31/10/2010 - 11:02

سيرة وانفتحت/ عوني بنا

-

  سيرة وانفتحت/ عوني بنا
أطلت علينا " الجبهة" بموديلات التحالفات لصيف سنة 2007 بثوابتها "العلمانية" و"الوطنية " في لجان الطلاب العرب، فأهلا وسهلا بهالطلة.
لو كان هناك زاوية باسم "قلوب حائرة" في الموقع " لكنتُ طلبت من التحرير نشر المقالة تحتها، لأني وبكل صراحة أملك عدة تساؤلات لم أستطع حتى ابتكار أجوبة لحالها باجتهادي الشخصي .
لقد تميّزت هذه السنة -على عكس سنين سابقة- بأن جرت انتخابات في أغلب الجامعات، وبالتالي تشكيل اتحاد قطري للطلاب الجامعيين العرب، بعد أربع سنوات من تغييبه لاستنتاج "الجبهة " بأنّ وجوده سوف يحول دون ترأسها له، وتميّزت أيضا بعدم فوز أية كتلة في أية جامعة بالأغلبية المطلقة، ما دعا إلى فتح باب المفاوضات لتشكيلها . لم ينجح " التجمع" في أية جامعة بتنفيذ ما دعا له، وهو الائتلافات الشاملة، مع أنّ جميع القوى المتنافسة روّجت نفس الدعوى للائتلاف الشامل، ولكنها لم تستطع أن تتعالى فوق فئويتها التي جعلتها تتصرف بصيغة "يا بلعب يا بخرب "، كالاتحاد القطري الذي إما أن تكون برئاسته أو لا يكون اتحاد قطري للطلاب الجامعيين العرب أبدا، واليكم سرد إفرازات الائتلافات في الجامعات المختلفة :

1) جامعة القدس :
1) يتم الائتلاف بين " التجمع" و"أبناء البلد " و" حركة المستقلين" ، بعد استثناء "الجبهة " نفسها من الائتلاف الشامل . لم تقتصر المفاوضات على ذلك، بل طلّت "الجبهة " بمحاولة بائسة بعد توقيع الائتلاف بأسبوعين لفرطه بالتآمر مع سلام شرقية ( المساعد البرلماني للشخصية الوطنية الجذابة والباطشة، الوزير غالب مجادلة )، وذلك بأن يعمل سلام شرقية على إقناع " المستقلين" بالانقلاب على ائتلافهم مع "التجمع " و" أبناء البلد" ، مقابل أن تدعم " الجبهة " في انتخابات النقابة لجامعة القدس الحزب الصهيوني ، "روح حدشا ه" ، ولكن، وبسبب العلاقات الوطيدة بين أعضاء " التجمع الطلابي " وأعضاء " المستقلين" الذين بغالبيتهم شخصيات وطنية ترفض التعاون مع شخصيات فقدت أخلاقها وباعت شعبها، يفشل المخطط . لم يقم بهذا العمل أطفال من " الجبهة"، بل أشخاص في قيادة الدائرة الطلابية ومُركّزيها. (ملاحظة: يتم تقبل الشكر للتجمع لمساهمته في اخراج الجبهة من تورطها وادخال نقطة سوداء اخرى لتاريخها بالتعقيبات أسفل الصفحة، ويتم تقبل الشتائم من اللذين يؤيدون التعاون مع تلك الشخصيات والعمل اليهودي العربي مع حزب العمل).


