09/11/2023 - 20:55

ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 14 وشهيد برصاص الاحتلال في بلاطة

الاحتلال يشن عمليات عدوانية في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، أوسعها وأعنفها في مخيم جنين، حيث استشهد 14 شخصا على الأقل، فيما أصيب 19 آخرون بجراح متفاوتة؛ 181 شهيدا في الضفة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.​

ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 14 وشهيد برصاص الاحتلال في بلاطة

من المواجهات مع الاحتلال في جنين (Getty Images)

استشهد 18 فلسطينيا وأصيب نحو 40، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي شن عمليات عدوانية واسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، الخميس، من بينهم 14 شهيدا في جنين من جراء استهدافهم بطائرة مسيرة للاحتلال وخلال اشتبكات مسلحة مع القوات التي اقتحمت المدينة ومخيمها الذي قطعت عنه الكهرباء ودمرت البنى التحتية.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، باستشهاد أربعة شبان في مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال منذ صباح اليوم في في مخيم الأمعري في رام الله، ومخيم بلاطة في نابلس، في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وفي بلدة دورا جنوب الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 181 شهيدا.

وفي نحو الساعة السابعة مساء أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول ثلاثة شهداء إلى مستشفى جنين الحكومي، في بيانات مقتضبة متعاقبة، وقالت إن أحدهما "أصيب برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال"، فيما استشهد الثاني متأثرا بإصابته "بالرصاص في الرقبة والصدر"، والثالث استشهد من جراء "برصاصة في الرأس".

وفي بيان صدر عن جيش الاحتلال عقب انسحابه من جنين، نحو الساعة الثامنة مساءً، قال إنه "اعتقل أكثر من 20 شخصا في جنين، ومصادرة خمسة بنادق و4 مسدسات بالإضافة إلى كمية من الذخيرة والكثير من المعدات العسكرية"، وزعم الاحتلال أن من بين المعتقلين في جنين ناشطين اثنين في حركة "الجهاد الإسلامي".

وزعم جيش الاحتلال، في بيانه، "العثور على بئر تحت الأرض يحتوي على عبوات جاهزة للاستخدام جرى تدميره. وتم العثور على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية أثناء عمليات تفتيش المباني الأخرى"، وأضاف أنه هاجم مجموعة من المقاتلين بطائرة مسيرة وقتل عدد من أفرادها إثر "تعريض القوات في المنطقة للخطر". وزعم جيش الاحتلال "عدم وقوع إصابات في صفوف قواته".

وعرف من الشهداء في جنين: أيهم محمد ابراهيم عامر (23 عاما)، ومحمد ناصر حسن مطاحن (30 عاما)، ورأفت عقل عمر أبو عقل (21 عاما)، ومحمود حسين علي أبو الندى (47 عاما)، وقيس رائد جمال دويكات (21 عاما)، ولطفي صايل حويطي (21 عاما)، ومحمد عبد الكريم الصباغ (30 عاما)، ومحمد يوسف عزام زايد (15 عاما)، ومعتصم فواز عيسى (32 عاما)، وأحمد محمود شفيق خلف (18 عاما)، ومحمد طارق حسين فايد (19 عاما)، وإبراهيم حسن ظاهر عباهرة (25 عاما)، وأحمد تيسير محمود أبو قطنة (22 عاما)، وثائر محمد مرعي أبو قطنة (23 عاما).

كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الشاب مهند عبد القادر جاد الحق (29 عاما) استشهد في مخيم الأمعري، وقدري عزمي قدري حطاب (22 عاما) استشهد في مخيم قباطيا في مخيم بلاطة في نابلس، فيما استشهد الشاب أنس ناصر محمد أبو عطوان (30 عاما) في بلدو دورا جنوبي غرب الخليل، ومحمد فريد حمدان ثوابتة (51 عاما) في بيت فجار في بيت لحم.

وفي مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك، شرق نابلس، أصيب 10 فلسطنيين بالرصاص الحي، بحسب ما أعلنت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني؛ فيما اندلعت مواجهات مع الاحتلال بالقرب من مدخل قرية الطبقة، جنوب غرب الخليل؛ كما أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في بلدة عتيل، شمال طولكرم.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد توغل في مدينة جنين بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، وعمل على تجريف الشوارع في محيط المخيم والمشافي وتدمير البنى التحتية، ومن ثم انسحب منها باكرا ليعود عند ساعات الصباح بهدف اعتقال مطلوبين، ويشن حملة عنيفة قطع خلالها التيار الكهربائي عن المخيم.

وأكد شهود عيان أن مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم جنين وأن جيش الاحتلال يحاصر مدارس وحضانات أطفال ومستشفى ابن سينا في المدينة. وأكدت مصادر متطابقة في جنين أن أربعة من الشهداء "يعملون في الأجهزة الأمنية الفلسطينية" لكنهم لم يكونوا بزيهم الرسمي عندما ارتقوا برصاص الاحتلال.

