زلزال المغرب: ارتفاع حصيلة القتلى إلى ألفين و122 وتعليق الدراسة في المناطق الأكثر تضرّرا

أفادت وزارة الداخلية المغربية بأن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب المملكة في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، ارتفع إلى 2122 في حين بلغت حصيلة الإصابات 2421، بينهم أكثر من 1400 جريح بحالة حرجة.

زلزال المغرب: ارتفاع حصيلة القتلى إلى ألفين و122 وتعليق الدراسة في المناطق الأكثر تضرّرا

(Getty Images)

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مدن في المغرب، يوم الجمعة الماضي، إلى ألفين و 122 وفاة، بالإضافة إلى نحو ألفين و500 إصابة، وفق حصيلة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية، مساء اليوم، الأحد، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ والإغاثة، بينما أعلنت وزارة التعليم، تعليق الدراسة في عدد من المناطق القروية الأكثر تضررا من الزلزال.

وقالت الوزارة في بيان "في حصيلة مؤقتة، إلى حدود الساعة الرابعة عصرا، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2,122 شخصا، وعدد الجرحى 2,421"، في حين أشارت تقارير صحافية إلى أكثر من ألف و400 إصابة بحالة حرجة.

وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1,351) جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال الذي يمتد في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تتوفر فيها شروط مقاومة الزلازل.

وسجل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الأقليم من الزلزال، وفق ما أفادت قناة "ميدي 1 تي في" التلفزيونية العامة، حيث نصبت خيام لإيوائها في المناطق المنكوبة.

وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات "تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة".

كما أشارت إلى تسجيل حصيلة كبيرة من الضحايا في إقليم تارودانت المجاور للحوز جنوبا، بـ492 قتيلا.

ولا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6,8 حسب هيئة الزلازل الأميركية).

وبتث القنوات التلفزية المغربية، اليوم، صورا من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالي 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.

ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية، فيما يواصل رجال الإنقاذ العمل للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض. وقد تمكنوا من إجلاء جثة تحت ركام بيت محطم، فيما لا تزال أربع جثث أخرى تحت الركام.

ويتواصل إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية. وقد أقيمت صلاة الغائب ترحما على أرواح الضحايا بعد صلاة الظهر في كافة مساجد المملكة. فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لثلاثة أيام.

وأعلنت عدة دول استعدادها لتقديم مساعدات. وقد أرسلت الجارة إسبانيا فريقا من 56 عنصر إنقاذ، بعدما تلقت طلبا رسميا من الرباط. في حين لم يعلن بعد عن استقبال مساعدات من دول أخرى.

ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أنّ احتياجات المغرب من المساعدات هائلة، مشددة على أهمية إيصالها خلال اليوم أو اليومين المقبلين.

وعرضت قنوات محلية، صباح الأحد، مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو.

كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ.

وصباح اليوم، سُجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة بلغت شدتها 4,5 درجات وفق ما أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور، لموقع "هسبريس" المحلي، موضحا أن "النشاط الزلزالي بدأ ينخفض تدريجيا".

وأثار الزلزال هلعا عارما في البلاد، خصوصا أن سكّان مدن عدّة بعيدة عن بؤرته شعروا به. وتستمر المخاوف من احتمال تكرار كارثة خصوصا في مراكش.

وقد امتلأت شوارع الملاح، الحي اليهودي التاريخي بالمدينة، بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفًا من انهيار منازلهم المتضرّرة.

والمغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف "استثنائيا" نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير. زيادة على أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

وفي 24 شباط/ فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط، وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.

وفي 29 شباط/ فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.

التعليقات