اكتشاف أرضية من الفسيفساء الملون عمرها 1800 عام بسيناء

أعلنت وزارة الثقافة المصرية، اليوم الاربعاء، اكتشاف قطعة من الفسيفساء ترجع الى القرن الثاني الميلادي مصنوعة من عدة خامات وتتألف من عشرة ألوان في شبه جزيرة سيناء.

وقال المجلس الاعلى للاثار بمصر في بيان ان البعثة المصرية البولندية العاملة في منطقة اثار مدينة الفرما (بلوزيوم حسب التسمية اليونانية) القديمة بشمال غرب سيناء على بعد حوالي 25 كيلومترا شرقي قناة السويس اكتشفت أرضية من الفسيفساء ملونة بعشرة ألوان أثناء أعمال التنظيف الاثري لمنطقة المسرح الروماني.

وقال الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس ان هذه القطعة تعد من أجمل قطع الفسيفساء التي تم الكشف عنها حتى الان في هذه المنطقة حيث انها "صورة حية من مناظر الطبيعة".

وأضاف أن طول هذه القطعة يبلغ تسعة أمتار وعرضها 15 سنتيمترا وهي مصنوعة من الزجاج والفخار والحجر الجيري والرخام وتشير الدلائل الى أنها ترجع الى القرن الثاني الميلادي وأنها جزء من أرضية أحد المباني الملحقة بمسرح بلوزيوم المشهور في تلك الفترة.

وأشار الى العثور على عدد كبير من القطع الحجرية الصغيرة التي يرجح أنها كانت تذاكر لدخول المسرح في العصر الروماني الذي بدأ في مصر عام 30 قبل الميلاد.

وقال حواس ان فريق ترميم مصريا يعكف الان على ترميم "هذه القطعة الفريدة تمهيدا لرفعها وعرضها في متحف العريش القومي في الصالة المخصصة لعرض أرضيات الموزايكو (الفسيفساء) المكتشفة بشمال سيناء."

وسبق الكشف عن خمس أرضيات أخرى من الفسيفساء في منطقة حمامات بلوزيوم والشيخ زويد بشمال سيناء.

ونقل البيان عن رئيس البعثة المصرية الاثري محمد عبد المقصود قوله ان اكتشاف هذه القطعة تم أثناء ترميم أجزاء من المسرح الروماني الذي "تم تدميره أثناء الاحتلال الاسرائيلي لسيناء بعد عام 1967."

وأضاف عبد المقصود الذي يشغل منصب مدير عام اثار الوجه البحري ومنطقة سيناء أن مسرح بلوزيوم من أكبر المسارح الرومانية في مصر حيث كان يبلغ طول خشبته 110 أمتار وورد رسم له على أرضية من الفسيفساء اكتشفت في الاردن وكان مبناه من الطوب الاحمر ومدرجاته من الطوب اللبن المغطى بطبقة من الرخام الابيض كما كان مزودا بأعمدة من الجرانيت عددها 28.

وقال البيان ان منطقة بلوزيوم "هي بوابة مصر الشرقية" حيث شهدت صراعات وحروبا فمنها دخل جيش الملك الفارسي قمبيز ليبدأ الاحتلال الفارسي لمصر طوال فترة حكم الاسرة السابعة والعشرين (525 - 404 قبل الميلاد) كما نفذ منها عمرو بن العاص على رأس الجيش العربي الذي دخل عاصمة البلاد في بداية عام 641 ميلادية.

وقال البيان ان مدينة بلوزيوم كانت في العصرين اليوناني والروماني أحد ثلاثة مراكز قانونية بجانب مدينتي الاسكندرية ومنف حيث كانت تضم سجلات المحاكم.