وعزز جيش الاحتلال قواته في جنين بطائرات مُسيرة هجومية قصفت تجمعات للشبان ومركبات المواطنين في جنين وفي بلدة برقين المجاورة. في حين منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم الإسعافات للجرحى ونقلهم إلى المشافي، وأعلن "الهلال الأحمر" أن الاحتلال استهدفت سيارة إسعاف ما أسفر عن إصابة أحد المسعفين بالرصاص الحي في الظهر.

وأفادت وزارة الصحة بـ"استشهاد الشاب عزمي قدري حطاب (22 عاما) بعد إصابته برصاصة في البطن، أطلقها عليه جنود الاحتلال"، اثر اقتحام مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس. ولفتت إلى إصابة 18 شخصا بالرصاص الحي خلال المواجهات التي اندلعت في مخيم بلاطة في محاولة لصد اقتحام الاحتلال.

وأعلنت وزارة الصحة "استشهاد الشاب مهند عبد القادر جاد الحق إثر إصابته برصاص الجيش الاسرائيلي في مخيم الأمعري القريب من رام الله". كما أعلنت في وقت سابق عن ارتقاء "شهيدين برصاص الاحتلال في بيت فجار جنوب بيت لحم وفي دورا جنوب الخليل، وهما: محمد فريد حمدان ثوابتة (51 عاما)، وأنس ناصر محمد أبو عطوان (30 عاما)".

من جهتها، أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تعامل طواقمها مع "39 إصابة" في مناطق الضفة، فيما ذكر مسؤول أمني فلسطيني أن جيش الاحتلال الاسرائيلي ينفّذ الخميس "حملة توغلات غير مسبوقة في عدة مدن في الضفة الغربية، وهي الأعنف منذ بدء الحرب في غزة" قبل أكثر من شهر.

وأضاف المسؤول الفلسطيني "باعتقادي أن هذه التوغلات في مختلف المدن الفلسطينية هدفها إشغال سكان الضفة الغربية عن شيء ما يتم العمل عليه في غزة". وأكدت مصادر محلية أن قناصة الاحتلال اعتلوا أسطح عدد من البنايات المطلة على المخيم، واستهدفوا كل شيء يتحرك على الأرض.

وأوضح شهود العيان أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين ومحيطه، وأطلقت النار على كل شيء يتحرك، بما في ذلك مركبات الإسعاف. فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إلى مدينة جنين ومخيمها من كل المحاور، مدعومة بجرافات عسكرية، تحت غظاء جوي وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال في سماء المدينة ومخيمها.

وأكدت المصادر الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت الأشقاء: منير ونور وفداء سلامة ووالدهم، بعد مداهمة منزلهم، وتفتيشه. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، وداهمت قسم الطوارئ، ومنعت مركبات الإسعاف من إدخال الجرحى، وقامت بتفتيشها.

وكانت مديرة التربية في جنين، سلام الطاهر، قد أفادت بأن 3500 من طلبة المدارس و500 من طلبة رياض الأطفال تم احتجازهم في مدراسهم بالمخيم منذ ساعات الصباح حتى ساعات المساء المتأخرة، في ظل العدوان الإسرائيلي.

"حكومة الاحتلال الإسرائيلي تصعد من حربها الشاملة"

وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صدر عن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي تصعد من حربها الشاملة على شعبنا في غزة والضفة بما فيها القدس". وأضاف أن إسرائيل "انتقلت في عدوانها الشامل على شعبنا الفلسطيني في غزة إلى الضفة الغربية، حيث قتلت وجرحت اليوم العشرات من أبناء شعبنا".

وتابع أبو ردينة أن "إسرائيل تهدف في حربها الشاملة إلى قتل أكبر عدد من الفلسطينيين وتهجيرهم وتصفية القضية الفلسطينية". وطالب "بإلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف هذا العدوان الشامل على شعبنا في كل مكان". ودعا القمتين العربية والإسلامية المزمع عقدهما إلى أخذ قرارات تتناسب "وحجم هذا العدوان الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني "وحجم هذه الجرائم المرتكبة بحقه".

وتعليقا على موقف الإدارة الأمريكية بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، تساءل متحدث الرئاسة الفلسطينية: "هل قصف مدينة جنين ومخيمها بالصواريخ والطائرات وقتل العشرات من أبناء شعبنا بمن فيهم الأطفال والنساء يقع في خانة الدفاع عن النفس، أم أنه عدوان غاشم وجرائم إبادة جماعية وقتل وتهجير؟".

من جهتها، أدانت الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات الاعتداء والهجوم الوحشي الذي ترتكبه قوات الاحتلال منذ صباح هذا اليوم ضد شعبنا عامة وضد جنين ومخيمها وبلداتها بشكل خاص". وأشارت إلى "تدمير واسع النطاق للبنية التحتية وللمنازل وترهيب للمواطنين المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال والنساء".

وحذرت "من مغبة استغلال قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين الانشغال العالمي بالحرب على غزة وضحاياها وآثارها المدمرة والاستفراد بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية العنصرية".

وتابعت الخارجية الفلسطينية أن "هذا الاستغلال والاستفراد البشع محاولة لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وإدخالها في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها".

وطالبت المجتمع الدولي "بسرعة التدخل لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا، وإجبار دولة الاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين قبل فوات الأوان".

التعليقات