2) جامعة تل أبيب :
يتم استثناء " التجمع الطلابي" ورفض حتى الجلوس معه للتفاوض، وإبرام اتفاقية ائتلاف بين " الجبهة الطلابية" و "حركة المستقلين" ، والتي قامت " الجبهة الطلابية"، بالضبط قبل شهر من هذه الاتفاقية، وعبر منبر صحيفة "الاتحاد "، بمهاجمة " المستقلين" في القدس ، بأنه يجب إنهاء هذه الظاهرة من لجان الطلاب العرب. والمُبهَم في الأمر أنّ " الجبهة الطلابية" تهاجم "مُستقلي القدس " وتقع في غرام " مُستقلي تل أبيب" ، فما الفرق بينهم؟ أم أنّ مستقلي القدس " أصوليون" ومستقلي تل أبيب "علمانيون "، أم أنّ "التجمع" يسبّب مرض الحُمّى لـ " الجبهة" ويفقدها بوصلتها لدرجة العميان وعمل المستحيل لتهميشه، فسبحان من غيّر الأحوال . وفقط، وللتنويه، مهّد لـ "الجبهة " في هذا الائتلاف كُرهٌ شخصي من أفراد في حركة "المستقلين" لـ " التجمع"، حين هاجمهم الأخير في الانتخابات السابقة قبل سنة بسبب وجود المرشحة الثانية في قائمتهم ، ابنة عضوة الكنيست العريقة، ناديا الحلو، ممثلة العرب في الحزب الذي قتل 13 شهيدًا سنة 2000.

3) جامعة حيفا :
"يوم ليك ويوم عليك، مش كل يوم معاك "، إذ لم تقبل "الجبهة" في الجلوس مع "التجمع "، بالأمس في جامعة تل أبيب ، واليوم تعلق كل آمالها عليه لائتلاف ضد " الأصوليين". وفي حيفا، ليس فقط أنّ قلبي احتار، بل كلنا " احترنا يا قرعة من وين نبوسك". فقد تم الإعلان من جميع الكتل عن نيتهم لائتلاف شامل، وكانت أول جلسة مفاوضات بين " العلمانيين" الشيوعيون و"الأصوليين " الإسلاميين، وجرى فيها التفاوض، ليس فقط على برنامج عمل، وإنما على البرنامج "الكرسيولوجي الجبهوي "، أيضًا، الذي ينصّ على أنه من حق "الجبهة " -وغير قابل للنقاش- أن تكون برئاسة اللجنة رغم تصويت أكثر من 60% من الطلاب للكتل الأخرى. الجلسة التي تلتها كانت بين "التجمع الطلابي" و"حركة اقرأ " التي جرى فيها التوصل إلى برنامج عمل وطني مشترك و جرى عرضه على "الجبهة "، ولكن سيناريو " يا بلعب يا بخرب" ، كما في باقي الجامعات، تكرّر، وكانت نتيجته كما حصل في جامعة القدس، استثناء "الجبهة" لنفسها من ائتلاف شامل.
طيب شو بعد؟ يبدأ كل صغير وكبير في "الجبهة" بالتطاول والهَتورة على " التجمع الطلابي" بأنّ هدفه الأسمى ضرب "الجبهة " ويستهجن الائتلاف مع قوى " أصولية"، هي ذاتها التي دعت "الجبهة " للائتلاف معها وجلست معها قبل أسبوع، فقط. ويُفهم من تصرفات " الجبهة" أنها لم تكن معنية بالائتلاف مع "اقرأ "بتاتا، فلماذا الاستهتار بالطالب العربي؟ لا أعرف متى حصل وإن كان برنامج عمل كتلتين هو ضرب كتلة ثالثة، ولا أفهم توعية وتعليم كوادر " الجبهة" من طرف القيادة على شتيمة "التجمع "، أكثر من فهم المقروء، لدرجة عدم فهم واستيعاب برنامج العمل بثوابته الوطنية وفهمه بضرب "الجبهة "؟ برنامج عمل مُركّز وغني بالعوامل الوطنية يضرب القوى غير الوطنية، فقط، أم القوى التي يصوّت أكثر من 45% من مؤتمرها على إدخال قوى يسارية صهيونية إلى صفوفها، فهل أنتم كذلك؟

