إردوغان يطالب الملك سلمان بتسليم المتورطين بقتل خاشقجي

طالب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قبيل ظهر اليوم الإثنين، بتسليم تركيا فريق الاغتيال الذي كلف باغتيال الكاتب والصحفي، جمال خاشقجي، إضافة إلى ثلاثة من الموظفين في القنصلية، لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جريمة القتل داخل مبنى القنصيلة في إسطنبول.

إردوغان يطالب الملك سلمان بتسليم المتورطين بقتل خاشقجي

* طرح إردوغان عدة تساؤلات بحاجة إلى أجوبة "لماذا اجتمع فريق الاغتيال في إسطنبول؟ وممن أخذوا الأوامر؟ لماذا تم فتح القنصلية للتفتيش بعد أيام وليس على الفور؟ لماذا كانت هناك تصريحات متناقضة في هذه المرحلة؟ أين جثة المقتول؟ الجثة تم تسليمها لمتعاون محلي معهم، من هو هذا المتعاون المحلي؟"

* إردوغان يدعو إلى محاسبة جميع من تورطوا في هذه الجريمة، وليس أشخاصا من المخابرات أو القنصلية فقط


في خطابه أمام البرلمان، طالب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قبيل ظهر اليوم الإثنين، بتسليم تركيا فريق الاغتيال الذي كلف باغتيال الكاتب والصحفي، جمال خاشقجي، إضافة إلى ثلاثة من الموظفين في القنصلية، لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جريمة القتل داخل مبنى القنصيلة في إسطنبول.

وبعد أن قدم التعازي لعائلة خاشقجي، تناول بعد التفاصيل، بدءا من إخبار فريق الاغتيال مسبقا بزيارة خاشقجي للقنصلية، وهو الفريق المؤلف من 15 شخصا وصلوا إلى إسطنبول. وفي إطار الاستعدادات المسبقة أشار إلى نزع الأقراص الصلبة من كاميرات المراقبة في القنصلية قبل وصول خاشقجي.

وأضاف أن خطيبة خاشقجي أبلغت السلطات التركية بعد 4 ساعات من دخوله مبنى القنصلية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر بقلقها على مصيره، وأنه دخل القنصلية ولم يخرج، وأنها تخشى من حصول مكروه.

وتابع أن تركيا بدأت بعد ذلك التحقيق في الموضوع، والبحث من كاميرات المراقبة، والتحقق من دخوله وعدم خروجه، مشيرا إلى أنه تم تكليف المدعي العام التركي بالتحقيق في القضية.

ومع كشف الستار عن بعض التفاصيل في التحقيق، تم التأكد من انتقال 15 شخصا من أعضاء المخابرات السعودية وأطباء عدليين وآخرين، أتوا إلى تركيا في طائرات عادية وخاصة. وبعد ارتكاب الجريمة، وفي محاولة للتضليل، نقل شخص لعب دور جمال خاشقجي وكأنه خارج من القنصلية.

وأشار إلى أن السلطات السعودية رفضت في الرابع من الشهر الجاري حقيقة حصول جريمة بحق خاشقجي. وتم استدعاء مراسلي "رويترز" وقدموا لهم صورا وفتحوا خزانات لإثبات عدم حصول جريمة.

وتابع أن التحقيق استمر في القضية، وحصل المحققون على وثائق ومعلومات جديدة.

بعد ذلك، زارت هيئة مكونة من مسؤولين سعوديين تركيا، وتم الاتفاق على فتح القنصلية أمام التفتيش التركي، لكونها جرت في إسطنبول، وبالتالي فإن تركيا في مقام المسؤولية.

ولفت إلى التبدل في مواقف السعودية، بينما أصرت تركيا على الكشف عن تفاصيل الجريمة.

 

وأضاف أنه في الرابع عشر من الشهر الجاري تم الاتصال بالملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وتحدث معه عن القضية، وقدم له بعض الأدلة، كما أكد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مشتركة.

وأشار إلى أن القنصل السعودي لم يسمح بداية بدخول فرق التفتيش إلى القنصلية، إلا أنه تم عزل القنصل بعد الحديث مع الملك سلمان، وغادر تركيا وعاد إلى بلاده.

