11 قتيلا في غارات إسرائيلية ضد "أهداف إيرانية" في سورية

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، أنه شن غارات ضد أهداف عسكرية إيرانية في سورية، منها صواريخ أرض - جو، ردًا على إطلاق قذائف من الأراضي السورية أمس الثلاثاء.

11 قتيلا في غارات إسرائيلية ضد

حريق في دمشق، الليلة (تويتر)

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، أنه شن غارات ضد "عشرات الأهداف العسكرية التابعة لـ’فيلق القدس’ الإيراني" وجيش النظام في سورية، من بينها صواريخ أرض - جو ومقرات قيادة، وذلك ردًا على إطلاق قذائف من الأراضي السورية أمس الثلاثاء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، لاحقا صباح اليوم الأربعاء، إن 11 مقاتلا، بينهم سبعة غير سوريين، قُتلوا في غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق وريفها، الليلة الماضية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إنه "لا يمكننا أن نجزم ما إذا كان المقاتلين غير السوريين إيرانيون أو (مقاتلين) من جنسيات مختلفة موالين لإيران". وتحدث عن إصابة أربعة مدنيين بجروح في هذه الغارات.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء، اليوم، عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إن الضربات الجوية الإسرائيلية على سورية خطوة خاطئة وإن موسكو تواصلت مع حلفائها بشأن الواقعة.

المرصد: خسائر بشرية بصفوف القوات الإيرانية والنظام  

ووفقا لمصادر "المرصد السوري" لحقوق الإنسان، فقد سمع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة دمشق ومحيطها عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف ليل الثلاثاء / الأربعاء، واستمرت لعدة دقائق.

وقالت المصادر إن الانفجارات ناجمة عن تصدي دفاعات النظام الجوية لصواريخ إسرائيلية طالت مواقع النظام والميلشيات الإيرانية، حيث رصد "المرصد السوري" سقوط عدة صواريخ في محيط ضاحية قدسيا، وريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي تزامنا مع سماع أصوات سيارات إسعاف بالمنطقة ومعلومات مؤكدة عن وجود خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

واشتعلت حرائق ضخمة في المواقع التي جرى استهدافها وشوهدت بوضوح من قبل نشطاء المرصد وسكان في العاصمة دمشق ومحيطها.

قتيلان وجرحى بالغارات الإسرائيلية

بدروها، قالت وسائل إعلام سورية مقربة من النظام إن الغارات الإسرائيلية على ضواحي دمشق، أدت إلى خسائر بشرية ومادية، جراء سقوط شظايا الصواريخ عقب تصدي الدفاعات السورية لها وإسقاط بعضها.

وأفادت وكالة (سانا) أن شظايا أحد الصواريخ الإسرائيلية أصابت منزلا في بلدة سعسع جنوب غرب دمشق، ما أسفر عن تدمير المنزل ومقتل شخصين وإصابة عدد آخر تم نقلهم إلى المشافي في القنيطرة ودمشق لتلقي العلاج المناسب.

وأكد مصدر طبي في مشفى قطنا الوطني أن رجلا وامرأة قتلا، فيما أصيب عدد آخر جراء الغارات على بلدة بيت سابر بمنطقة سعسع في جنوب غرب دمشق.

وأصابت شظايا أحد الصواريخ أيضا بناية سكنية في ضاحية قدسيا بغرب دمشق، ما أسفر عن إصابة فتاة وإلحاق أضرار كبيرة في البناء.

الغارات بسورية: قتلى وجرحى بصفوف القوات الإيرانية

وخلافا لما وردت في وسائل إعلام سورية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الغارات الإسرائيلية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الإيرانية، مثلما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان".

وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى صباح يوم الأربعاء، إن الغارات الليلية في سورية، والتي كانت الأكثر انتشارا ضد أهداف إيرانية في سورية، تم خلالها مهاجمة 20 موقعا واستهداف قوة "فيلق القدس" الإيرانية، والتي تضم مقرات تقع داخل القواعد السورية.

بالإضافة إلى هذه القواعد، نقل الموقع الإلكتروني "واللا" عن المصدر قوله "تم الهجوم على مبنى الدفاع الوطني، بالإضافة إلى هدفين أو ثلاثة أهداف تكتيكية سورية على جبهة مرتفعات الجولان".

وأضاف المصدر أن "الهدف الثانوي كان توجيه ضربة كبيرة بست بطاريات صواريخ جو -أرض، وذلك بهدف السماح بحرية الحركة والحفاظ على طيارينا".

نتنياهو: من يمس بنا سوف نمس به

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو في بيان، فجر اليوم الأربعاء، إنه "أوضحت (سابقًا) أن من يمس بنا سوف نمس به. هذا ما فعلناه الليلة ضد أهداف عسكرية تابعة لـ’فيلق القدس’ الإيراني وأهداف عسكرية سورية، في سورية، بعد أن جرى أمس إطلاق قذائف من أراضيها تجاه إسرائيل. سنواصل الحفاظ على أمن إسرائيل بصرامة".

الجيش الإسرائيلي: تم الحفاظ على التنسيق مع روسيا الليلة كما كان في الماضي

حمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري مسؤولية إطلاق القذائف أمس، وحذره من رد حازم على عمليات شبيهة مستقبلا.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مقرات للنظام السوري، حيث تم ضرب بطارية صواريخ أرض-جو متقدمة دخلت الخدمة في العقد الأخير ومستودعات أسلحة ومقرات قيادة ومواقع رصد، مؤكدا أنه تم الحفاظ على التنسيق مع روسيا الليلة كما كان في الماضي.