ما يجري ويظهر هو العكس تمامًا عن افتراءات "الجبهة " بأنّ " التجمع" هدفه ضرب "الجبهة "؛ ففي جامعة القدس كانت هناك محاولة لضرب "التجمع" ، بالاستعانة بقوى " وطنية علمانية". وفي جامعة تل أبيب يتم استثناء "التجمع" ورفض الجلوس معه وتفضيل جسم أشبعته شتائم وإهانات قبل الائتلاف، ولسوء حظّ "الجبهة" لن يتسنى لها هذه السنة إبرام اتفاقيات لفضّ ائتلاف " التجمع" مع "اقرأ" بمثل محاولة القدس أو اتفاقية " إيتسيك–مخول" في جامعة حيفا، قبل بضع سنوات ، التي وقعتها ست الستات دالية إيتسيك مع الرفيق عصام مخول، نصّت على ائتلاف مع قوى صهيونية داخل النقابة ، مقابل دعم "الجبهة " في انتخابات لجنة الطلاب العرب والتصويت لها آنذاك من قبل عرب الأحزاب الصهيونية . لكن لم يخلُ الأمر هذه السنة في حيفا من ضرب "التجمع" في أية امكانية تسنح لـ " الجبهة"، وكانت الضربة في انتخابات النقابة عندما صوّتت كوادر "الجبهة " بالأوراق البيضاء في كلية اللغة الإنجليزية، بدل التصويت لمرشح "التجمع "، كما كان الاتفاق بيننا ، وأدّى ذلك إلى خسارة " التجمع" المقعد لصالح الأحزاب الصهيونية .
جميع هذه الحقائق والمعلومات رُصدت خلال السنوات، ولكن لم يدرِ التداول فيها، حرصًا على المصلحة الوطنية، ولكن بعد التهجمات والتطاولات والافتراءات التي لم يك فّ عنها كل صغير وكبير من كوادر "الجبهة "، قررتُ تفصيل ما احتفظنا به ووضع النقاط على الحروف، أملا في أن يغلق هذا الملف هنا، حفاظا على المصلحة والوحدة الوطنية وعلى سمعة " الجبهة"، لأنها أمام الجمهور معدودة على التيارات الوطنية وما يلطخ سمعتها للأسف يضرّ بسائر التيارات الوطنية.

لم ترَ "الجبهة" في "اقرأ " تهديدًا لتكون بديلاً لها على الساحة الطلابية ، وخاصة في جامعة حيفا، لإدراك " الجبهة" بأنّ الغالبية الساحقة من الطلاب هم جليليون، وهناك تكمن قوة " الجبهة" قطريا، ولم تدلّ الإحصائيات قبل الانتخابات على ذلك، ولكن فاجأت " اقرأ" بالنتائج، لذلك لم يت مّ استعمال الخطاب الطائفي بشكل ملموس وجديّ إنما كان نقاشًا عابرًا، ليس بتلك الحدّة كما يتم استعماله في انتخابات بلدية الناصرة . الوضع مُختلف في جامعتي تل أبيب والقدس نسبة لنوعية الطلاب التي تختلف عن حيفا اجتماعيًا وجغرافيًا والتي من المفروض والطبيعي أن تؤشر بأن تحظى " اقرأ" على قوة أكبر، وبعد نتائج حيفا التي وضعت علامات استفهام امام " الجبهة" على قوة "اقرأ" حتى في حيفا. وأقول لهم من الآن: إياكم وإ عادة السيناريو في حيفا وزجّ الحركة الطلابية في هذا الخطاب الذي دمّر النسيج الاجتماعي في الناصرة والذي يخدم السلطة الصهيونية، فقط لأهدافكم الفئوية، والعار على من يقدم على ذلك.

نعيركم خطابنا القومي كي تستخدموه كما شئتم، إ ن كنتم فقدتم بوصلتكم السياسية أو استنتجتم الضعف في خطابكم، لكن الويل لكم ولنا إن استبدلتم خطابكم بالخطاب الطائفي الرخيص !

التعليقات