إطلاق سراح اللبدي ومرعي قبل نهاية الأسبوع بموجب اتفاق أردني إسرائيلي

أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الإثنين، أن المواطنين الأردنيين الأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، سيعودان للأردن قبل نهاية الأسبوع الحالي، فيما أكدت مصادر لـ"عرب 48" أن ذلك سيتم بموجب اتفاق بين الأردن وإسرائيل.

إطلاق سراح اللبدي ومرعي قبل نهاية الأسبوع بموجب اتفاق أردني إسرائيلي

الاحتلال يقمع مسيرة تضامن مع اللبدي في القدس (أرشيفية)

أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الإثنين، أن المواطنين الأردنيين الأسيرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، سيعودان للأردن قبل نهاية الأسبوع الحالي، فيما أكدت مصادر لـ"عرب 48" أن ذلك سيتم بموجب اتفاق بين الأردن وإسرائيل.

وكشف محامي الأسيرة هبة اللبدي، رسلان محاجنة، في حديث لـ"عرب 48"، أنه سيتم إطلاق سراح اللبدي ومرعي قبل نهاية الأسبوع الجاري، بموجب اتفاق بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية.

وزار نائب السفير الأردني في تل أبيب، محمد الحميدي، عصر اليوم الإثنين، الأسيرة اللبدي المعتقلة في عيادة سجن الرملة، حيث أطلعها وأبلغها بتفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل، وبموجبه سيتم الإفراج عن اللبدي ومرعي حتى نهاية الأسبوع الجاري.

وأوضح محاجنة أنه "تلقيت اتصالا من السفير الأردني في تل أبيب، غسان المجالي والمتواجد في عمان، حيث أبلغني بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والأردن، بموجبه سيتم الإفراج عن اللبدي ومرعي، حتى نهاية الأسبوع الجاري".

وأضاف "لم يكشف لي السفير الأردني تفاصيل الاتفاق بين البلدين، كما تواصلت مع نائب السفير الأردني الذي يزور اللبدي المحتجزة في عيادة سجن الرملة لإبلاغها بتفاصيل الاتفاق والحصول على ردها".

وكشف أنه سيلتقي موكلته الأسيرة اللبدي ليبحث معها نص الاتفاق المقترح والجوانب القانونية، مرجحا أنه قد يتم الإفراج عن اللبدي ومرعي يوم الخميس.

وعلى الرغم من الاتفاق بين عمان وتل أبيب، إلا أن المحامي محاجنة ما زال ينتظر قرار محكمة الاستئناف العسكرية والذي من المفترض أن يصدر في وقت لاحق، اليوم، مؤكدا أنه طلب من محكمة الاستئناف إلغاء الاعتقال الإداري والإفراج عن اللبدي دون قيد أو شرط، مرجحا أن محكمة الاستئناف ستوافق على قبول طلب الإفراج عنها والالتماس ضد تثبيت اعتقالها الإداري كتخريج قانوني للاتفاق السياسي.

في المقابل، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بيانا للإعلام العربي أوضح من خلاله أن الأردن "سيعيد خلال الأيام القليلة المقبلة سفيرها إلى إسرائيل وذلك بعد أن اتفق البلدان على تحويل المواطنين الأردنيين الاثنين المعتقلين في إسرائيل إلى مسؤولية الأجهزة الأمنية الأردنية".

وتابع أن "رئيس الشاباك اتفق مع نظيره الأردني، على التدابير الأمنية التي تتعلق بالإفراج عنهما".، وتابع "تعتبر دولة إسرائيل علاقاتها مع الأردن حجر الأساس في استقرار الشرق الأوسط وهي ستواصل العمل على صون أمن المنطقة".

ونقلت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي عن مسؤول أمني رفيع (لم تحدد هويته)، قوله: "سيتم إطلاق سراح المعتقلين كبادرة إسرائيلية للحكومة الأردنية، في ظل الرغبة الإسرائيلية في تعزيز العلاقات بين البلدين".

وأضاف: "العلاقات مع الأردن في هذا الوقت أكثر أهمية بكثير من اعتقال الأسيرين"، وتابع "تشير التقديرات إلى أنه سيتم التحقيق مع الاثنين فور ترحيلهما بواسطة المخابرات الأردنية".

بدوره، ذكر الصفدي، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" أنه "يعود هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إلى أرض الوطن قبل نهاية الأسبوع"، وأضاف "عملت الحكومة على إطلاقهما منذ اليوم الأول وفق تعليمات صارمة من جلالة الملك عبدالله الثاني اتخاذ كل ما يلزم من خطوات لإعادتهما سالمين مهما كلف الأمر".

وكانت الأردن قد استدعت سفيرها لدى تل أبيب، غسان المجالي، للتشاور احتجاجا على اعتقال مرعي واللبدي، يوم الثلاثاء الماضي، وصرّح الصفدي حينها أنه "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا، وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

ولفت إلى أن "وزارة الخارجية بذلت جهودا مستمرة، وأجرت اتصالات مكثفة عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية المعتمدة، لمطالبة إسرائيل بإطلاق المواطنين الأردنيين، اللذين تدهورت حالتهما الصحية منذ توقيفهما إداريا، في خرق للقوانين الدولية".

وشدد الصفدي على أن "استمرار اعتقال المواطنين الأردنيين اللاقانوني، وتعريض حياتهما للخطر بعد تدهور حالتهما الصحية، أمر مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار". وطالب وزير الخارجية الأردني، إسرائيل، بـ"إطلاقهما (المعتقلين الاثنين) فورا دون أي تأخير، وإعادتهم إلى المملكة بشكل فوري".

واعتقلت إسرائيل، هبه عبد الباقي في 20 آب/ أغسطس الماضي، وعبد الرحمن مرعي في الثاني من أيلول/ سبتمبر الماضي، بشكل منفصل، بعد عبورهما جسر الملك حسين، دون توضيح لسبب الاعتقال.

وتخوض الأسيرة الفلسطينية الأردنية اللبدي، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 42 يوما ضد اعتقالها الإداري، حيث تقبع في "عيادة الرملة" بسبب تردي وضعها الصحي. 

وبعد اعتقالها، حولت الأسرة اللبدي إلى التحقيق في معتقل "بيتح تكفا"، واستمر التحقيق معها لمدة شهر تقريبًا في ظروف قاسية، وانتهى بتحويلها إلى الاعتقال الإداري، وعلى إثر ذلك أعلنت إضرابها عن الطعام في 24 أيلول/ سبتمبر الماضي، لتقوم مصلحة سجون الاحتلال بنقلها وعزلها في مركز توقيف الجلمة بظروف مأساوية.

في المقابل، يواجه الأسير مرعي، القابع حاليًا في معتقل "عوفر" الإسرائيلي، "أوضاعًا صحية صعبة للغاية، فهو مصاب بسرطان في الخلايا الدهنية بالوجه منذ عام 2010، وهو بحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالته الصحية ولإجراء فحوصات طبية دورية"، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

 

التعليقات