31/10/2010 - 11:02

أكثر من 24 ألف طفل تعرضوا لحوادث في العام 2003 في إسرائيل/تقرير

أكثر من 24 ألف طفل تعرضوا لحوادث في العام 2003 في إسرائيل/تقرير
في كل عام، في كل صيف، وفي كل شتاء، يتم التحذير من على كل المنابر، من الحوادث البيتية، التي تعتبرالقاتل رقم واحد في المجتمع العربي، خاصة المجتمع العربي-البدوي في النقب. ولكن في كل عام، وفي كل فصل تعود مثل هذه الحوادث البيتية، لتعكر صفو العطلة ، وبدل ابتسامة الأطفال نرى دموعًا وحزنًا وشقاء – في حالة الإصابة بجروح صعبة، أو تعاسة وقبور صغيرة تنبش في مقابرنا، في حالة كون هذه الحوادث قاتلة.. وما أكثر هذه الحوادث.
في هذه الايام بدل ان نستعد وأطفالنا للعودة إلى المدارس، نجد أنفسنا نصلي بجانب أسرتهم في المستشفيات، علّنا نستطيع أن نرفع عنهم الألم، ولو بصلاة أو بشفاعة أو ببصيص من الأمل في عيوننا.
لا شك أنه لا يوجد أهل يحبون المكروه لأولادهم، ولكن عدم الحذر – وعدم اتباع المثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج" – يحول الأهل في معظم الحالات إلى شركاء في الأذى الذي أصاب أولادهم.
أمس الأربعاء أصيبت طفلة (أربع سنوات ونصف) من مدينة رهط بالنقب بصورة بالغة جدًا، بعد تناولها سم يستعمل لإبادة القوارض، كان موجود في متناول يديها في بيتها بالمدينة. وقد تم نقل الطفلة بواسطة سيارة الإسعاف إلى مشفى "سوروكا" في بئر السبع، حيث تم استقبالها في قسم الطوارئ ومن ثم نقلت إلى قسم العلاج المكثف بالمستشفى. وقالت الناطقة بلسان المستشفى، عيريت بيبي، إن الطفلة أصيبت بمادة "فوسفور عضوي" - أي المادة التي تستعمل لإبادة الفئران، ووصفت حالتها بأنها خطيرة للغاية.
قبل هذه الإصابة بيومين، أي يوم الاثنين، أصيب ثلاثة أطفال في الرابعة والخامسة والسادسة من أعمارهم في حادث دهس في مدينة رهط، وطفل رابع في السادسة من عمره في كفر مندا.
تجدر الإشارة إلى ان المواطنين في مدينة رهط، كما في سائر قرانا ومدننا العربية، يشتكون مرارًا وتكرارًا من السرعة الهائلة وعدم إنتباه بعض السائقين، إلى جانب عدم وجود أطر للأطفال، الذين يضطرون للعب في الشوارع، ما يعرض حياتهم للخطر. وبالرغم من أن بلدية رهط، على سبيل المثال، قامت مؤخرًا ببناء دوّارات لحث السائقين على تخفيف السرعة، إلا أن هذه الدوارات لا تشكل عائقًا امام هؤلاء الذين يعبثون بحياة الناس، ليس في مدينة رهط وحدها بل في سائر القرى والمدن العربية. هؤلاء الذين يطيب لهم الوقوف للحديث عن سهرة "الأمس" ليس على حواشي الطريق بل في وسط الشارع، وهؤلاء الذين يختصرون "الدوار" وبدل أن يحافظوا على القانون، الذي سن في الأصل للحفاظ على حياتهم، يقومون بتجازوه ليعرضوا حياة غيرهم ايضًا للخطر.
ونورد هنا بعض الحوادث البيتية التي وقعت في النقب، حيث أطفال القرى التي لا تعترف بها دولة إسرائيل هم أكثر الفئة السكانية إصابة. وقد أفادتنا بهذه المعلومات عزيزة أبو فريح، مركزة أمان الطفل (بطيرم) في بلدية رهط.
طفلة تبلغ العامين من عمرها أصيبت بحروق بعد سقوطها في "قدر" تم إعداد الطعام فيه. طفل آخر من تل السبع اصيب بحروق من إبريق شاي نزل للتو عن النار. طفل من كسيفة سقط عن الدرج حين كان يلعب مع أشقائه واصيب بجروح خطرة. طفل عمره خمسة أشهر من مدينة رهط سقط من بين يدي شقيقته التي احتضنته وأصيب بجراح. طفلة عمرها ثلاثة أعوام ونصف من قرية غير معترف بها طلبت من والدتها ان تعطيها ماء للشرب، وبسبب "إنشغال" الوالدة دخلت الطفلة إلى المطبخ وتناولت قنينة ظنت أنها تحتوي على ماء ولكنها كانت زجاجة نفط ما أدى إلى تسممها ونقلها للمستشفى حيث رقدت عدة أيام. طفل في السابعة تأرجح على بوابة بيته فسقطت البوابة على الطفل الذي نقل إلى مستشفى "سوروكا" وهناك فارق الحياة. طفل (عامان) من قرية غير معترف بها خرج إلى الساحة للعب ووجد قنينة وبدأ يشرب منها، وكانت هذه القنينة تحتوي على مادة السولار. كل ذلك إلى جانب نسيان الاطفال في سيارات الاهل مما أدى الى وفاتهم وغرق الاطفال في العطلة الصيفية.
