما بأن المدينة كانت قد شهدت صباح اليوم، جريمة إطلاق نار استهدفت منزل رئيس البلدية، عطا أبو مديغم.

وكانت الشرطة قد أعلنت صباح اليوم، أن إطلاق نار في رهط استهدف منزل رئيس البلدية، وقالت إنها عثرت على قنبلة قرب المنزل، حيث قام خبراء المتفجرات بتفكيكها وإبطال مفعولها.

وهذه المرة الثانية خلال هذا الأسبوع التي يتم إطلاق النار باتجاه منزل رئيس بلدية رهط؛ وأمس الإثنين، أعلنت الشرطة اعتقال شخصين بشبهة إطلاق النار بالقرب من منزل أبو مديغم.

وزعمت أنهما من أقارب رئيس البلدية، وأطلقا النار على خلفية "نزاع على ملكية أراض".

وفي أعقاب الجريمة الجماعية في أبو سنان، ارتفعت حصيلة ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري، إلى 147 قتيلا، وهي حصيلة قياسية غير مسبوقة.

وتحولت جرائم القتل في المجتمع العربي إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية، في ظل تقاعس الشرطة عن القيام بدورها للقضاء على الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.

يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.

التعليقات