محمد علي ساجت... عديل البغدادي و"قاتله"

قالت مصادر أمنية عراقية، اليوم الأحد، إن عديل البغدادي، محمد علي ساجت، المعتقل لدى المخابرات العراقية منذ شهرين، هو الذي دل على مكان تواجد زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي

محمد علي ساجت... عديل البغدادي و

محمد علي ساجت

قالت مصادر أمنية عراقية، اليوم الأحد، إن عديل أبو بكر البغدادي، المعتقل لدى المخابرات العراقية منذ شهرين، محمد علي ساجت، هو الذي دل على مكان تواجد زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث قتل بتفجير نفسه، اليوم، في عملية خاصة نفذتها القوات الأميركية في محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وأوضحت المصادر أن ساجت يعتبر من المقربين من زعيم "داعش"، وكشف خلال التحقيق معه بعد اعتقاله من قبل المخابرات العراقية، عن عدد من المخابئ التي يتواجد فيها البغدادي، بحسب قناة "العربية".

وكشف ساجت أيضًا مكان التصوير الأخير الذي ظهر فيه البغدادي قبل أشهر، إذ نقلت المخابرات العراقية هذه المعلومات للولايات المتحدة.

البغدادي في آخر ظهور له

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مساء اليوم، أن إحدى زوجات البغدادي وساعيًا ينقل له البريد، هما من وفرا المعلومات عن مكان البغدادي حيث قتل، بعد اعتقالهما والتحقيق معهما خلال أحد شهور الصيف، وأن الولايات المتحدة والاستخبارات العراقية والقوات الكردية في سورية والعراق، زرعوا جواسيس لتتبع البغدادي. ونقلت عن مسؤولين أمنيين أن قرار الرئيس الأميركي سحب قواته من شمالي سورية مؤخرًا أعاق العملية.

وأوضحت أن القوات الأميركية الخاصة (دلتا) بدأت بالتدريب والاستعداد ووضع خطط للعملية منذ الصيف الأخير.

وأجرت قناة "العربية"  لقاء مع ساجت، وهو المرافق الشخصي للبغدادي، وقالت إن ساجت لم يتوقع أن يقتل البغدادي بسبب الإجراءات الأمنية المحكمة التي يتبعها، وبيّن أن البغدادي كان يتنقل بين سورية والحدود العراقية.

وقال ساجت إنه جرى  إنشاء أكثر من "مضافة" للبغدادي في سورية، إحداها كانت في إدلب. وأوضح أن القوات العراقية كانت قريبة جدًا من البغدادي، فقد مرت من السرداب الذي يختبئ فيه تحت الأرض.

وأكد ساجت أن العديد من ناقلي البريد للبغدادي قتلوا في عمليات جوية استهدفتهم، وشدد على أن البغدادي لم يكن يستخدم الهاتف طوال تنقله، بل كان يتنقل مع 5 أشخاص فقط يثق بهم، هم عراقيون وآخرون عرب، كما أوضح أن البغدادي كان خائفًا في الفترة الأخيرة من استهدافه.

وقال ساجت إنه ساهم مع المخابرات العراقية في الكشف عن مكان البغدادي من خلال البريد الذي تم العثور عليه في المضافات.

وكشف ساجت أن البغدادي فقد 25 مليون دولار في صحراء الأنبار، حيث تم العثور عليها من قبل رعاة الأغنام، وأن زعيم التنظيم الإرهابي كان يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وأكد أنه كان يرتدي حزامًا ناسفًا خلال تنقله.

واستعرض ساجت البندقية التي كانت مع البغدادي في آخر ظهور له، وقال للقناة إنه "بقينا تحت الأرض 9 أيام في نفق طوله 8 أمتار، كنا مع البغدادي وكانت إحدى زوجاته معنا".

كما كشف أن البغدادي لم يكن صائما في شهر رمضان المنصرم، وطلب من رجاله ألا يصوموا، مؤكدا أن المرافق الأمني للبغدادي في أيامه الأخيرة كان شقيقه حازم.

ساجت المكنى "عثمان"

وفي السياق ذاته، قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، اليوم، إن مقتل البغدادي، هو "انتصار" للاستخبارات العراقية.

وأضاف في بيان أنه "بعد أن تمكن إخوانكم في القوات المسلحة من هزيمة داعش عسكريا واستئصال وجوده من مناطق العراق، يستكمل اليوم جهاز المخابرات الوطني العراقي هذا الإنجاز بنصر استخباري نوعي أطاح من خلاله بزعيم داعش الإرهابي".

وقال إن ذلك تحقق في ضوء "متابعة استخبارية مشتركة وتوجيهات مباشرة" منه، والتي كان لها "الدور الكبير في تعّقب البغدادي في عملية نوعية بدأت منذ شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي".

آثار التفجير بعد العملية الأميركية في إدلب (أ ب)

وأكد رئيس الحكومة العراقية أن عملية التعقب "أسفرت عن إلقاء القبض على ناقلين ومقربين من عائلة البغدادي، أسهمت في الوصول إلى المكان الذي يتواجد فيه داخل الأراضي السورية".

وأشار إلى إسهام "مجلس القضاء الأعلى (العراقي) في التحقيق وكشف الحقائق مع المعتقلين المقربين من قيادات داعش"، موجهاً الشكر إلى ضباط جهاز المخابرات العراقي الذين ساهموا في هذا "الإنجاز الكبير".

وفي وقت سابق الأحد، قالت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع العراقية، إن "الاستخبارات العراقية هي من قدمت إلى الأميركيين المعلومات الدقيقة عن مكان تواجد البغدادي في سورية".

اقرأ/ي أيضًا | كيف نفهم "داعش"؟

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقتل البغدادي في عملية خاصة نفذتها قوات بلاده، ليل السبت - الأحد، شمال غربي سورية، وبالتنسيق مع تركيا وروسيا والعراق.

وقال ترامب إن "البغدادي قُتل بعد تفجير سترته الناسفة إثر محاصرته من قبل القوات الأمريكية في نفق مسدود، وإنه كان يبكي ويصرخ".

التعليقات