هذه بعض الأمثلة من الحوادث البيتية التي تحصل عادة، وللاسف الشديد، في المجتمع العربي في النقب.
ومن المعطيات التي نشرت عن عدد الحوادث بين الاولاد، يتضح انه في السنة الماضية تعرض 24255 ولدًا، تراوحت أعمارهم بين 0 حتى 17 عامًا لحوادث مختلفة وان ثلثي هؤلاء الاطفال تتراوح أعمارهم بين 0 حتى 9 سنوات.
أما بخصوص حوادث الطرق فان الاحصائيات اشارت إلى انه في العام 2001 أصيب 868 ولدًا في حوادث طرق، قتل من بينهم 120. ويشار إلى ان 72% من المصابين باصابات خطيرة هم أطفال تتراوح اعمارهم بين 0 حتى 4 سنوات، و50% من بين هؤلاء الاطفال هم من الوسط العربي وهذا الامر مرتبط بالبنى التحتية السيئة في القرى والمدن العربية والتي تتضمن أيضًا الملاعب والشوارع.
يشار إلى أن لجنة "حقوق الطفل البرلمانية" عقدت يوم الاثنين جلسة خاصة بناء على طلب النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية، لبحث موضوع ازدياد نسبة الحوادث بين الاطفال.
وحضر الجلسة كل من رئيس اللجنة ميخائيل ملكيئور والنائب عبد المالك دهامشة. وشارك أيضًا ممثلون عن وزارة المواصلات والسلطة الوطنية للامان على الطرق ووزارة المعارف ونقابة الاطباء وممثلين عن جمعية (بطيرم)، ومجلس الطلاب القطري.
وقال بركة: "لا يمكننا الجزم بان هذه الجلسة ستوفر الحل الفوري لمشكلة الحوادث بين الاولاد ولكن حقيقة عقدها تساهم في طرح الموضوع بشكل جدي ومحاولة ايجاد الطرق والاساليب المناسبة لحل هذه المشكلة".
كما قال ان هنالك محاولة من الحكومة بأن تدحرج المسؤولية فيما يتعلق برفع الوعي في هذا الموضوع الى ابواب السلطات المحلية التي تعاني من اوضاع مأساوية وهي على حافة الانهيار، وهذا الامر غير مقبول لهذا فهنالك حاجة ماسة لان تقوم الحكومة بتحمل المسؤولية بالتعاون مع السلطات المحلية من اجل رفع الوعي في هذا الموضوع.
واقترح إصدار وثيقة لضمان الأمن للاولاد يوقع عليها أكثر ما يمكن من الأطراف الرسمية وغير الرسمية، من أجل ضمان المحافظة على سلامة الاولاد ومنع الحوادث.
وقالت ممثلة وزارة المواصلات والسلطة الوطنية للامان على الطرق إن المشاة والسائقين هم أحد الاطراف المتعلقة بحوادث الطرق، والاطفال بما انهم جزء من المشاة فانهم، أيضًا، سببًا في هذه الحوادث اذ ان طريقة تعاملهم مع الشارع مختلفة تماما حيث انه لا يمكنهم تقدير الخطر الموجود في الشارع بصورة دقيقة، مثل بعد السيارة عنهم وامكانية عبورهم للشارع بين السيارات بصورة آمنة، وبالنسبة للوسط العربي لا توجد ملاعب كافية او إنها موجودة بحالة يرثى لها من ناحية البنية التحتية والامان لهذا فان الملعب المتاح أمام الاطفال هو إما ساحة البيت التي تشكل أيضًا موقفًا لسيارات الأهل وأغراض أخرى وإما الشارع الذي لا يمكنه أن يكون ملعبًا نتيجة للاخطار التي تكمن فيه. وأضافت ممثلة وزارة المواصلات، "لهذا نرى ان هنالك حوادث بيتية كثيرة راح ضحيتها أطفال في ساحات بيوتهم بالاضافة الى ان الاولاد يقضون وقتا أكثر في العطلة خارج البيت وخارج أي إطار من الممكن ان يضمن سلامتهم، وان الضغط على السائقين نفسهم يكون أكبر في فصل الصيف".
أما بالنسبة للخطوات التي تقوم بها وزارة المواصلات لرفع الوعي في هذا الوضوع فقالت ان هنالك اجتماعات وندوات تعقد حول هذا الموضوع في المدارس المختلفة وتعاون مع شخصيات معروفة في مجال الرياضة ومجالات أخرى لشرح وتوعية الاولاد حول هذا الموضوع وهنالك ايضًا، أيام وندوات دراسية وجلسات تربوية تعقد في المدارس حول هذا الموضوع عدا عن البرامج المصورة التي تعرض في التلفزيون من أجل رفع الوعي لدى الاولاد.