كما تم استهداف فيلق القدس وميليشياته، حيث تم ضرب مقرات إيرانية ومعسكرات لوجيستية في منطقة دمشق، ومقر قيادة وسيطرة كبير في مطار دمشق، وفقا للمتحدث العسكري.

ولفت إلى أن الغارات تركزت في منطقة دمشق، وهي المنطقة التي أطلقت منها القوة الإيرانية الصواريخ على مرتفعات الجولان السوري المحتل، يوم أمس الثلاثاء.

سانا: الدفاعات الجوية أسقطت عدة أهداف معادية في سماء ريف دمشق الجنوبي

وذكرت وكالة النظام السوري للأنباء (سانا) بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء أن الدفاعات الجوية أسقطت عدة أهداف معادية في سماء ريف دمشق الجنوبي، فيما أفادت تقارير إعلامية بإصابة عائلة، الوالد والوالدة وابنهما، من قرية بيت سابر، جنوب غربي دمشق جراء العدوان الإسرائيلي. 

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري، إنه "في تمام الساعة الواحدة والدقيقة العشرين من فجر اليوم الأربعاء... قام الطيران الحربي الإسرائيلي من اتجاهي الجولان المحتل، و’مرج عيون’ اللبنانية باستهداف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ، وعلى الفور تصدت منظومات دفاعنا الجوي للهجوم الكثيف، وتمكنت من اعتراض الصواريخ المعادية وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها، وما يزال العمل مستمراً لتدقيق الموقف بشكل واضح، وتحديد الأضرار والخسائر التي خلفها العدوان".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، فجر اليوم الأربعاء، إن طائرات حربية إسرائيلية شنت هجمات ضد أهداف عسكرية تابعة لــ"فيلق قدس" الإيراني والجيش السوري. وأضاف أن الأهداف شملت صواريخ أرض – جو، ومقرات قيادة ومستودعات أسلحة وقواعد عسكرية.

وأوضح أن "الهجوم نفذ ردًا على إطلاق قذائف من قبل قوة إيرانية من الأراضي السورية تجاه الأراضي الإسرائيلية، وهدفت إلى إصابة الأراضي الإسرائيلية". وقال إنه خلال الغارات الإسرائيلية، ليل الأربعاء، أطلقت صواريخ أرض – جو سورية "على الرغم من الإنذار الواضح الذي نقل إليهم للامتناع عن ذلك. وفي أعقاب ذلك جرى تدمير عدة بطاريات دفاعات جوية سورية"، بحسب بيان الجيش.

وزعم أن إطلاق القذائف الإيرانية أمس الثلاثاء هو دليل إضافي على الجوهر الأساسي للوجود الإيراني في سورية، واعتبر أن هذا الوجود يشكل خطرًا على أمن إسرائيل واستقرار المنطقة والنظام السوري.

كما حمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري مسؤولية ما يحصل في أراضيه، وحذره من "العمل أو السماح للعمل ضد إسرائيل. عمليات من هذا النوع ستجر ردًا حازمًا". وأعلن الجيش أنه سيبقى في حالة جهوزية عالية، وناشد المواطنين اتباع تعليمات الجبهة الداخلية في الجيش، عند الحاجة.

وأظهرت لقطات مصورة نشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، أصوات انفجارات وحريق كبير في محيط دمشق، فيما نشرت "سانا" شريطًا، قالت إنه يظهر تصدي الدفاعات الجوية لأهداف معادية.

وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" في دمشق عند حوالي الساعة الواحد والنصف بعد منتصف الليل، عن سماع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة.

وأطلقت فجر أمس الثلاثاء، أربع قذائف صاروخيّة من الأراضي السورية نحو جبل الشيخ في الجولان المحتل، بحسب ما جاء في بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ووفقًا للبيان، فإنّ منظومة "القبّة الحديديّة" أسقطت هذه القذائف. وبعد ذلك بقليل، نقل التلفزيون الرسمي السوري سماع دوي انفجارات قرب مطار العاصمة السورية، دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إسرائيل استهدفت مواقع في جنوب وغرب دمشق، فجر أمس الثلاثاء، "ينشط فيها حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية". ووفقا للمرصد، فإن إسرائيل استهدفت هذه المواقع بحوالي خمسة صواريخ،، تصدت لها الدفاعات الجوية السورية، "حيث تمكنت من إسقاط بعضها فيما وصل بعضها الآخر إلى أهدافه، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن الخسائر البشرية والمادية"

سماء دمشق، ليلة الأربعاء (سانا)

وأضاف المرصد أن "عملية الاستهداف هذه جرت على المواقع التي انطلقت منها الصواريخ الـ 4 من داخل الأراضي السورية على الجولان السوري المحتل"، والتي أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، عن اعتراضها بواسطة منظومة "القبة الحديدية".

وأشار محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية، فجر اليوم، جاء ردا على عملية عسكرية إسرائيلية جرت يوم الخميس الماضي، دون توضيح طبيعتها.

لكن المرصد ربط إطلاق الصواريخ بمحاولة اغتيال نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، أكرم العجوري، والذي نجا من الاغتيال لكن قُتل نجله وأصيبت زوجته، باستهداف ضاحية المزة في دمشق، وذلك في موزاة اغتيال إسرائيل للقيادي العسكري في الحركة في قطاع غزة، بهاء أبو العطا، يوم الثلاثاء الماضي.

التعليقات