رئيس الأركان الأميركي ينفي صحة "رسالة الانسحاب" من العراق

وجه الجيش الأميركي، مساء اليوم الإثنين، رسالة رسمية إلى قيادة العمليات المشتركة العراقية، مفادها أن قوات التحالف الذي يقوده، تتخذ "إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق"

رئيس الأركان الأميركي ينفي صحة

(أرشيفية - أ ب)

أعلن رئيس الأركان الأميركي، مساء اليوم الإثنين، أن الرسالة التي نُشرت سابقا في وسائل إعلام، والتي تفيد بإخطار الجيش الأميركي العراق، اعتزامه الانسحاب من البلاد، "غير موقعة" و"ليست للنشر".

وكشفت وكالة "فرانس برس" رسالة قالت إنها رسمية موجهة من الجيش الأميركي، مساء اليوم الإثنين، إلى قيادة العمليات المشتركة العراقية، مفادها أن قوات التحالف الذي يقوده الجيش الأميركية، تتخذ "إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق".

وذكرت الرسالة التي ادعت الوكالة إنها مُوقعة من قبل العميد وليام سيلي الثالث، وهو قائد قوة المهمات الأميركية في العراق، أن الجيش الأميركي سيقوم "بإعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة".

ونفى وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، صحّة الرسالة، قائلا إنه "ما من خطط لدى واشنطن للانسحاب من العراق"، بحسب وكالة "رويترز". وقال إسبر إنه "ليس هناك أي قرار على الإطلاق بمغادرة العراق... لم يتّخذ أي قرار بالخروج من العراق. نقطة على السطر"، مضيفا أن "تلك الرسالة لا تتوافق مع موقفنا الحالي".

لكن وكالة "فرانس برس" قالت إن مسؤولين، عراقي وأميركي، أكدا لها صحة هذه الرسالة.

وجاء في الرسالة المزعومة أيضا، أن القرار جاء "احتراماً لسيادة جمهورية العراق، وبحسب ما طلب من قبل البرلمان العراقي ورئيس الوزراء"، غداة جلسة برلمانية صوت فيها النواب على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في العراق، في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، الجمعة في بغداد.

وأشارت الرسالة إلى أنه "ستكون هناك زيادة برحلات الطائرات المروحية داخل وحول المنطقة الخضراء... خلال ساعات الليل".

وتنتشر قوة أميركية في العراق يبلغ عديدها 5200 جندي، يفترض أنها تحارب تنظيم "داعش" ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية. وأضيف إليهم بضع مئات الأسبوع الماضي لحماية السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي سبق أن تعرضت لهجوم من الفصائل الموالية لإيران.

وفي مواجهة التوتر المتزايد، أعلنت واشنطن مؤخراً عن نشر ما بين 3000 إلى 3500 جندي إضافي في المنطقة، "على الأرجح"، لإرسال عدد منهم إلى العراق، وفقاً لمسؤول أميركي.

ولم يصدر أي رد فعل على الفور من التحالف الدولي الذي تشكل في العام 2014 لقتال تنظيم ""داعش" الذي سيطر حينها على ما يقارب ثلث مساحة العراق وأراض واسعة من سورية.

ولم يكن واضحاً ما إذا كانت تحركات القوات هذه قد أثرت على جنود البلدان الـ76 الأعضاء في التحالف.

وكان المسؤولون في العراق قد تراجعوا عن قرار طرد القوات الأميركية من البلاد، اليوم، بعدما صادق البرلمان أمس الأحد على قرار لإنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضي، بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

واستقبل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الإثنين، السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان.

وأشار البيان إلى أن عبد المهدي أكد "ضرورة العمل المشترك لتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية حسب قرار مجلس النواب العراقي ولوضع العلاقات مع الولايات المتحدة على أسس صحيحة".

وقال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، الذي التقى بالسفير الأميركي اليوم الإثنين، من أجل "تنفيذ" القرار، إن أي انسحاب سيشمل فقط القوات القتالية وليس تلك المخصصة للتدريب والدعم اللوجستي للجيش العراقي، الذي كانت المكونات الأساسية للوجود العسكري الأميركي في العراق في الأعوام القليلة الماضية.

وصوّت البرلمان العراقي أمس، بالأغلبية على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، عبر المباشرة بـ"إلغاء طلب المساعدة" المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تاتنظيم الإرهابي "داعش".

وصادق النواب على قرار "إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة"، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، خلال جلسة طارئة للبرلمان نقلت مباشرة عبر شاشة القناة الرسمية للدولة، وبحضور رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي.

وطالب القرار الحكومة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد واشنطن بسبب انتهاكها لسيادة العراق، ودعاها إلى "إجراء تحقيقات على أعلى المستويات لمعرفة ملابسات القصف الأميركي وإعلام البرلمان بالنتائج خلال أسبوع".

وفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام بريطانية، إن بريطانيا قررت تحفيض عدد العاملين في سفارتيها في إيران والعراق بعد مقتل سليماني.

روحاني يلوح باستهداف 290 موقعا أميركيا

رد الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء اليوم الاثنين، على تهديدات نظيره الأميركي، دونالد ترامب، باستهداف 52 موقعا إيرانيا، عبر التلويح باستهداف 290 موقعا أميركيا.

وكتب روحاني في تغريدة على "تويتر" خاطب فيها ترامب قائلا: "إياك أن تهدد الشعب الإيراني أبدا"، مؤكدا أن "من يشير إلى العدد الـ52، عليه أن يفكر أيضا بالعدد 290"، وذلك في إشارة إلى عدد الضحايا الإيرانيين الذين قتلوا عام 1988، بعد استهداف الطائرة المدنية التي كانت تقلهم من قبل البحرية الحربية الأميركية في الخليج.

التعليقات