وقالت ممثلة وزارة المعارف انه تمت إضافة ساعات اضافية أسبوعية في المدارس من أجل التوعية في موضوع حوادث الطرق وبناء برامج خاصة للاطفال في الصفوف الاولى والثانية الإبتدائية.
وتحدث كذلك مسؤول الامان القطري في وزارة المعارف، روتم زهافي، حيث قال "إن هذا الامر معقد ومركب وهنالك أنواع مختلفة من الحوادث منها الحوادث البيتية وحوادث الطرق والحوادث في المخيمات ويجب ان يعالج كل منها بطريقة مختلفة لهذا فان وزارة المعارف تقوم بالعمل على رفع الوعي في كل من الحوادث المذكورة عن طريق العمل على رفع الوعي لدى الاهل أولا وتقديم دورات تأهيلية لمديري المخيمات والذين يقومون بدورهم بتأهيل المرشدين في مخيماتهم هذا بالاضافة الى العمل على وضع مسؤولين عن الأمان في المدارس يتعاونون مع مدراء المدارس للحفاظ على أمن الطلاب".
وادعى زهافي انه بعد شهرين تقريبًا سيتم البدء بمشروع لتأهيل الحاضنات في رياض الاطفال وسيكون هناك تشديد على القرى والمدن العربية وذلك على خلفية المعطيات التي طرحت ولان هنالك حاجة ماسة للتشديد في رفع الوعي في المجتمع العربي بشكل خاص.
وقال حنانيا كوغن، مندوب جمعية "بطيرم"، إن موضوع رفع الوعي في هذا المجال هو أمر مهم جدًا وإن الجمعية تحاول إشراك أكثر ما يمكن من الجهات الحكومية وغير الحكومية التي تتابع هذا الموضوع والهدف من ذلك هو خلق أكثر ما يمكن من الدورات التأهيلية حول قضية الحوادث بين الاولاد، خاصة الحوادث البيتية التي تمس بالأطفال.
وقال ممثل وزارة الصحة إن كل نقاش يجري حول هذا الموضوع هو نقاش مهم يساعد على رفع الوعي وان هنالك طريقتين للحفاظ على سلامة الاولاد: الاولى، رعاية الاهل شخصيًا لكل ولد وهذا الامر ليس عمليًا لأن الاهل من الممكن ان ينشغلوا في أعمالهم، أما الثانية فهي إقامة أجسام وفعاليات مختلفة من أجل المحافظة على سلامة الاولاد ومتابعة هذه المشكلة لهذا فإن وزير الصحة يعمل على إقامة سلطة وطنية تضم كافة الاجسام والجمعيات التي تعمل في هذا المجال من أجل تطوير العمل فيه.
وقال ممثلو الطلاب انه يجب التشديد على تأهيل المعلمين والمرشدين في المدارس ليس للعمل في وقت الدوام الدراسي فحسب، إنما في الوقت الذي يتوجه فيه الطلاب الى البيت أيضًا، إذ انهم من الممكن ان يتعرضوا للكثير من الحوادث اثناء هذه الفترة. وأعطى ممثلو الطلاب مثالا على ذلك بانه في الوقت الذي تقوم به السلطة المحلية بتطوير شارع أو مشروع ما في البلدة، فإن هذه المواقع تكون في الغالب مفتوحة أمام الطلاب الامر الذي من الممكن أن يؤدي الى دخولهم لهذه المواقع وتعرضهم إلى حوادث كثيرة.
من جانبه، إقترح النائب عبد المالك دهامشة ان تقوم اللجنة بعقد جلسة خاصة لفحص الموضوع بشكل جذري في الوسطين العربي واليهودي المتدين (الحريديم).
وفي نهاية الجلسة قدم رئيس اللجنة ميخائيل ملكيئور تلخيصًا للجلسة جاء فيه ان اللجنة تبارك إقامة سلطة وطنية تعالج كافة القضايا المتعلقة بالحوادث التي يتعرض لها الاولاد وتكون مركزًا لكافة الاطراف التي تعالج هذا الموضوع.
كما ان اللجنة تؤكد على ضرورة إصدار الوثيقة التي تتعلق بسلامة الاولاد لضم أكثر ما يمكن من الجهات الرسمية وغير الرسمية للمساهمة في ايجاد الحلول لهذه المشكلة.
وجاء في التلخيص أيضًا، "يجب زيادة المواد الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة حول موضوع الحوادث بين الاولاد وخاصة في الوسط العربي والوسط اليهودي المتدين واللذان يعانيان من أعلى نسبة في هذه الحوادث".
وفيما يتعلق بموضوع القانون الذي يتعلق بأمن الاولاد في وسائل النقل، والذي لا يزال عالقًا منذ عامين، فان اللجنة تأخذ على عاتقها فحص هذا الموضوع والحث على التقدم فيه.


التعليقات