23/10/2023 - 09:14

تقرير: أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش وداخل الكابينيت المقلص والموسع

"أزمة الثقة هذه تلحق ضررا آخر إضافة إلى الضرر الرهيب الذي لحق بإسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتضع مصاعب أمام التقدم في الحرب وأمام اتخاذ القرارات، وبضمنها القرارات المؤلمة. وإسرائيل بحاجة الآن إلى قيادة فعالة ومُركّزة على مهمتها"

تقرير: أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش وداخل الكابينيت المقلص والموسع

نتنياهو خلال مداولات مع غالانت وهليفي (مكتب الصحافة الحكومي)

نشأت "أزمة ثقة" بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين الجيش الإسرائيلي على خلفية "تأخير" الاجتياح البري لقطاع غزة، وتسود هذه الأزمة داخل "كابينيت الحرب" وكذلك داخل الكابينيت الموسع للشؤون السياسية والأمنية، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الإثنين.

وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، قد أعلن خلال إحاطة صحافية، أمس، أن الجيش الإسرائيلي جاهز لشن الاجتياح البري وأنه بانتظار أوامر المستوى السياسي.

وأفادت الصحيفة بأنه "عدا النقاش حول التوقيت، نشأت أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي وداخل الكابينيت المقلص والكابينيت الموسع".

وأضافت الصحيفة أن أزمة الثقة هذه "تلحق ضررا آخر إضافة إلى الضرر الرهيب الذي لحق بإسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وهذه الأزمة تضع مصاعب أمام التقدم في الحرب وأمام اتخاذ القرارات، وبضمنها القرارات المؤلمة. وإسرائيل بحاجة الآن إلى قيادة فعالة ومُركّزة على مهمتها".

غزة يوم الجمعة الماضي (أ.ب.)

ونقلت شبكة "سي.إن.إن"، أمس، عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على إسرائيل كي تؤجل الاجتياح البري للقطاع من أجل السماح بالتقدم في موضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة. ونفت مصادر في إسرائيل وجود ضغوط أميركية كهذه.

وحسب الصحيفة، فإن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقتنع بأن التركيز على موضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة، الذين يحمل قسم منهم جنسية أميركية أيضا، يسبق أي خطوة أخرى، بما في ذلك الاجتياح البري.

وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل كانت تريد الفصل بين مسألة الدخول البري ومسألة المخطوفين. وفي الظروف التي نشأت ثمة شك إذا كان هذا الفصل ممكن".

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلافا للوضع في العام 1973، حيث كانت الحكومة الإسرائيلية أثناء حرب تشرين تقوم بمهامها، فإن الأمور جارية في إسرائيل اليوم، "لكن لا توجد إدارة تعمل. وهذه مصيدة 23".

وتابعت الصحيفة أنه "هذه المرة، وبالرغم من النوايا الحسنة، فإن لاعبي التعزيز بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يتركان بصمة مقلصة على النتيجة النهاية، حاليا على الأقل. وبموجب الاتفاق الذي وقعاه مع نتنياهو، لا يمكنهما التقاء ضباط خارج مداولات الكابينيت إلا بعد مصادقة رئيس الحكومة".

نتنياهو وبايدن، الأربعاء الماضي (أ.ب.)

وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين سياسيين وعسكريين بأن الحكومة تواجه صعوبة باتخاذ قرارات بالاتفاق في مواضيع مركزية مطروحة على أجندتها. والأسبوع الماضي، منع نتنياهو عملية عسكرية استباقية ضد حزب الله، طالب وزير الأمن، يوآف غالانت، والجيش الإسرائيلي بشنها. وينفي نتنياهو هذا الأمر، علما أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل الامتناع عن توجيه ضربة استباقية كهذه لحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلى أن "أحداث 7 أكتوبر تسببت بأزمة ثقة: نتنياهو غاضب على قيادة الجيش الإسرائيلي، ويرى أنهم يتحملون مسؤولية كل ما حدث. ويتعامل بنفاد صبر مع الآراء والتقديرات التي يقولها الضباط برتبة لواء ولا يسارع إلى تبني الخطط التي يقدمونها. وليس صدفة أنه التقى مرتين في الأيام الأخيرة مع اللواء المتقاعد يتسحاق بريك، الذي ينتقد بشدة قدرات سلاح البرية ويعارض عملية برية في غزة".

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين نتنياهو وغالانت تضع مصاعب كبيرة أمام عمل مشترك بينهما، ونشأت الترسبات بينهما في آذار/مارس الماضي، عندما أقال نتنياهو غالانت واضطر إلى التراجع لاحقا. وتفاقمت هذه الترسبات بعد تسريب معلومات لوسائل الإعلام حول منع نتنياهو "ضربة استباقية" ضد حزب الله.

وشددت الصحيفة على أن الصدام بين نتنياهو وغالانت ليس على خطط الحرب فقط، وإنما على خلفية شخصية. "فنتنياهو يجهز نفسه لكفاح جماهيري سيبدأ بكل قوة عندما يستقر الوضع الميداني" بعد الحرب. "وأنصاره في الشبكة الاجتماعية يحملون المسؤولية عن الكارثة لجهاز الأمن وغالانت ورئيس هيئة الأركان العامة ومرؤوسيه".

وشككت الصحيفة في قدرة إسرائيل على تحقيق هدف الحرب الذي أعلنت عنه. "الحكومة أعلنت عن هدف الحرب، الذي يشككون في الجيش الإسرائيلي إذا كان قابلا للتحقيق. فقد تعهد نتنياهو وغالانت في تصريحات مختلفة بمحو حماس عن وجه غزة. ولم يفسرا ما هو المعنى الفعلي لهذا التعهد. ورئيس هيئة الأركان العامة، هيرتسي هليفي، قال ’سوف نفكك البنية التحتية التنظيمية كلها الموجودة تحت (يحيى) السنوار’، لكن كيف سيتحقق هذا الهدف؟ هل في مدينة غزة فقط، أم بسيطرة (إسرائيلية) كاملة على القطاع كله؟ ومتى سيعلم الجيش الإسرائيلي وتعلم الحكومة أن إسرائيل انتصرت فعلا؟".

ويتهم الجيش الإسرائيلي، حسب الصحيفة، المستوى السياسي بأنه لم يضع أمام الجيش أهدافا واضحة. "ربما هذا صحيح، لكن جيشا يتجه إلى الحرب، من دون توضيح كيف سيعلم إذا كان قد انتصر، وعدا الحديث عن كيفية الخروج من ساحة القتال، ينبغي على الأقل أن يحذر من أن الوضع بهذا الشكل. وحذر الجيش الإسرائيلي في السنة الأخيرة من الأزمة الحاصلة بسبب الانقلاب القضائي. وهذه المرة، حسبما هو معلوم لنا على الأقل، كتم صوته".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "لم تجر مداولات حول مسألة كيف سيكون الواقع في غزة بعد طرد حماس، وهذا إذا طُردت، لا في الجيش ولا في الحكومة. وإسرائيل تسعى إلى الدخول إلى غزة من دون توضيح متى وكيف ستخرج من هناك وماذا ستبقي خلفها".

التعليقات