منعت سلطات الاحتلال اليوم إبحار سفينة كسر الحصار التي تحمل مساعدات إنسانية لأهلنا في قطاع غزة المحاصر. ولم تفاجئنا هذه الخطوة، بل ما فاجأنا حقا تصريحات رئيس «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» النائب محمد بركة.
كان الموقف الإسرائيلي المتمثل برفض إبحار السفينة واردا في حسابات المنظمين(هيئة كسر الحصار- التي تمثل كافة القوى السياسية العربية داخل الخط الأخضر) لأنه من غير المستهجن أن يقوم احتلال بهذه البشاعة ارتكب ما ارتكب من جرائم، ويفرض حصارا لم يشهد التاريخ مثيلا له على مليون ونصف إنسان لتحقيق أغراض سياسية ورسم خارطة المنطقة وفق أجندته، أن يقدم على مثل هذه الخطوة، بل ربما هي الأكثر طبيعية نظرا لطبيعته.
لن تنقذ السفينة التي تحمل عدة أطنان من المساعدات غزة من التجويع المفروض عليها، ولكنها مساهمة صغيرة وتعبير عن رفض هذا الحصار الإجرامي وعن التضامن مع الأهل وإظهار بشاعة المؤسسة الصهيونية والاحتلال. إلا أن الأمر لم يبد كذلك في تصريحات محمد بركة للمواقع العبرية الذي اعتبر أن السفينة خطوة رمزية كان يمكن أن تظهر إسرائيل أكثر إنسانية.
محمد بركة الذي يكثر من زج مصطلح العمل «العربي اليهودي» إلى حد الابتذال قال في تصريحات أوردها موقع "والا" الألكتروني: " لم نقصد إنقاذ سكان غزة من الحصار بل أردنا التعبير عن خطوة رمزية. ولكن يبدو أن خطوات رمزية من أناس يهود وعرب تظهر إسرائيل أكثر إنسانية، تقلق العقلية الهمجية التي تسيطر على أذرعة حكومة إسرائيل".
كما صرح بركة لموقع "واينت" قائلا: "أردنا أن يرى العالم بأن هناك إسرائيل أخرى، لكن يبدو أن السلطات مصرة على إظهار إسرائيل بكامل بشاعتها".
تعكس هذه التصريحات قناعات ومواقف مرتاحة مع إسرائيليتها رافضة لسياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة عام 1967. وهي مواقف يتميز بها اليسار الصهيوني. وكانت مواقف من هذا النوع حاضرة في تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي على مدى العقود الأخيرة والأمثلة كثيرة.
«إسرائيل أخرى»، «إسرائيل أكثر إنسانية»، مساواة في ظل المشروع الصهيوني،
هذه السياسات هي نتيجة تغييب النكبة والتهجير من الوعي وتحويلها إلى "نوستالجيا".
31/10/2010 - 11:02
"إظهار إسرائيل أكثر إنسانية" / حسن عبد الحليم
-
التعليقات