فيضانات ليبيا: درنة تعدّ ضحاياها... الأمم المتحدة: كان يمكن تفادي مقتل "معظم" الضحايا

هناك صعوبة في الوصول لبعض المدن والأماكن المتضررة من الفيضانات في المنطقة الشرقية للبلاد، من جرّاء انهيار معظم الجسور والطرقات، فيما يستمرّ عدد الضحايا في الارتفاع.

فيضانات ليبيا: درنة تعدّ ضحاياها... الأمم المتحدة: كان يمكن تفادي مقتل

بحث عن ناجين محتملين، وقتلى مفقودين (Getty Images)

تواصل مدينة درنة الليبية، اليوم الخميس، تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها، وخلفت آلاف القتلى والمفقودين، فيما أكّدت الأمم المتحدة أنه كان من الممكن تفادي مقتل "معظم" ضحايا الفيضانات.

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، اليوم، أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا"، من جراء الفيضانات المدمرة .

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنه "كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكننا تفادينا معظم الخسائر البشرية"، مشيرا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وأعلنت المفوضية الأوروبية إرسال مساعدة من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى المدينة الواقعة على سواحل شرق ليبيا.

وكانت العاصفة "دانيال" قد ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.

وتستمر حصيلة القتلى في الارتفاع، فيما لا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة في الشوارع، في حين تُكدّس جثث أخرى في شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن.

جرفت الفيضانات مبانيَ وسيارات وأحياء كاملة (Getty Images)

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد، الملازم طارق الخراز، أمس الأربعاء، إن سلطات الشرق الليبي أحصت إلى الآن مقتل 3840 شخصا، دُفن 3190 منهم، مشيرا إلى أن بين الضحايا 400 أجنبي على الأقل، غالبيتهم من السودانيين والمصريين، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وعُثر على نحو 250 جثة، أمس الأربعاء، في حين ما يزال أكثر من 2400 شخص مفقودين، وفق ما أفاد الخراز.

وتخشى السلطات أن تكون حصيلة القتلى النهائية أكبر بكثير.

وقال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تامر رمضان، إن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن"، مضيفا أن "حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل الى الآلاف".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص من أصل مئة ألف كانوا مقيمين في المدينة، أصبحوا مشردين.

(Getty Images)

وتظهر صور مروعة بثتها قناة "الوطنية الليبية" على منصات التواصل الاجتماعي، كارثة حقيقية حلت بدرنة، حيث بدت شوارع مدمرة وأشجار مقتلعة ومبان مدمرة وأشخاص يرفعون الأغطية عن الجثث الملقاة على الرصيف لمحاولة التعرف عليها.

ولا يمكن الوصول إلى المدينة الآن، إلا عبر مدخلين إلى الجنوب من أصل سبعة، وانقطع عنها التيار الكهربائي على نطاق واسع، وتعطلت شبكة الاتصالات فيها وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

ونزح ثلاثة آلاف شخص من البيضاء، وأكثر من الفين من بنغازي، ومدن أخرى تقع إلى الغرب.

في البلاد والخارج بدأت التعبئة لمساعدة الضحايا، وإن كانت المساعدات لا تزال محدودة.

(Getty Images)

وقالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن الأردن أرسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية، كما أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، أمس الأربعاء، إبحار سفينة وإقلاع طائرتين عسكريتين لنقل الخبراء والمعدات اللوجستية الأساسية.

وأقلعت أمس طائرة فرنسية تقل نحو أربعين مسعفا وعدة أطنان من المعدات الصحية، منها مستشفى ميداني، متوجهة إلى ليبيا لمساعدة المتضررين من الفيضانات.

من جهته وجَّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، بإقامة معسكرات إيواء في المنطقة الغربية العسكرية للمتضررين الذين فقدوا ديارهم، وفق وسائل إعلام حكومية.

وحذّر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة التلوث بالأسلحة الحربية، بسبب الفيضانات التي "ساهمت في نقل ذخائر غير منفجرة إلى مناطق كانت خالية من التلوث سابقا".

وأضاف إريك تولفسن في تغريدة أن هذا الأمر يعرض الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية لأخطار أكبر".

(Getty Images)

وتدير البلاد التي تسودها الفوضى منذ سقوط الرئيس السابق معمر القذافي في العام 2011 حكومتان متنافستان: واحدة معترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في الشرق حيث وقعت الكارثة يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير خليفة حفتر.

بعض المدن المنكوبة يصعب الوصول إليها

في السياق، قال مسؤول ليبي، اليوم الخميس، إن هناك صعوبة في الوصول لبعض المدن والأماكن المتضررة من الفيضانات في المنطقة الشرقية للبلاد، من جرّاء انهيار معظم الجسور والطرقات، والعبارات المائية الرابطة بينها.

وأضاف رئيس مصلحة الطرق والجسور بحكومة الوحدة الوطنية، الحسين السويدان: "مصلحة الطرق والجسور تعمل حاليا على إيجاد طرق ومسارات بديلة للدخول لتلك المناطق والمدن لكي تتمكن فرق الإنقاذ والمساعدات من الوصول إليها"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء نقلا عنه.

(Getty Images)

وتابع السويدان: "سيتم اليوم العمل على إيجاد مسارات أخرى في مدينة درنة عن طريق تكليف بعض الشركات الوطنية".

وأشار السويدان إلى أن التقارير الفنية تفيد بأن "الطرق الداخلية في مدينة درنة تضررت بمسافة 30 كيلو مترا، ما يعني انهيارها بالكامل".

ولفت إلى أن المصلحة لديها "فرق فنية موزعة على كل المناطق والمدن المتضررة بالمنطقة الشرقية، تعمل على تقييم حجم الأضرار وإعداد منهجية كاملة للصيانة والتنفيذ".

(Getty Images)
(Getty Images)
(Getty Images)
(Getty Images)
(Getty Images)

التعليقات