بعدها دخلت قوات الأمن إلى القنصلية في 19 من الشهر الجاري، أي بعد 17 يوما من الجريمة. واعترفت السعودية بارتكاب الجريمة داخل القنصلية، وكانت المعلومات السعودية تدعي أن هناك اشتباكا بالأيدي أدى إلى وفاة خاشقجي.

وأشار إلى أن الملك سلمان أبلغه باعتقال 18 شخصا للتحقيق معهم في الجريمة، وأن تركيا تحققت من القائمة، ومن اعتقال الـ 15 سعوديا الذين وصلوا إلى تركيا، إضافة إلى 3 أشخاص يعملون في القنصلية، باعتبار أنهم متورطون في الجريمة.

وتابع أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، حيث أكدا على ضرورة أن يكون لهما موقف مشترك في الكشف عن تفاصيل الجريمة.

وأضاف إردوغان أن تركيا استخدمت كافة الصلاحيات الدولية للتحقيق في الجريمة، باعتبار أنها ارتكبت في القنصلية السعودية داخل الأراضي التركية، مؤكدا أن "تركيا لن تسمح بارتكاب جرائم تحت مسمى الدبلوماسية".

كما أكد أن قوات الأمن التركية والمدعي العام سيواصلون التحقيق في الجريمة، ثم يعلنون النتائج، وأن تركيا مصرة على متابعة مجريات هذه التحقيقات حتى النهاية.

 

إردوغان أثناء خطابه (أ ب)

وقال "حتى الآن، المعلومات تشير إلى أن خاشقجي كان ضحية لجناية وجريمة وحشية لا يمكن طمسها، وإخفاء أي معلومة سيجرح وجدان الإنسانية، وننتظر تعاون الجهات السعودية في هذا الإطار".

وبحسبه، فإن السلطات السعودية بتأكيدها وقوع الجريمة أقدمت على خطوة مهمة في هذه المرحلة. ويجب على السلطات السعودية أن تظهر تفاصيل من ارتكب الجريمة وتحاكمه بشكل عادل.

وفند إردوغان المزاعم السعودية، وقال إن الحديث عن جريمة مخطط لها، وليست نتيجة شجار عفوي، إضافة إلى الأدلة عن وجود 15 شخصا هم فريق الاغتيال الذين وصلوا إلى إسطنبول.

وطرح إردوغان عدة تساؤلات بحاجة إلى أجوبة "لماذا اجتمع هذا الفريق في إسطنبول؟ وممن أخذوا الأوامر؟ لماذا تم فتح القنصلية للتفتيش بعد أيام وليس على الفور؟ لماذا كانت هناك تصريحات متناقضة في هذه المرحلة؟ أين جثة المقتول؟ الجثة تم تسليمها لمتعاون محلي معهم، من هو هذا المتعاون المحلي؟".

وأشار إلى أن هذا المتعاون ليس شخصا عاديا، حيث أن مسؤولا سعوديا تحدث عنه، مشيرا إلى أنه قام بإخفاء الجثة، ولذلك عليه أن يعلن اسم هذا الشخص.

وكرر مرة أخرى أنه يوجد بيد قوات الأمن التركية معلومات تؤكد أن الجريمة ارتكبت بتخطيط مسبق واسع النطاق، وأن تفاصيل أخرى تتضح مع تعمق التحقيقات، ودعا إلى محاسبة جميع من تورطوا في هذه الجريمة، وليس أشخاصا من المخابرات أو القنصلية فقط.

واعتبر إردوغان أن إجراء التحقيق من قبل لجنة محايدة شيء ضروري ومهم، ويجب استجواب كافة الأشخاص ذوي الصلة بالجريمة، مشيرا إلى اعتقاده أن الملك سلمان سوف يتعاون مع تركيا بذلك، خاصة وأن القانون الدولي والإسلامي يحتمان الكشف عن هذه الجريمة، وضرورة إجراء تحقيق ومعاقبة المجرمين.

وفي نهاية حديثه عن القضية، اقترح على السلطات السعودية أن تتم محاكمة المتورطين ومقاضاتهم في إسطنبول، في إشارة إلى فريق الاغتيال وثلاثة أشخاص من موظفي القنصلية، واعتبر أن الاقتراح مهم، والإجابة عليه مهمة جدا أيضا.

 

التعليقات