بوتين عن مقتل بريغوجين: سننتظر إلام ستؤول التحقيقات

مشّط محققون حطام طائرة قيل إن رئيس مجموعة فاغنر يفجيني بريغوجين كان على متنها حين سقطت أمس ولم ينج منها أحد. وأعرب بوتين عن "تعازيه" لأقارب الضحايا، واصفا بريغوجين بأنه رجل ارتكب "أخطاء" جسيمة لكنه "حقّق نتائج".

بوتين عن مقتل بريغوجين: سننتظر إلام ستؤول التحقيقات

قدّم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، التعازي لعائلة قائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، في أول تأكيد رسمي لمقتله من جراء تحطم طائرته شمال موسكو، أمس الأربعاء، في حين نقلت رويترز عن مصدرين أميركيين فحوى معلومات أولية عن سبب تحطم الطائرة.

وقال بوتين في تصريحاته اليوم الخميس إنه عرف بريغوجين منذ حقبة التسعينيات وكان "رجل أعمال موهوبا"، لكنه ارتكب أخطاء، وفق تعبيره. وأشاد الرئيس الروسي بما وصفها بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها مجموعة فاغنر في "الحرب ضد النازية في أوكرانيا"، وقال إن موسكو لن تنسى ذلك أبدا.

وفي ما يتعلق بسبب تحطم الطائرة، قال بوتين "سننتظر ما تؤول إليه التحقيقات"، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الطائرة كان بها موظفون من فاغنر. وصرح بوتين بأن بريغوجين عاد من أفريقيا أمس وعقد في روسيا اجتماعات مهمة مع المسؤولين قبل تحطم طائرته.

صاروخ أرض جو

وأفادت وكالة "رويترز" اليوم بأن واشنطن تعتقد أن صاروخ أرض جو أطلق من داخل روسيا هو الذي أسقط طائرة بريغوجين ونقلت الوكالة عن مسؤوليْن أميركيين (لم تسميهما) أن هذه المعلومات بشأن سبب تحطم الطائرة لا تزال أولية وقيد المراجعة.

وفتحت السلطات الروسية اليوم تحقيقا جنائيا في الحادثة بشأن انتهاكات مفترضة لقواعد الملاحة الجوية. وتحطمت الطائرة الخاصة من طراز "إمبراير ليغاسي" قرب قرية كوجينكينو في مقاطعة تفير (شمال موسكو) أثناء تحليقها باتجاه سان بطرسبورغ حيث يقع مقر فاغنر.

وقالت مصادر رسمية روسية، إن بريغوجين مسجل في قائمة الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة ولم ينج منهم أحد. وأوضحت هيئة الطيران المدني أنه كان على متن الطائرة 7 ركاب و3 من أفراد الطاقم، مشيرة إلى أن من الركاب أيضا الرجل الثاني في مجموعة فاغنر ديمتري أوتكين.

حطام الطائرة (Getty Images)

وكان الرئيس الروسي قد واجه في حزيران/ يونيو الماضي، أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا لم يكتمل ضد كبار ضباط الجيش.

وأدى تمرد مجموعة فاغنر يومي 23 و24 حزيران/ يونيو الماضي، إلى إلقاء ظلال من الشك حول مصير شبكتها الواسعة التي تمارس أنشطة متنوعة من العمليات العسكرية والتجارية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ونفى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، وجود علاقة لبلاده بمقتل قائد مجموعة فاغنر الروسية الخاصة، بريغوجين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، في العاصمة كييف، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية.

وقال زيلينسكي: "لا علاقة لأوكرانيا بالحادثة" التي وقعت أمس الأربعاء، وأردف: "أعتقد أن الجميع يدرك من المتورّط بها". ومساء الأربعاء، قالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية إن طائرة من طراز إمبراير-135 تحطمت بمنطقة تفير شمال غرب البلاد أثناء سفرها من موسكو إلى سان بطرسبرغ، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب العشرة الذين كانوا على متنها.

ولاحقا نشرت الوكالة قائمة بأسماء من كانوا على متن الطائرة، بينهم بريغوجين، والمؤسس المشارك لفاغنر، ديمتري أوتكين، وغيرهم من عناصر المجموعة. وفتحت الوكالة تحقيقًا بالحادثة، فيما قالت لجنة التحقيق الروسية في بيان على تيليغرام إنها فتحت قضية جنائية على أساس "انتهاك قواعد السلامة المرورية وتشغيل النقل الجوي".

وتصدّر بريغوجين عناوين الأخبار في حزيران/ يونيو عندما نفذ تمرّدًا مسلحًا ضد القيادة الروسية قبل أن ينسحب سريعا بموجب وساطة من رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو. وشاركت فاغنر بقيادة بريغوجين بمعارك ضارية في الشرق الأوكراني، في إطار الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير 2022.

التعليقات