31/10/2010 - 11:02

معركة حياة أو موت../ حسن عبد الحليم

-

 معركة حياة أو موت../ حسن عبد الحليم
رُفع الستار عن أول دفعة من شهادات المسؤولين الإسرائيليين أو عما تيسر منها وما سمحت الرقابة بنشره بعد تصنيفه. وتشير شهادة شمعون بيرس، وهي أولى الشهادات التي رأت النور، إلى نمط التنصل من مسؤولية الشراكة في الحرب ودحرجة المسؤولية على الآخرين بالمصطلح الإسرائيلي.

الحرب التي أزالت الفروق بين اليمين واليسار وقرعوا جميعا طبول الحرب، أصبحت "عره" يتسابقون إلى تنظيف أياديهم منها، والإعلام الإسرائيلي الذي تجند للنفخ في مزمارها تحول إلى صياد جماجم على غرار أفلام الكاوبوي الأمريكية.

للتذكير فقط، لجان التحقيق والتقصي في واحة الديمقراطية لا تهدف إلى الكشف عن الجرائم التي مارستها الآلة العسكرية الإسرائيلية في لبنان ومعاقبة المجرمين، بل إلى معاقبتهم لأنه لم يتقنوا جريمتهم.

ظهر شمعون بيرس في شهادته كعادته؛ الحكيم الفهلوي الذي لا يقول بعد وقوع الحدث "قلت لكم" وكبير السبط الذي يترفع عن توجيه الانتقادات. وخلص الحكيم بعد أن غرق في التفكير مداعبا لحيته البيضاء الطويلة بيده إلى أنه "لو كان قرار الحرب متعلقا به لما خرج إليها".

ليس منذ وقت طويل.. منذ عدة أشهر فقط، وحينما كانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تدك المنازل فوق رؤوس ساكنيها في الجنوب اللبناني، انبرى الفهلوي معتبرا أن الحرب هي حرب وجود وأنها معركة حياة أو موت.

لم يستخدم بيرس حينذاك جملة "أن نكون أو لا نكون" التي جاءت على لسان هاملت أحد أبطال مسرحية شكسبير الشهيرة، لأنه لا يؤمن بها، وقال في إحدى خطاباته في الكنيست" يمكن ان نقول بيقين أن الملك لير لم يكن يهوديا. إذ لا يمكن ليهودي أن يسأل: نكون او لا نكون". ويعني أن اليهودي يقول فقط "نكون".

بغض النظر عن الخطأ في الخلط بين الملك لير وهاملت وترديد مقولة هاملت على لسان الملك لير بطل مسرحية أخرى، ليس هذا مهما، فالحكيم وكبير السبط أيضا يخطئ..

على ضوء شهادة بيرس، لا شك أن أولمرت سيسأل نفسه، وإن وجد الجرأة سيوجه لبيرس السؤال الذي يؤرقه: ماذا قصد بقوله أن "معركة إسرائيل مع حزب الله هي معركة حياة او موت". وهل لهذه الجملة معنى آخر سوى دعم الحرب وتأييدها واعتبار أن خيار اللاحرب غير وارد أصلا..

ستكون شهادة المسؤولين الإسرائيليين مسرحا لتراشق الاتهامات فيما بينهم ولتصفية الحسابات، ولا شك أنها ستكون مادة جيدة للمتابعة. وستكون الأكثر إثارة شهادة نالبيون بونابرت الصغير، عمير بيرتس، الذي تعهد أن يتذكر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله اسمه وبأنه لن ينساه أبدا..

ليس من الصعب التكهن من سيكون خالدا في الذاكرة وأي نكرة سيطويه النسيان.. اللهم إلا إذا حضر كمادة جيدة للطرائف والنكت والتركيبات الساخرة، إن اتسع المجال وسمح المزاج في واحة الديمقراطية التي يلبس فيها القاتل وجه الضحية..






التعليقات