30/05/2020 - 17:15

الاحتلال يحقق مع ذاته: "أحد قتلة الشهيد الحلاق استمر بإطلاق النار رغم تلقيه أمرا بالتوقف"

كشف التحقيق الأولي الذي أجرته وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحاش)، مع عنصري قوة "حرس الحدود" التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي المتورطين بإعدام الشهيد الحلاق، في وقت سابق اليوم، في مدينة القدس المحتلة، استمر بإطلاق النار الحي على الشهيد الحلاق

الاحتلال يحقق مع ذاته:

الشهيد إياد الحلاق

كشف التحقيق الأولي الذي أجرته وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحاش)، أن أحد عنصري قوة "حرس الحدود" التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي المتورطين بإعدام الشهيد إياد الحلاق، صباح اليوم، السبت، في مدينة القدس المحتلة، استمر بإطلاق النار على الشهيد الحلاق وهو ملقى على الأرض، رغم تلقيه أمرًا مباشرا من قائده بالتوقف.

وجاءت أقوال القاتلين متضاربة خلال التحقيقات، فادعى القاتل الأعلى رتبة أنه أمر عنصر شرطة "حرس الحدود" الذي رافقه أن يتوقف عن إطلاق النار ولكن الأخير استمر على الرغم من الأمر المباشر. في المقابل، نفى الأخير أن يكون قائده قد أمره بالتوقف عن إطلاق النار.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية ("كان") إلى أن محققي "ماحاش" أطلقوا سراح الضابط بشروط مقيدة، فيما فرضت الحبس المنزلي على القاتل الأدنى رتبة.

ووفق التحقيق الأولي للشرطة الإسرائيلية، "حاولت عناصر الشرطة إيقاف الشاب الفلسطيني للاشتباه في أنه يحمل مسدسا في يده، لكنه خاف منهم وشرع بالفرار، فبدأوا بالصراخ ‘إرهابي إرهابي‘ وقام شرطيان آخران بإطلاق من 7 - 8 رصاصات تجاهه، ليتبين لاحقَا أنه لم يكن مسلحًا".

وأعدمت الشرطة الإسرائيليّة، صباح اليوم، الشاب إياد الحلاق (32 عاما) ميدانيًا، في منطقة باب الأسباط في القدس المحتلة، لمجرّد الاشتباه بحمله مسدّسًا، اتّضح لاحقًا أنه غير موجود.

وعلم موقع "عرب ٤٨" أن الشهيد الحلاق وهو من الحي المقدسي وادي الجوز، من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وبحسب ما ذكر أهالي الشهيد، فإنه كان دائم التردّد على مدرسة للرعاية الخاصّة، تقع قرب باب الأسباط.

وادّعت شرطة الاحتلال في بيان صدر عنها أن عناصرها في منطقة باب الأسباط رأوا الشاب وهو يقترب "حاملا ما يبدو أنه مسدّس"، وبحسب ادّعاءات الاحتلال، لم يستجب الشاب لدعوات التوقف، "فبدأت المطاردة ومن ثم إطلاق النار عليه". ولاحقًا، بعد استشهاده، اتّضح أنه لا يحمل مسدّسًا.

وقالت عائلة الشّهيد الحلاق إن ابنها يعاني من تأخر في النمو العقلي، ومستواه في التفكير لا يتجاوز مستوى طفل في السابعة من عمره، وهو يدرس في المدرسة الصناعية (البكرية) في باب الأسباط، المتخصصة في تعليم ذوي الإعاقة.

كما قال والد الشهيد، خيري الحلاق، إن ابنه كان يخشى الغرباء وما كان يحمله هو هاتفه المحمول لأن أسرته كانت تشدد عليه دائما بضرورة أن يتصل بهم بمجرد وصوله للمؤسسة التعليمية التي كان في طريقه إليها، قرب باب الأسباط.

وأوضح والد الشهيد الذي قدم إفادته لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية، أن إياد كان يحمل بطاقة على صدره توضح حالته، ولم يحمل سلاح، لا سكين ولا مسدس، وقد وافق على تشريح جثة الشهيد بوجود مشرّح فلسطيني.

ولم تكتفِ شرطة الاحتلال بقتل إياد، إنما قامت بمداهمة منزل عائلته وتفتيشه بعد استشهاده للبحث عن أية مواد تدينه، ووجهت شتائم مهينة بألفاظ نابية لشقيقته.

من جانبه، دعا وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، فادي الهدمي، المجتمع الدولي، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني؛ وذلك تعليقا على جريمة إعدام الشهيد الحلاق.

وقال الهدمي: "سبق جريمة قتل الشاب الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة البشعة، جريمة إبعاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري وعدد آخر من المصلين عن المسجد".

وأشار أن إسرائيل تواصل كذلك عمليات اعتقال الفلسطينيين في كل أنحاء مدينة القدس المحتلة، بـ"حجج واهية"، فضلا عن إغلاق المؤسسات الفلسطينية بالمدينة.

بدوره، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على تويتر جريمة اغتيال الشهيد إياد الحلاق. وقال في بيان صدر عنه إنه "يقع على عاتق المجتمع الدولي رفع الحصانة عن إسرائيل وجرائمها المنظمة فورا/ ومحاسبتها ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون".

كما دعا عريقات "المحكمة الجنائية الدولية، إلى فتح التحقيق الجنائي، بدون تأخير قبل إغراق فلسطين بجرائم لا حصر لها". وغرد مرة أخرى مستخدماً وسم "#ICantBreath #PalestineWillBeFree"، في إشارة إلى الوسم المتداول في الولايات المتحدة منذ وفاة جورج فلويد الأميركي الأسود، خنقا تحت ركبة ضابط شرطة أثناء عملية اعتقاله في مينيابوليس الأميركية.

التعليقات