22/11/2023 - 22:59

نتنياهو: دمج المجهودين الحربي والدبلوماسي أنضج الظروف لصفقة الرهائن

نتنياهو يؤكد أن الحرب الإسرائيلية ستتواصل على قطاع غزة المحاصر مباشرة بعد انتهاء مفاعيل اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أن مصادقة الحكومة على الصفقة كان "قرارا صائبا"، وأضاف أنه "أصدر تعليمات للموساد بالتحرك ضد قادة حماس أينما كانوا".

نتنياهو: دمج المجهودين الحربي والدبلوماسي أنضج الظروف لصفقة الرهائن

(Getty Images)

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الأربعاء، أن دمج المجهودين الحربي والدبلوماسي أدى إلى إنضاج الظروف للتصول إلى صفقة سيتم من خلال الإفراج عن رهائن إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر، مشددا على أن مصادقة الحكومة على الصفقة كان "قرارا صائبا".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وقال نتنياهو "بصفتي رئيسا لحكومة إسرائيل، أواجه خيارات صعبة فيما يتعلق بمسألة المختطفين (..) تتواصل جهود إعادتهم إلى إسرائيل طوال الوقت، والآن نحن مستعدون لإطلاق سراح الأطفال والنساء"، وأضاف "على مدى التاريخ، تمكنا من إطلاق سراح رهائن بعمليات عسكرية، لكن ليس دائما ما ينجح ذلك، لهذا لم ننتظر، ونستغل كل فرصة لإطلاق سراح مختطفينا".

وذكر أن الجيش الإسرائيلي وقادة الأجهزة الأمنية وافقوا على صفقة التبادل بشكل كامل، وأكد أن "أمن قواتنا سيتم تأمينه خلال الهدنة، والجهد الاستخباري سيتواصل خلالها، وفي هذه الأثناء سيواصل الجيش الاستعداد للحرب. أود أن أكون واضحا، الحرب مستمرة، حتى تحقيق كل أهدافنا، وهي إعادة جميع مختطفينا، والقضاء على حماس، وضمان أنه في اليوم الذي يلي حماس، لن يحكم غزة أي عنصر يدعم الإرهاب. لن تكون غزة تهديدا مستقبليا لإسرائيل".

وأكد نتنياهو أن الاتفاق ينص صراحة على السماح للصليب الأحمر الدولي بزيارة الأسرى والرهائن المحتجزين لدى جهات في قطاع غزة لن تشملهم الصفقة الحالية. مشددا على أن الحرب ستتواصل إلى حين "الانتصار الحاسم" و"تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وتغيير الواقع الأمني في قطاع غزة".

وفيما يتعلق بالمحادثات التي أفضت للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس بوساطة قطرية أميركية، قال نتنياهو إن "المفاوضات كانت صعبة للغاية. تحدثت مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وشكرته على العمل من أجل تحقيق تحسن كبير في الخطوط العريضة التي تم التوصل إليها".

واعتبر نتنياهو أن "ما مهد الطريق للخطوط العريضة هو الضغط العسكري الهائل على حماس والضغط السياسي الكبير". ووعد نتنياهو بأن "غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل"، وأضاف "سنعيد الأمن إلى الجنوب والشمال. نحن ننتصر وسنواصل القتال حتى النصر الكامل".

وردا على سؤال حول ثقته في أن حماس ستفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق، قال نتنياهو: "أنا متأكد من أن السنوار سيحاول كل أنواع الحيل. سنفعل ما قلنا أننا سنفعله، نحن ملتزمون بمواصلة القتال. قلت لبايدن: نحن نقاتل. نأخذ استراحة قصيرة لكننا سنواصل".

وعن الجبهة الشمالية وإمكانية استمرار المواجهات المتصاعدة مع حزب الله، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة التي قد تستمر لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، قال نتنياهو: "لم نقدم التزامات تتعلق بوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، سنقيم الوضع وسنتصرف بناء على ذلك".

وأشار نتنياهو إلى أن صفقة تبادل الأسرى المرتقبة مع حركة "حماس" لن تشمل الفلسطينيين "المدانين بقتل إسرائيليين". وأضاف "سيتم السماح للصليب الأحمر بزيارة بقية المختطفين (الذين لا تشملهم الصفقة) وتزويدهم بالأدوية اللازمة، أؤكد أن هذا بند صريح في الاتفاق، وأتمنى أن تؤدي المنظمة عملها".

بدوره، كرر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، وصفه لقادة حركة حماس بأنهم "حيوانات بشرية"، وفقا لتعبيره، وقال إن حماس تفهم فقط لغة القوة، مشددا على أن الضغط العسكري والتوغل في عمق قطاع غزة المحاصر ساهم بإنجاح الجهود التي أدت إلى صفقة تبادل الأسرى التي من المقرر أن تخرج إلى النور صباح الخميس.

وأكد أن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية ينص بما لا يدع مجالا للشك، أن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في إطار الحرب على غزة، ستتواصل فور انتهاء أيام الهدنة، مشددا على أن الحرب لن تتوقف قبل تحقيق الأهداف المعلنة، بما في ذلك تفكيك القدرات العسكرية والسلطوية لحركة حماس وإلغاء أي تهديد أمني على إسرائيل من القطاع المحاصر.

كما وجه غالانت تهديدات للقيادة السياسية لحركة حماس بما في ذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ورئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل، بالقتل، وقال إنهما يعيشان "في الوقت الضائع" وإن "مصيرهما الموت"، وأضاف "سنصل إلى كل قادة حماس بما في ذلك كل من طار بطائرات فاخرة بعيدًا عن أرض المعركة".

وفي رده على سؤال حول تسريبات مزعومة تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادات سياسية في حركة حماس يقولون فيها إنهم لن يتنازلوا عن الحكم في قطاع غزة، وعمّا إذا كان بالإمكان استهداف قادة الحركة في الخارج خلال وقف إطلاق النار، قال نتنياهو: "أصدرت تعليمات للموساد بالتحرك ضد قادة حماس أينما كانوا".

وعبّر نتنياهو عن أمله في أن يساهم الضغط العسكري بالإفراج عن مزيد من الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، مشددا على أن ذلك يشكل أولوية لدى الحكومة الإسرائيلية، وقال إن حكومته "تعمل باستمرار على استعادتهم جميعًا. عندما أقول ‘جميعا‘ أعني الجميع - بما في ذلك أورون شاؤول وهدار غولدين وأبرا منغيستو وهشام السيد".

وقال غالانت إن "أي صورة لنهاية الحرب يجب أن تتضمن جانبين: تفكيك حماس كإطار مدني وأمني؛ والثاني، عودة المخطوفين إلى إسرائيل. وأنا ملتزم بهذا، الأجهزة الأمنية ملتزمة بذلك والجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك". وأضاف أنه "بقدر ما تعمل قوات الجيش الإسرائيلي في الميدان، فإنها توفر الشروط اللازمة لبلورة اتفاق لإطلاق سراح المختطفين".

وفي ما يتعلق بالصفقة، قال غالانت: "آمل أن يتم تنفيذ الخطوط العريضة التي توصلنا إليها، فهي صحيحة وأفضل من الخطوط العريضة التي كانت معروضة علينا قبل أسبوع. حدث هذا بعد تعمق النشاط العسكري في الأيام الماضية"، كما أشار إلى التخوف في الشارع الإسرائيلي من وقف الحرب، وقال إن "القوات الأمنية ملزمة بإكمال الحرب حتى تحقيق أهدافها".

التعليقات