31/10/2010 - 11:02

إرتباك إسرائيلي و"ضياع الطاسة" في موضوع الجولان../ وليد أيوب

-

إرتباك إسرائيلي و

تتضارب الأنباء التي ترشح من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وتصل حد التناقض التام في كثير من الأحيان.. ففيما ادعت مصادر مقربة من أولمرت أن رئيس وزراء الدولة العبرية قد بعث برسالة بواسطة ألمانية وتركية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، يؤكّد فيها أن الحكومة الإسرائيلية على استعداد للتفاوض حتى إرجاع الجولان، فإن جهات سورية رسمية وعالية المستوى تنفي الأمر جملة وتفصيلا.

لكن هذا النبأ المشبوه الذي رشح، بقصد وسبق إصرار، على ما يبدو وعلى ما نرجّح، أثار وما فتئ يثير زوابع وعواصف تجدها حينا في فنجان عضو الكنيست هذا أو ذاك، وتجدها أحيانا لدى زعيم حزب يعمل بكل الجهد والخبث لإطاحة أولمرت وحزبه عن ريادة الدولة العبرية.

قي هذا السياق، فإننا نرجّح أن أولمرت إنما ابتغى من وراء الإيعاز بهذا التسريب، أن يفحص ردود الفعل في الشارع كما لدى السياسيين، لغرض فحص إمكانية النهوض بشعبيته من الحضيض الذي تهاوت إليه. فإذا ما لقي قبولا، يتصور رئيس حكومة إسرائيل أنه يستطيع أن يسجّل اسمه كأحد زعماء إسرائيل الذين تركوا بصمتهم على تاريخ إسرائيل ووجهتها.

لكن المرء لا ينام في المساء ضعيفا فيفيق صباحا ليجد نفسه عنترة العبسي. وإننا نتوقع أن يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بضب الخيوط التي نعف بها إلى الخارج ليستشف نبض الشارع ورأي وقوة الأحزاب الأخرى، وأن يلحس بصقته التي عادت غزيرة إلى لحيته.

إذ على المستوى الشعبي، حقّق سؤال التنازل عن الجولان السوري المحتل تأييد 10% من الاسرائيليين. أما على المستوى السياسي الحزبي، فقد هوجم أولمرت كما لم يهاجم من قبل، واتهمه البعض بأنه إنما يبغي المحافظة على كرسيه حتى بثمن التنازل عن الجولان، (عضو الكنيست أورليف من المفدال)، فيما اتهمه آخرون (زهافا غالؤون من حزب ميرتس) بأنه إنما يعمل جاهدا لصرف الأنظار عن خزيه وفشله الذريع في عدوانه على لبنان، حتى بثمن توزيع ونشر كذبة التنازل عن الجولان، حتى بات أمر تسليمه للمفاتيح أكيدا وبقيت المسألة قضية توقيت.

التعليقات