15/07/2008 - 13:52

عظام بشرية مصدرها أريحا لدراسة تاريخ مرض السل وتطوره مستقبلا..

-

عظام بشرية مصدرها أريحا لدراسة تاريخ مرض السل وتطوره مستقبلا..
كتبت صحيفة "هآرتس" أنه في زيارته الأخيرة إلى متحف "نيكولسون، في جامعة سيدني في استراليا، فوجئ البروفيسور مارك شبيغلمان، من الجامعة العبرية، بمسؤولين في المتحف يبلغونه بوجود صناديق تحتوي على عظام لا يعرفون ماذا يفعلون بها.

ويقول شبيغلمان، الباحث في مجال الأمراض المعدية عن طريق الهياكل العظمية القديمة والمومياوات، إنه تم وضع الصناديق في المتحف قبل 50 عاما من قبل مختص بعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا) كان يعمل مع د.كاتلين كانيون، التي كانت تنقب عن الآثار في منطقة أريحا. وتبين أن العظام المشار إليها هي من أريحا في الأصل. ويعمل الآن على دراسة هذه العظام طاقم من الباحثين الإسرائيليين والألمان والفلسطينيين.

وجاء أنه في العام 1952 أجرت عالمة الآثار البريطانية كانيون أعمال تنقيب عن الآثار في الخرائب القديمة لمدينة أريحا، على أمل العثور على "أسوار أريحا القديمة التي كانت قائمة عندما احتلت من قبل بني إسرائيل بقيادة يهوشوع بن نون"، بحسبها. وعثرت على آثار أسوار ضخمة كانت قد انهارت، تعود إلى ما قبل ألف عام عن الفترة المشار إليها. وخلال عمليات الحفر تم العثور على الكثير من الآثار التي وزعت على مختلف المتاحف في أنحاء العالم، والتي اعتبرت كأساس للفهم الأركيولوجي لفترة التوراة.

وبحسب شبيغلمان فإن العظام الموجودة في أستراليا تعود إلى العصر البرونزي القديم، وقد تم العثور على بعضها مدفونة في الأرض، وبعضها الآخر في داخل مبان. وأضاف أن هذه العظام ذات قيمة كبيرة من جهة دراسة الأمراض القديمة، خاصة وأن أريحا هي إحدى أقدم المدن في العالم، إن لم تكن أقدمها. وتشير التقديرات إلى أنه قبل أكثر من عشرة آلاف، كانت فيها المدينة قائمة، بدأت تتطور الكثير من الأمراض المعدية التي لا تزال ترافق الإنسان حتى اليوم.

وفي هذا السياق فإن مصدر مرض السل لا يزال غير معروف بشكل واضح، إلا أن التقديرات، بحسب شبيغلمان، تشير إلى أنها بدأت تنتشر للمرة الأولى في القرى والمدن التي كانت قائمة في المنطقة قبل عشرة آلاف سنة. ونظرا لكون أريحا من بين البلدات الأقدم التي اكتشفت في تلك الفترة فإن هناك احتمالات كبيرة في تشخيص أنواع من السل التي كانت موجودة في تلك الفترة.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه من أجل مكافحة الأوبئة المنتشرة عالميا، هناك ضرورة لفهم كيف تتطور وكيف تتغير وتتحول جينيا. وهناك الكثير من الأمراض التي ظهرت فجأة ولا يعرف تاريخها. ونظرا لصعوبة العثور على هياكل عظمية قديمة لمرضى في القرون الغابرة، كان من الصعب دراسة مصدر المرض، من هنا تنبع أهمية عظام المصابين بالسل والتي عثر عليها في أريحا.

ويضيف شبيغلمان، الذي درس في السابق مومياوات لمرضى اليرقان (الصفري) في كورية في القرن الرابع عشر، وكذلك جثث محفوظة لمرضى السل من القرن الثامن عشر، أنه من الممكن من خلال عظام أريحا فهم كيفية تطور المرض منذ أكثر من 6 آلاف عام، الأمر الذي يتيح تصور كيف يمكن أن يتطور المرض في المستقبل. ومن خلال فحص عظام الإنسان وعظام الحيوانات التي كانت موجودة في أريحا، يستطيع الباحثون دراسة كيف أصيب المرضى الأوائل، الذين عاشوا في مجتمعات مزدحمة، بالمرض، وما هي التغيرات التي حصلت مع مرور السنين في الحمض النووي للبشر والميكروبات المسببة للمرض. وينوي الباحثون إجراء مقارنة بين الحمض النووي للمرضى مع الحمض النووي للحيوانات التي عاشت بالقرب منهم، لتشخيص الطريقة التي انتقل بها المرض من الحيوان إلى الإنسان.

ومن المقرر أن يتم إجراء البحث المذكور بتمويل من "الصندوق الألماني للعلوم"، وينفذ من قبل الجامعة العبرية وجامعة القدس وجامعة لودفيج – ماكسيميليان في ميونيخ.

التعليقات