سورية: قوات النظام تتحرك شمالا بموجب اتفاق مع الأكراد

بدأت وحدات من جيش النظام السوري، اليوم الأحد، بالتحرك باتجاه شمال البلاد "لمواجهة العدوان التركي"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وذلك في اليوم الرابع على بدء الهجوم الذي تشنه أنقرة

سورية: قوات النظام تتحرك شمالا بموجب اتفاق مع الأكراد

(أ ب)

بدأت وحدات من جيش النظام السوري، اليوم الأحد، بالتحرك باتجاه شمال البلاد "لمواجهة العدوان التركي"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فيما أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الأحد، التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري ينص على انتشار قواته على طول الحدود مع تركيا. 

وذكرت قناة الميادين اللبنانية، المقربة من النظام في دمشق، اليوم، أن جيش النظام سينتشر في غضون 48 ساعة في مدينتي عين العرب (كوباني)، التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية"، ومنبج التي تسيطر عليها قوات حليفة لـ"قوات سورية الديمقراطية".

ولم تحدد وسائل الإعلام الرسمية (سانا والتلفزيون السوري)، مواقع انتشار القوات السورية في شمال البلاد، حيث انتزعت قوات تركية بدعم من مقاتلي المعارضة السورية السيطرة على منطقة حدودية واسعة كانت في قبضة الأكراد.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية، مساء الأحد، التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري ينص على انتشار قوات النظام على طول الحدود مع تركيا، وذلك لـ"التصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها المستمر منذ خمسة أيام ضد مناطق سيطرتها".

وقالت الإدارة الذاتية في بيان على صفحتها على فيسبوك: "لكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية (...) كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سورية الديمقراطية". 

وأضافت أن "هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي".

تفاصيل الاتفاق: إدارات محلية بدلا من الإدارة الذاتية والمشاركة في المعارك ضد "هيئة تحرير الشام"

ولم توضح الإدارة الذاتية بقية تفاصيل الاتفاق، إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قال إن الاتفاق "يتضمن في مرحلة ثانية عودة مؤسسات الدولة، على أن تتحول الإدارة الذاتية الكردية إلى إدارات محلية تدير شؤون المنطقة، بحسب الوعود الروسية".

وأوضح أن الاتفاق يتضمن أيضًا أن "تشارك قوات سورية الديمقراطية في معارك قوات النظام ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في إدلب"، مشيرًا إلى أن قوات سورية الديمقراطية تلقت "وعودًا بدعمها لاستعادة عفرين وإعادة سكانها إليها".

ولم تورد الوكالة الرسمية للنظام (سانا) أي تفاصيل إضافية حول تحرك قوات النظام شمالا، وما إذا كان هذا التحرك يأتي في إطار اتفاق مع الأكراد.

وفي وقت، الأحد، قال مسؤول كردي إن هناك "مفاوضات" بين الإدارة الذاتية الكردية وحكومة النظام السوري. وأوضح في حديث لـ"فرانس برس"، أن "كل الخيارات متاحة بالنسبة لنا أمام الهجمة التركية، يجب على الحكومة تحمل مسؤولياتها لمواجهة العدوان، ليست فقط قوات سورية الديمقراطية المستهدفة" من الهجوم.

محادثات بين النظام و"قوات سورية الديمقراطية"

كما نقلت "رويترز" عن العضو البارز في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، أحمد سليمان، قوله إن "محادثات بين حكومة النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية، انطلقت في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية"؛ دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ولم يذكر سليمان ما إذا كان له أو لحزبه دور في هذه المفاوضات؛ عبمًا يأنه لا صلة تجمع هذا الحزب بمليشيات "قوات سورية الديمقراطية".

ولدى سؤاله عن تصريحات سليمان، قال مدير المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية"، مصطفى بالي: "لا تعليق... كنا قد أكدنا منذ بداية الغزو أننا سندرس كل الخيارات التي من شأنها تجنيب شعبنا من التطهير العرقي".

هذا وقتل 26 مدنيًا، اليوم، في قصف وإطلاق نار شنتهما القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق عن مقتل 14 مدنيًا، إلا أن مديره رامي عبد الرحمن أوضح أن "عشرة مدنيين آخرين قتلوا في غارة تركية استهدفت قافلة كانت تقلهم وصحافيين في بلدة رأس العين" الحدودية.

كما قتل اثنان آخران برصاص مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة قرب تل أبيض.

وكتبت الصحافية الفرنسية، ستيفاني بيريز، على حسابها على "تويتر": "كنا في قافلة المدنيين الأكراد التي جرى استهدافها من قبل القوات التركية أو حلفائها". وقالت إن فريقها نجا إلا أن "زملاء (آخرين) قتلوا". وقال المرصد إن بين قتلى القافلة "مراسلا صحافيا" لم يحدد جنسيته.

وتخطت بذلك حصيلة القتلى جراء الهجوم التركي 60 مدنيًا، فضلًا عن مئات العناصر التابعة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية".

وبعد خمسة أيام من المعارك التي رافقها قصف مدفعي وجوي كثيف، باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على نحو مئة كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض (شمال الرقة) وبلدة رأس العين (شمال الحسكة)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي مواجهة الهجوم التركي، دعت الإدارة الذاتية الكردية، روسيا، للقيام بدور "الضامن" في "الحوار" مع النظام في دمشق.

ويأخذ النظام السوري على الأكراد تحالفهم مع الولايات المتحدة. وحمّلت الأسبوع الحالي "بعض التنظيمات الكردية" مسؤولية ما يحصل.

ولم تحرز مفاوضات سابقة بين النظام والأكراد حول مصير مناطقهم أي تقدّم، مع إصرار النظام على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع الثورة في العام 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية.

التعليقات