21/07/2005 - 09:13

السفارة في العمارة يؤكد رفض المصريين للتطبيع مع اسرائيل

-

السفارة في العمارة يؤكد رفض المصريين للتطبيع مع اسرائيل
بعد مرور أكثر من ربع قرن على تبادل السفراء بين مصر واسرائيل وتطبيع العلاقات على أكثر من مستوى، يأتي فيلم (السفارة في العمارة) لنجم الكوميديا عادل امام ليقول ان المصريين يجمعون على رفض التطبيع في ظل الممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وقد تسبب زحام الجمهور في تعطيل المرور بشارع طلعت حرب حيث توجد السينما التي شهدت العرض الخاص للفيلم مساء يوم الثلاثاء وبعد انتهاء الفيلم انطلق مكبر صوت من القاعة تحية لبطل الفيلم الذي يعالج رأي المصريين في اقامة علاقات مع اسرائيل.

أحداث الفيلم الذي كتبه يوسف معاطي وأخرجه عمرو عرفة أشبه بجملة طويلة بين قوسين أو صورتين اذ يبدأ الفيلم بصورة كبيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بيت مهندس فلسطيني يعيش في دولة الامارات العربية المتحدة وينتهي بصور لمواطن مصري جعلته الاحداث بطلا شعبيا.

يبدأ الفيلم في الامارات حيث يعيش مهندس مصري منذ أكثر من عشرين سنة وله صديق فلسطيني ولد ابنه اياد في فلسطين ولكنه يرغب في العودة الى وطنه الذي لم يره لينضم الى الانتفاضة. ويسأل الصبي باندهاش "هو اللي يدافع عن أرضه يبقى ارهابي" كما قالت لهم احدى المدرسات الاجنبيات.

ويعود المهندس الى مصر ليجد مقر السفارة الاسرائيلية في البناية التي يمتلك احدى شققها ولا يجد في ذلك مشكلة فهو لا يهتم بالسياسة ولا يعرف معنى كلمة "تطبيع" بل لا يعرف النطق الصحيح للكلمة. ويفاجأ بأن الناس لا يقبلون التعامل معه لهذا السبب ابتداء من صاحب مطعم الى فتاة ليل وافقت على الذهاب معه الى بيته وحين فوجئت بأنه جار للسفير الاسرائيلي ردت اليه أمواله واتهمته بأنه عميل لا يستحق أن يكون مصريا.

وتقع السفارة الاسرائيلية في مصر أعلى بناية تطل على نهر النيل من ناحية وعلى جامعة القاهرة من ناحية أخرى وتحتها مباشرة ميدان صغير يضم تمثال (نهضة مصر) للنحات المصري الرائد محمود مختار (1891 - 1934).

وأثار وجود السفارة في هذا الموقع مشكلات لسكان البناية الذين يعانون من الاجراءات الامنية المشددة فضلا عن مظاهرات متكررة لطلبة جامعة القاهرة الذين يطالبون بنقل السفارة على الاقل من هذا المكان.

ويفكر بطل الفيلم في بيع الشقة ولكن وجودها بجوار سفارة اسرائيل يجعلها لا تساوي جنيها مصريا في نظر أحد المشترين فيقرر صديقه المحامي رفع دعوى قضائية لابعاد السفارة وفقا لقانون "حق الارتفاق" الذي ينظم العلاقة بين مالك أو مستأجر العقار وجيرانه حيث يتضرر المهندس من وجود السفارة ابتداء من تقييد حريته الشخصية وانتهاء بصاروخ أطلقه في احدى الليالي شبان متحمسون فأخطأ السفارة ودمر الشقة.

ويتحرك وعي البطل بدون قصد اذ أعجب بمدرسة في جامعة القاهرة وبدلا من أن يقضي معها ليلة ممتعة يكتشف أنها من عائلة يسارية حيث قضى الاب والام نصف عمرهما في المعتقلات. وبدون قصد أيضا يجد البطل نفسه جزءا من مظاهرة تندد بالتطبيع مع "أعداء السلام" و"سقوط الاحتلال الاسرائيلي" ويصير المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم تلخيصا لحالة التظاهر التي تتردد فيها أغنيته "أنا باكره اسرائيل".

ويقرر البطل التمسك بحقه في طرد السفارة من البناية كما يرفض بيعها لهم بأي ثمن يحدده قائلا "لن أقايض على وطني" فيلجأون الى اغوائه بسيدة جميلة تقضي معه ليلة ويبتزونه جنسيا مهددين بفضحه طالبين منه التنازل عن القضية. ثم يطلب منه السفير فتح شقته لضيوفه في أحد الاحتفالات تحت هذا التهديد نفسه فيهبط الى الشارع ليجد متظاهرين يحملون صورة الصبي اياد الذي اغتالته القوات الاسرائيلية فيصعد بسرعة طاردا السفير وضيوفه غير مبال بأي شيء في مشهد النهاية الذي صفقت له الجماهير طويلا.

ولا يفوت الفيلم أن يشدد على أن اتفاقية التجارة الحرة (الكويز) التي وقعها البلدان في الاشهر الاخيرة "أسوأ يوم في تاريخ مصر" حيث ينقسم الشعب العربي الى "ناس تحارب الاحتلال وناس يهمها جمع المال."

ويثبت الفيلم أن جموع المصريين يرفضون التطبيع مع اسرائيل من طلبة ومحامين وصحفيين حتى جندي المرور وضابط الشرطة الذي كان مكلفا بحراسة السفارة ثم سمح للمتظاهرين بالمرور.

لكن قلة من المصريين يتعاملون مع اسرائيل وهذا ما أثار دهشة البطل من الاستعانة بخبراء زراعة اسرائيليين قائلا كيف يكون ذلك في بلد عرف الزراعة منذ سبعة الاف عام..

وأثارت بعض الافلام المصرية قضية التطبيع بين مصر واسرائيل في أفلام منها (فتاة من اسرائيل).

وكانت جمعية نقاد السينما التي تأسست بمصر عام 1972 قد أصدرت في السادس من أبريل نيسان عام 1979 بيانا أشار الى أن "السلام هو المطلب الحيوي الطبيعي للشعب المصري والشعب العربي وكل شعوب العالم غير أن الخلاف دائما يكون حول أسس هذا السلام وشروطه وضماناته. والسلام الذي تسعى اليه مصر وكل الدول العربية هو السلام الشامل العادل القائم على تحقيق المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما في ذلك مطلبه في اقامة دولته فوق أرضه وعلى الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية بما في ذلك القدس المحتلة."

والى أن يتحقق "هذا السلام" دعت الجمعية الى عدم التعامل مع الاجهزة السينمائية في اسرائيل بالنشر أو تبادل النشر أو بمجرد الاتصال و"عدم التعامل مع الاجهزة السينمائية المصرية التي تتعامل مع اسرائيل وذلك بعدم عرض أفلامها أو الكتابة عنها أو قبولها في مسابقات الجمعية لاحسن فيلم. وعدم التعامل مع الجمعيات الاهلية ونوادي السينما التي تتعامل مع اسرائيل بأي صورة من الصور."

لكن عددا محدودا للغاية من المثقفين المصريين زاروا اسرائيل أو لم يجدوا مانعا من التعامل معها ومنهم المخرج السينمائي حسام الدين مصطفى (1926 - 2000).

التعليقات