مقتل 16 مدنيًا بقصف في إدلب وقمة تركية روسية سعيا لتهدئة

قتل 16 مدنيًا وأصيب 18 مدنيا فجر الخميس، جراء استهداف مقاتلات روسية مزرعة دواجن لجأ إليها مدنيون في محافظة إدلب السورية، وسط تحركات دولية لبحث تطورات المنطقة عشية لقاء الرئيسين رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

مقتل 16 مدنيًا بقصف في إدلب وقمة تركية روسية سعيا لتهدئة

(أ ب)

قتل 16 مدنيًا وأصيب 18 مدنيا فجر الخميس، من جراء استهداف مقاتلات روسية مزرعة دواجن لجأ إليها مدنيون في محافظة إدلب السورية، وسط تحركات دولية لبحث تطورات المنطقة عشية لقاء الرئيسين رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال مرصد الطيران التابع للمعارضة السورية إن مقاتلات روسية شنت هجومًا على بلدة معرة مصرين في إدلب، عند الساعة الثالثة والنصف تقريبًا.

وذكرت مصادر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، إن الهجوم الجوي أسفر عن مقتل 16 وإصابة 18 مدنيا كانوا قد لجأوا إلى مزرعة دواجن في البلدة.

ونقلت فرق الدفاع المدني المصابين إلى المراكز الطبية القريبة من المنطقة، فيما تتواصل أعمال البحث والإنقاذ في مكان الهجوم.

ولفتت مصادر أن الغارات استهدفت بعد منتصف الليل "تجمعًا للنازحين"، ممن فروا من التصعيد المستمر في المنطقة منذ أشهر، بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، بحسب المرصد الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة.

قمة بين بوتين وإردوغان سعيا لتهدئة التوتر في سورية

وعلى صلة، يلتقي الرئيسان بوتين وإردوغان في موسكو، اليوم الخميس، سعيا لتهدئة التوتر الذي يهدد باندلاع نزاع مباشر بين بلديهما في سورية.

وعشية لقائه بوتين، عبّر الرئيس التركي عن أمله في "الوصول بسرعة" إلى وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب بشمال غرب سورية، حيث تشن أنقرة منذ نهاية شباط/ فبراير عملية واسعة النطاق ضد قوات النظام السوري المدعوم من موسكو.

وكانت قوات النظام السوري قد أطلقت في كانون الأول/ ديسمبر هجوما على إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة والجهاديين في شمال غرب البلاد، ما تسبب بكارثة إنسانية مع نزوح حوالى مليون شخص نحو الحدود التركية.

وهذا التصعيد الميداني أدى إلى توتر دبلوماسي بين موسكو، حليفة النظام السوري، وأنقرة التي تدعم فصائل معارضة في سورية، ما أثار مخاوف من وقوع مواجهة مباشرة بين البلدين.

وقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب في الأسابيع الماضية. ورفع إردوغان السقف الأسبوع الماضي، مطالبا أوروبا بدعم تحركه في سورية، ومتسببا بأزمة هجرة جديدة بعد أن فتح حدود تركيا مع اليونان أمام المهاجرين واللاجئين.

وقال إردوغان الأربعاء (آمل) أن يتم التوصل بسرعة لوقف لإطلاق النار" في إدلب. وتطالب أنقرة بأن توقف قوات الأسد هجوما على إدلب والانسحاب إلى ما وراء خطوط تم الاتفاق عليها مع روسيا في 2018 في سوتشي.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين، إن الرئيسين سيناقشان أسباب الأزمة وتداعيتها و"تدابير مشتركة" يمكن أن يتفقا عليها لنزع فتيل التوتر.

لكن موسكو التي تدخلت في 2015 بحملة جوية دعما للأسد، ستحرص على توجيه رسالة مفادها أنه لا يمكن لتركيا السعي خلف نفوذ في سورية، ورجحت مصادر مطّلعو أن "يتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار بعد المحادثات بين بوتين وإردوغان لكنه سيكون صوريا".

ويرى الكرملين في الحملة الروسية في سورية انتصارا مهما لسياسة بوتين الخارجية، مع نفوذ وقواعد عسكرية هناك، تفرض موسكو لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط.

ويقول الخبراء إن بوتين لا يبحث عن مواجهة كاملة مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، ولكنه أيضا لن يتراجع.

ورغم دعمهما طرفين مختلفين في النزاع، تعمل روسيا وتركيا عن كثب لحل النزاع المستمر منذ تسع سنوات وتجنب مواجهة مباشرة بين قواتهما.

لكن تلك العلاقة توترت في الأيام الماضية، مع تبادل الجانبين اتهامات بخرق اتفاق سوتشي الذي أقام منطقة عازلة وسمح بنشر 12 نقطة مراقبة تركية.

وتقول أنقرة إن روسيا لا تلتزم ببنود من الاتفاق تضمن عدم شن هجمات في إدلب وبقاء الوضع القائم على الأرض على حاله.

وتقول موسكو إن تركيا تخرق الاتفاق بدعم "مجموعات مسلحة غير شرعية". وفي آخر تلك الاتهامات، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن "المواقع المحصنة للإرهابيين تداخلت مع نقاط المراقبة التركية" التي أقيمت بموجب اتفاق سوتشي.

أعلنت تركيا الأربعاء مقتل جنديين تركيين على الأقل في إدلب، بعد مقتل 34 جنديا في قصف جوي الأسبوع الماضي نسب إلى دمشق.

وأعلنت تركيا رسميا شن عملية ضد قوات النظام السوري في نهاية الأسبوع الماضي أطلقت عليها اسم "درع الربيع". كما حذر إردوغان أوروبا من أنه يتوجب عليها دعم "الحلول السياسة والعسكرية (لتركيا) في سورية" إذا أرادت تجنب تكرار أزمة المهاجرين عام 2015.

ويتجمع آلاف المهاجرين على الحدود التركية الروسية منذ أن أمر إردوغان بفتح الحدود أمام اللاجئين الراغبين في الوصول إلى أوروبا ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة اليونانية.

وتستضيف تركيا قرابة أربعة ملايين لاجئ، غالبيتهم سوريون وأيضا العديد من الأفغان والعراقيين، وقد أثارت خطوة إردوغان قلقا في أوروبا من موجة هجرة جديدة.

التعليقات