البيت الأبيض: نعمل على التوصل لهدنة إنسانية أطول في غزة وإطلاق سراح الرهائن

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي يقول إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على التوصل لهدنة إنسانية طويلة في غزة، وإطلاق سراح الأسرى. مشيرا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت ردا إيجابيا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة مباحثات التطبيع.

البيت الأبيض: نعمل على التوصل لهدنة إنسانية أطول في غزة وإطلاق سراح الرهائن

(أ.ب.)

أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأميركية "لا تزال تعمل على التوصل لهدنة إنسانية أطول في غزة وإطلاق سراح الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في القطاع المحاصر.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

والتقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم، في إطار جولة دبلوماسية مكوكية مدتها 48 ساعة تشمل أربع دول سعيا لهدنة في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل هجومها عليه منذ 123 يوما.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين، إن الولايات المتحدة "لا تزال تعمل على التوصل لهدنة إنسانية طويلة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن".

وأضاف كيربي، أن الرئيس جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، "سيبحثان الوضع في الشرق الأوسط والمساعدات الإنسانية، وجهود الحد من إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة".

وأشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت ردا إيجابيا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بينهما.

"32 محتجزا إسرائيليا في غزة قتلوا خلال الحرب"

يأتي ذلك فيما تشير تقديرات الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية، إلى أن أكثر من خُمس المحتجزين الإسرائيليين في غزة قُتلوا خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم.

ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين عسكريين إسرائيليين (لم تسمهم) أن "تقييمًا سريًا" أجراه الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن ما لا يقل عن 32 من المحتجزين المتبقين في غزة، والذين يصل عددهم إلى 136، قتلوا خلال الحرب.

وأشار المسؤولون الأربعة إلى أن الجيش الإسرائيلي يقيم معلومات استخباراتية لم يتم التحقق بعد من صحتها، تشير إلى أن ما لا يقل عن 20 محتجزًا آخر ربما قتلوا كذلك خلال الحرب.

ووفقا للتقرير، فإن هذا الرقم أعلى من أي رقم سابق أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية بشأن المحتجزين القتلى.

ورجحت الصحيفة أن يؤدي هذا الإعلان "إلى تفاقم الغضب في إسرائيل"، إذ يزداد الشك في قدرة الحكومة على إدارة ملف المحتجزين الإسرائيليين، خصوصًا مع مرور أكثر من 123 يومًا على الحرب.

بلينكن يواصل مساعي التوصل لاتفاق

ووصل بلينكن إلى القاهرة لإجراء محادثات بعد زيارة خاطفة إلى السعودية قبل أن يتوجه لقطر ضمن جولة يلتقي خلالها مع زعماء الدول الرئيسية التي تبذل جهود الوساطة في حرب غزة. ويأمل الفلسطينيون أن تحقق جولته هدنة قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية الأطراف الجنوبية لقطاع غزة التي لجأ إليها أكثر من مليون من سكانه.

وينتظر عرض وقف إطلاق النار، الذي قدمه وسطاء قطريون ومصريون لحركة حماس، الأسبوع الماضي، ردا من الحركة التي تقول إنها تريد المزيد من الضمانات على أن إسرائيل ستنسحب قبل أن توافق على الإفراج عن باقي الرهائن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ناقشا اتخاذ إجراءات في المنطقة للتوصل إلى نهاية دائمة للحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية في غزة والحد من تداعيات الأزمة.

وغادر بلينكن الرياض بعد شروق الشمس مباشرة ووصل إلى مصر، حيث التقى مع الرئيس السيسي، ثم توجه إلى قطر. ومن المقرر أن يصل إلى إسرائيل خلال ساعات الليل لخوض مباحثات صباح يوم غد، الأربعاء، مع المسؤولين الإسرائيليين.

وتسعى واشنطن منذ أسابيع للتوصل إلى اتفاق شامل يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل توقف طويل للقتال. ولم ترد أنباء حتى الآن من أي جهة عما إذا كانت محادثات بلينكن في الرياض والقاهرة قد أحرزت تقدما.

وقال مسؤول في حماس طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "رويترز"، اليوم، إن الحركة لم تتزحزح عن موقفها المتمثل في عدم إمكان تحرير الأسرى الإسرائيليين إلا إذا انتهت الحرب وانسحبت القوات الإسرائيلية من غزة.

ويصر نتنياهو على أن أي هدنة يجب أن تكون مؤقتة وأن إسرائيل ستواصل القتال لحين القضاء على حماس. ولكن هناك أيضا حركة متنامية تطالب ببذل المزيد من الجهود لإعادة الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني التوصل إلى اتفاق مع حماس.

وأصدر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، استطلاعا للرأي، اليوم الثلاثاء، أظهر أن 51% يعتقدون أن استعادة الرهائن يجب أن يكون الهدف الرئيسي للحرب، في حين قال 36% إن الهدف الرئيسي يجب أن يكون تدمير حماس.

وينص اقتراح وقف إطلاق النار، كما وصفته مصادر مطلعة على المحادثات، على هدنة لمدة 40 يوما على الأقل تفرج خلالها حماس عن المدنيين من بين المحتجزين في غزة، ثم يأتي في مرحلتين لاحقتين تسليم الجنود والجثث، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتستهدف واشنطن أيضا منع تفاقم التصعيد في أماكن أخرى بالشرق الأوسط، بعد أيام من الضربات الجوية الأميركية على مجموعات مسلحة مدعونة من إيران، في اليمن والعراق وسورية.

يأتي ذلك فيما يستعد الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع عملياته في قطاع غزة لتصل إلى منطقة رفح، ويصف قادة إسرائيليون رفح بأنها من آخر معاقل وحدات حماس القتالية وتعهدوا بالتوغل داخل المدينة.

وفي هذا السياق، أكد أحد المسؤولين الإسرائيليين، في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن "الجهود جارية لتنسيق أي تحرك من هذا القبيل مع مصر أولا مع إجلاء النازحين الفلسطينيين شمالا".

ويؤكد مسؤولو إغاثة فلسطينيون ودوليون إن القوات الإسرائيلية، في أثناء تقدمها من شمال غزة إلى جنوبها، قصفت بشكل متكرر المناطق التي طلبت من المدنيين الذهاب إليها حفاظا على سلامتهم.

التعليقات