الاتفاق الأميركي التركي: هل حقق إردوغان هدفه؟

أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مساء اليوم الخميس، بمؤتمر صحافي من العاصمة التركية أنقرة: "اتفقنا مع أنقرة على وقف لإطلاق النار في سورية خلال 120 ساعة".

الاتفاق الأميركي التركي: هل حقق إردوغان هدفه؟

(أ ب)

أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مساء اليوم الخميس، بمؤتمر صحافي من العاصمة التركية أنقرة "اتفقنا مع أنقرة على وقف لإطلاق النار في سورية خلال 120 ساعة".

ووفقا للاتفاق التركي الأميركي، فإن على القوات الكردية أن تنسحب من منطقة بعمق 32 كلم، بحيث تتحول في النهاية إلى "منطقة آمنة".

وهدفت العملية العسكرية التركية توفير منطقة آمنة بطول 450 كلم وبعمق 35 كلم، في الأراضي السورية لإبعاد القوات الكردية عن الحدود.

قسد مستعدة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار

وأعلن قائد قوات سورية الديموقراطية، مظلوم عبدي، استعداد قواته لالتزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن إثر محادثات في أنقرة، التي تشن هجوما منذ أكثر من أسبوع ضد المقاتلين الأكراد في سورية.

وقال عبدي في اتصال هاتفي مع قناة روناهي الكردية "نحن مستعدون للالتزام بوقف إطلاق النار"، موضحا أنه يشمل المنطقة الممتدة بين رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة)، حيث شنت تركيا هجومها، لافتا إلى أنه لم تتم مناقشة مصير بقية المناطق.

وقال بنس إن "العملية التركية ستتوقف بشكل تام بعد انتهاء الانسحاب خلال هذه المدة"، وذلك بعد محادثات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، استمرت أكثر من أربع ساعات.

وأكد نائب الرئيس الأميركي أن الاتفاق مع تركيا يقضي بوقف كل العمليات العسكرية في شمالي سورية.

 من جانبها، اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية لرئاسة سوريا، بثينة شعبان، أن الاتفاق الأميركي التركي على وقف إطلاق النار شمال شرق سورية غامض، واصفة رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، بـ "المعتدي".

وأضافت المسؤولة السورية أن اتفاق أضنة يمكن أن يحل المشكلة على الحدود إذا كان أردوغان يريد الحل فعلا.

وقالت مستشارة الأسد "الخطوات التي اتخذت في العلاقة مع قوات سورية الديمقراطية مهمة وليس مطلوبا حل كل المشاكل دفعة واحدة".

المنطقة الآمنة ستكون تحت سيطرة القوات التركية

وجاء في البيان التركي-الأميركي المشترك، عقب اللقاء الذي جمع إردوغان وبنس "نقر بأن التطورات الميدانية وخاصة في شمال شرق سورية تتطلب تنسيقا أوثق على أساس المصالح المشتركة".

وأضاف البيان المشترك "يؤكد البلدان التزامهما بحماية حياة وحقوق الإنسان والمجتمعات الدينية والعرقية".

ولفت إلى أن "تركيا وأميركا ملتزمتان باستمرار مكافحة تنظيم "داعش" الارهابي".

وأكد أن "تركيا والولايات المتحدة تحافظان على تعهداتهما في حماية جميع أراضي وشعوب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وأردف: "تتفق تركيا والولايات المتحدة على ضرورة استهداف العناصر الإرهابية ومخابئها وتحصيناتها ومواقعها وأسلحتها وآلياتها ومعداتها فقط".

وشدد على أن "الجانب التركي يتعهد بحماية جميع السكان في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية، ويؤكد أنه سيولي أقصى درجات الاهتمام لتجنب الاضرار بالمدنيين والبنية التحتية".

وأضاف: "كلا الجانبين متفقان على استمرار أهمية وفعالية إنشاء منطقة آمنة لضمان القضاء على المخاوف الأمنية القومية لتركيا، بما في ذلك سحب الأسلحة الثقيلة من "ي ب ك" وتدمير جميع تحصيناته".

وأفاد بأن "المنطقة الآمنة ستكون تحت سيطرة القوات المسلحة التركية، وسيعمل الجانبان على زيادة التنسيق لتنفيذ جميع الجوانب المتعلقة بها".

وتابع: "كلا البلدين يجددان التزامهما بوحدة سورية وسلامة أراضيها وبالحل السياسي بقيادة الأمم المتحدة الرامي إلى إنهاء الصراع السوري وفقا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن".

