الأردن تستدعي سفيرها لدى إسرائيل على خلفية اعتقال اللبدي ومرعي

أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، استدعاء السفير الأردني لدى تل أبيب، على خلفية اعتقال المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما الإداري "اللاقانوني واللإنساني".

الأردن تستدعي سفيرها لدى إسرائيل على خلفية اعتقال اللبدي ومرعي

مظاهرة تضامن مع الأسيرة اللبدي في القدس المحتلة (الأناضول)

أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، استدعاء السفير الأردني لدى تل أبيب، على خلفية اعتقال المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما الإداري "اللاقانوني واللإنساني"، لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الصفدي في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، أنه "في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر إطلاق المواطنين الأردنيين اللبدي ومرعي، واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني، استدعينا السفير الأردني في تل أبييب للتشاور".

وأكد الصفدي أن استدعاء السفير تأتي كـ"خطوة أولى"، مضيفًا "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا، وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

وختم بالتشديد على أن "تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار".

واعتقلت إسرائيل، اللبدي (منذ 20 آب/ أغسطس الماضي) ومرعي (منذ 2 أيلول/ سبتمبر الماضي)، بشكل منفصل، بعد عبورهما جسر الملك حسين (يربط الأردن بالضفة الغربية المحتلة)، دون توضيح لسبب الاعتقال.

وعلى صلة، ألقت السلطات الأردنية، مساء الثلاثاء، القبض على "مواطن إسرائيلي تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، إن "السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل، وتجري التحقيقات اللازمة معه تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".

وتواصل الأسيرة اللبدي إضرابها المفتوح عن الطعام، لليوم الـ36 على التوالي، وسط تدهور ملحوظ في حالتها الصحية، إذ تشتكي حاليًا من أوجاع حادة في القلب، ومن إرهاق ودوخة مستمرة، وشعور بالإغماء، بالإضافة إلى معاناتها من آلام في المعدة، ورغم ذلك ترفض أخذ المدعمات، كما رفضت طلب مدير المعتقل نقلها إلى المستشفيات المدنية للاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح "نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان صدر عنه في وقت سابق، اليوم، أن تدهورًا طرأ على الوضع الصحي للأسيرة اللبدي حيث تعاني من صعوبة شديدة في بلع الماء منذ أسبوع، وأدى ذلك إلى إصابتها بالتهاب شديد في الحلق، وجفاف، عدا عن النقصان المتزايد في الوزن، كما وحذر الأطباء من إمكانية إصابتها بمشاكل في القلب.

وكانت إدارة معتقلات الاحتلال قد نقلت الأسيرة اللبدي، المضربة عن الطعام لليوم الـ36 على التوالي، عدة مرات إلى المستشفى منذ نهاية الأسبوع المنصرم، وتم إعادتها اليوم مجددًا إلى زنازين معتقل "الجملة" حيث تُحتجز منذ شروعها بالإضراب، علمًا بأن جلسة محكمة كانت قد عقدت للأسيرة اللبدي يوم أمس، وذلك للنظر في الاستئناف المقدم باسمها ضد قرار تثبيت اعتقالها الإداري، وحتى الآن لم يصدر قرار.

وثبتت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين، أمر الاعتقال الإداري الصادر بحق اللبدي، لمدة خمسة أشهر، بعد عقد جلسة مغلقة في محكمة عوفر العسكرية.

في المقابل، يواجه الأسير مرعي، القابع حاليًا في معتقل "عوفر" الإسرائيلي، "أوضاعًا صحية صعبة للغاية، فهو مصاب بسرطان في الخلايا الدهنية بالوجه منذ عام 2010، وهو بحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالته الصحية ولإجراء فحوصات طبية دورية"، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

ومنذ اعتقال مرعي، في الثاني من أيلول/ سبتمبر الماضي، أثناء توجهه لحضور حفل زفاف أحد أقاربه في الضفة الغربية المحتلة عبر معبر الكرامة، "تعرض لإهمال طبي، ولم يُجر له أي فحوصات طبية ولم يُقدم له أي جرعات علاجية".

وأشار نادي الأسير إلى أن "سلطات الاحتلال تفرض إجراءات تنكيلية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وتتصاعد مع طول مدة الإضراب لاسيما استمرار عزلهم في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، وحرمانهم زيارة العائلة، ونقلهم المتكرر من معتقل إلى آخر، عدا عن جملة الإجراءات التي ينفذها السّجانون على مدار الساعة بحقهم، منها الاستفزازات والضغط النفسي والتفتيش اليومي للزنازين على الرغم من أنها مجرّده، وذلك في محاولة مستمرة لكسر إرادتهم".

يذكر أن الأسيرة اللبدي تحمل الجنسية الأردنية إلى جانب الجنسية الفلسطينية، واعتقلت في 20 آب/ أغسطس الماضي، خلال عبورها معبر الكرامة، متجهة إلى مدينة نابلس لحضور فرح إحدى قريباتها من بلدة يعبد التي تنحدر منها.

وبعد اعتقالها، حولت الأسرة اللبدي إلى التحقيق في معتقل "بيتح تكفا"، واستمر التحقيق معها لمدة شهر تقريبًا في ظروف قاسية، وانتهى بتحويلها إلى الاعتقال الإداري، وعلى إثر ذلك أعلنت إضرابها عن الطعام في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، لتقوم مصلحة سجون الاحتلال بنقلها وعزلها في مركز توقيف الجلمة بظروف مأساوية.

يذكر أن عدد الأسرى الأردنيين المحتجزين حاليًا في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي 25 أسيرًا، من بينهم الأسيرة هبة اللبدي والتي تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم 27 على التوالي، احتجاجًا على اعتقالها الإداري.

 

التعليقات