اغتيال القيادي بحماس صالح العاروري واستشهاد 6 آخرين بقصف إسرائيليّ بالضاحية الجنوبيّة لبيروت

اغتيل القيادي بحماس، صالح العاروري، بقصف إسرائيليّ جنوب بيروت،؛ كما استشهد 6 آخرون، وأكّدت حماس في بيان صدر عنها، اغتياله، وآخرين بينهم قائدان بالقسام، مشدّدة على "استمرار المقاومة"، فيما قال حزب الله إن اغتياله "جريمة "لن تمرّ دون رد".

اغتيال القيادي بحماس صالح العاروري واستشهاد 6 آخرين بقصف إسرائيليّ بالضاحية الجنوبيّة لبيروت

حماس تؤكد اغتيال القيادي صالح العاروري (Getty Images)

استشهد 7 أشخاص بينهم القيادي في حماس، صالح العاروري، في قصف مسيّرة إسرائيلية، استهدفت، مساء الثلاثاء، مكتبا لـ"حماس" في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية. وأكّدت حماس في بيان صدر عنها، اغتيال العاروري، و"اثنين من قادة القسام" في الهجوم الإسرائيليّ، مشدّدة على أن ذلك، "لن ينال من استمرار المقاومة"، فيما أكّد حزب الله اللبناني، أن عملية الاغتيال، "جريمة لن تمرّ أبدا دون ردّ أو عقاب".

والشهداء السبعة هم؛ الشهيد صالح العاروري، والقائد بالقسام سمير فندي، والقائد بالقسام عزام الأقرع، والشهيد محمود زكي شاهين، والشهيد محمد الريس، والشهيد محمد بشاشة، والشهيد أحمد حمود، بحسب ما أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بـ"استشهاد صالح العاروري و 3 آخرين، وإصابة 11 شخصا في الغارة المعادية على مكتب حماس في الضاحية"، قبل أن ترتفع حصيلة الشهداء إلى 7 لاحقا.

وبعد ذلك، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني اللبنانيّ في بيان، أن الهجوم "أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، واطلعت على سير العمليات حيث انتشل عناصر الدفاع المدني 3 شهداء وقاموا بنقل أحدهم الى مستشفى ’الرسول الأعظم’، فيما تولت أجهزة الإغاثة الأخرى (جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، الهيئة الصحية الإسلامية والصليب الأحمر) نقل باقي الشهداء".

ووفق وكالة الأنباء اللبنانية، فقد "أشارت المعلومات إلى أن مسيّرة معادية (إسرائيلية) استهدفت بثلاثة صواريخ الشقة، حيث كان يعقد فيها اجتماع ويتواجد القيادي في ’حماس’، صالح العاروري مع مرافقيه، وقد استهدفت المسيرة أيضا السيارة".

القيادي في حماس، الشهيد صالح العاروري

وذكرت تقارير إسرائيلية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهم بأنهم رفيعو المستوى، أن "الأميركيين أُحيطوا علما بالاغتيال، أثناء تنفيذ العملية، وليس قبلها".

ونعى حزب الله في بيان، "القائد المجاهد الكبير نائب ‏رئيس المكتب ‏السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه ‏المجاهدين شهداءً على طريق القدس".‏

وقال إنّ "العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يومًا من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع ‏غزة وخانيونس ‏ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى ‏سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل ‏من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية ‏طوفان الأقصى البطولية، وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين ‏المظلوم".

وأضاف أن "هذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في ‏فلسطين ولبنان واليمن ‏وسورية وإيران والعراق، إلا إيمانًا بقضيتهم العادلة، والتزامًا ‏وتصميمًا أكيدًا وثابتًا على مواصلة طريق ‏المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير".

وشدّد على أنه يعتبر "جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية ‏الجنوبية لبيروت،‏ اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وما فيه ‏من رسائل سياسية وأمنية ‏بالغة الرمزية والدلالات، وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة".

وأضاف: "إنّنا في حزب الله ‏نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من ‏دون رد وعقاب، وإنّ مقاومتنا على ‏عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي ‏قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى ‏درجات الجهوزية ‏والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام".‏

القيادي بكتائب القسام، سمير فندي

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول دفاعي أميركي، أن "إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال العاروري".

وشدّد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن قصف إسرائيل مكتب حماس "توريط" للبنان في الحرب. وقال إن "انفجار الضاحية في بيروت جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكما إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات".

وحذّر من "لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي لتصدير إخفاقاته في غزة نحو حدودنا الجنوبية، لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة".

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية أوامر لوزرائها، تمنعهم من إجراء مقابلات صحافية بشأن عملية الاغتيال، فيما بارك عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يترأسه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، داني دنون، لأجهزة الأمن الإسرائيليّة، عملية الاغتيال التي وصفها بـ"الناجحة".

وقال مستشار نتنياهو لشبكة MSNBC: "أوضحنا أن كل من تورط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع".

القائد بكتائب القسام، عزام الأقرع

وأضاف أن "ما حدث في بيروت، ليس هجوما على لبنان أو حزب الله وإنما على قيادات حماس"، مشيرا إلى أن "إسرائيل لم تعلن تحملها المسؤولية عن هجوم بيروت لكننا تعاملنا سابقا مع إرهابيين في دول أخرى".

وأكّدت الحكومة اللبنانية في بيان، طلب ميقاتي من وزارة الخارجية، تقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن بشأن انفجار بيروت.

وقبل إعلان حماس، أوردت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مصدرين أمنيين، تأكيدهما "مقتل مسؤول فلسطيني كبير في انفجار ضاحية بيروت الجنوبية"، فيما أكّدت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، "سقوط 4 شهداء وعدد من الإصابات في استهداف مكتب حماس في المشرفية".

كما سبقت تقارير إسرائيلية إعلان حماس، بتأكيد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، العاروري؛ فيما نقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء، عن مسؤولين أمنيين تأكيدهما "مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت".

وقبل ذلك، ذكرت الوكالة أن "مسيرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبا لحماس في المشرفية، وسقوط عدد من الجرحى. ووصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المصابين"، قبل أن تؤكد استشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن "عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة ،و هي تثبت مجدّدا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة".

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن النائب في حزب الله، حسين جشي، القول إن "حزب الله سيردّ على الاغتيال، وهذا محسوم، وتبقى الأمور تقدّر بقدرها".

وأشار إلى أن "الأمين العام لحزب الله، (حسن نصر الله) أكد أن أي استهداف لأي شخصية في لبنان مهما كانت جنسيتها سيُردّ عليها".

وذكر أن "حزب الله لا يزال يحاول إبقاء الأمور ضمن قواعد الاشتباك، لكن الإسرائيلي يعمل على توسعة (ذلك) والأميركي يلجمه".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن اغتيال إسرائيل للعاروري، "جريمة متوقعة لن توقف المقاومة".

وأضاف مدير عام المكتب، إسماعيل الثوابتة في بيان مقتضب أن "العاروري يعتبر قامة وطنية كبيرة وشامخة، وله رصيد رصين في خدمة القضية الفلسطينية، وكنّا نتوقع أن ينال الشهادة لأنها تليقُ به وبتضحياته".

وأشار إلى أنه رغم اغتيال العاروري فـ"المقاومة مستمرة ولن تتوقف حتى زوال الاحتلال".

التعليقات