وأكد على "رفع العقوبات عن تركيا التي فرضت بموجب المرسوم الرئاسي الأميركي، عند وقف عملية نبع السلام".

ترامب: إردوغان صديق شخصي أشكره وأقدر ما قام به

ومن واشنطن، شكر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، في تغريدة له على "تويتر": "أخبار عظيمة من تركيا.. حياة الملايين أنقذت". وذلك بعيد إعلان بنس في أنقرة أن تركيا وافقت على إنهاء عمليتها العسكرية فور انسحاب المقاتلين الأكراد.

وأضاف ترامب "هناك أخبار عظيمة قادمة من تركيا، وعقد كل من وزير الخارجية مايك بومبيو وبنس، مؤتمرا صحفيا،"ممتن لقبول إردوغان وقف إطلاق النار في سورية وهذا الحل سينقذ الأرواح وحياة الملايين".

وتابع ترامب "اليوم يوم عظيم للحضارة الإنسانية ولنا ولتركيا وللأكراد، لا حاجة للعقوبات على تركيا ولم أكن بحاجة لموافقة الكونغرس بشأنها". مضيفا "إردوغان صديق شخصي وقائد عظيم وتركيا دولة قوية عسكريا وأشكر إردوغان وأقدر ما قام به".

ترامب: يمكن لإردوغان زيارتنا الشهر المقبل

قال ترامب من فورت وورث في ولاية تكساس "لدينا وقف لإطلاق النار لخمسة أيام. إن الأكراد مسرورون جدا بهذا الحل"، مبديا رضاه الكبير عن كون المفاوضات أسفرت عن نتيجة "بهذه السرعة".

وأضاف ترامب " سعيد لتحقق ما حصل وسط الانتقادات التي تعرضت لها ويمكن لإردوغان زيارتنا الشهر المقبل، هو ذكي جدا، وبلاده عانت على حدودها مع سورية ويريد لوقف إطلاق النار أن يستمر، أنا سعيد لعدم خوض قتال وبإمكان جنودنا الآن العودة إلى الوطن".

بنس: العمليات العسكرية ستتوقف 120 ساعة

 من جانبه، قال بنس خلال المؤتمر الصحافي: "العمليات العسكرية ستتوقف 120 ساعة في شمال سورية لتتمكن قسد من الانسحاب"، موضحا أن "قوات سورية الديموقراطية قسد ستنسحب 120 ميلا من الحدود شمالي سورية، ثم سيسري اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".

وأضاف: "الرئيس ترامب ممتن لقبول إردوغان وقف إطلاق النار في سورية وهذا الحل سينقذ الأرواح".

وأكد نائب الرئيس الأميركي، أنه "عندما يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وعد ترامب برفع العقوبات عن تركيا".

 وزير الخارجية التركي يؤكد "تعليق" العملية العسكرية في سورية

وفي الجانب التركي، علق وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، على المباحثات مع الوفد الأميركي، خلال المؤتمر الصحافي "واشنطن تفهمت حساسية الوضع بشمال سورية بالنسبة لأنقرة".

وأضاف تشاووش أوغلو "سنعمل بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة أيضا في قضية مكافحة "داعش" شرق نهر الفرات".

وتابع وزير الخارجية التركي "سنعلق العملية العسكرية لمدة 120 ساعة من أجل انسحاب الأكراد، فهذا ليس وقف إطلاق للنار"، مؤكدا أنه "عند الانسحاب التام للأكراد سيعلن بشكل نهائي عن وقف العملية العسكرية".

وقال أوغلو للصحافيين في أنقرة "نحن نعلق العملية ولا نوقفها"، مضيفا "سنوقف العملية فقط حين ينسحب المقاتلون الأكراد في شكل تام من المنطقة".

وأضاف أوغلو "من المهم بالنسبة لتركيا إنهاء جميع العناصر المسلحة وإقامة منطقة آمنة بعمق 32 كلم وبطول 444 كلم حتى حدود".

وكان كبير موظفي البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الرئيس ترامب قد يلغي دعوة إلى إردوغان لزيارة البيت الأبيض، في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات في أنقرة.

وقال مايك مالفاني للصحافيين إن الزيارة "لا تزال على جدول المواعيد"، مضيفا "لكنني أعتقد أنها مسألة تتطلب الانتظار".

وأضاف "أعتقد أن الرئيس كان واضحا جدا بشأن ما يريد أن يراه من الرئيس إردوغان".

 

التعليقات