31/10/2010 - 11:02

البترا الموقع العربي الوحيد المنافس على موقع في قائمة عجائب الدنيا..

-

البترا الموقع العربي الوحيد المنافس على موقع في قائمة عجائب الدنيا..
اشتدت حمى التنافس بين الدول المرشحة للحصول على موقع على قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، وذلك في أكبر اقتراع دولي تشارك فيه جميع دول العالم، فيما لم يتبق سوى 37 يوماً على الاعلان عن النتائج المقرر في تموز المقبل.

والبترا، المدينة المنحوتة في الصخر جنوب الأردن، هي الموقع العربي الوحيد الذي ينافس 20 موقعاً أثرياً وسياحياً ضمن قائمة الترشيحات، بعد تزكية الأهرامات، باعتبارها الموقع الوحيد الباقي من قائمة العجائب القديمة.

وينافس الأردن والذي لا يتجاوز عدد سكانه 5.5 مليون نسمة دولاً يصل تعدادها السكاني الى اكثر من مليار نسمة، مثل الصين واليابان والهند، بالاضافة الى منافسة كل من الولايات المتحدة وايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليونان.

وقال وزير السياحة والآثار اسامة الدباس ان أهمية هذه المسابقة تكمن بكونها اعترافاً عالمياً موثقاً بأهمية البترا وأثرها كموقع حضاري تراثي وعالمي، علاوة على التغطية الاعلامية الكبيرة المرافقة لهذه المسابقة على المستويين الدولي والمحلي.

وحسب الدباس فإن انعكاسات ايجابية كبيرة ستنعكس على القطاع السياحي بشكل خاص، والاقتصاد الوطني بشكل عام، في حال فازت البترا بأحد المراكز السبعة النهائية، كما إن أعداد السياح الزائرين للمملكة وللبترا مرشحة للارتفاع، مما يعني زيادة الدخل الوطني المتأتي من السياحة، وإزدياد فرص العمل الناجمة عن النشاط السياحي، فضلاً عن الاشارة للأردن كحاضن لهذا الموقع التراثي العالمي في أية تقارير إعلامية عالمية.

وتنفذ وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة منذ بداية العام الحالي خطة عمل شاملة وطويلة الأمد، هدفت الى تعريف الجمهور بالمسابقة وتشجيع المواطنين على التصويت لدرّة السياحة الأردنية لضمان نجاحها في الوصول الى الموقع الذي تستحقه بين عجائب الدنيا السبع الجديدة. وأطلقت محلياً حملة وطنية شاملة للتوعية بالمسابقة واهميتها، كما أطلقت حملة دولية على مسار مواز بواسطة مكاتب تمثيل الهيئة والسفارات الاردنية في الخارج.

ودعا الدباس المواطنين الأردنيين والعرب للتصويت للمدينة الوردية لزيادة عدد المواقع العربية الموجودة على قائمة العجائب، مشيراً الى ان الحملة التي أطلقت هي حملة وطنية وعربية في آن واحد، وان وقوف العرب الى جانب الأردن سيعوض الفرق في التعداد السكاني بينه وبين غيره من الدول المتنافسة.

وأشار مدير عام هيئة تنشيط السياحة بالوكالة ميشيل نزال إلى أن مدينة البترا تشهد حركة سياحية نشطة خلال هذه الفترة مما ادى الى زيادة اعداد الزوار بما يقارب 12% ، مشيرا ان بإمكان المدينة استيعاب أضعاف هذا العدد من السياح وهو ما يأمل الأردن الوصول اليه في حال الفوز بموقع في قائمة العجائب الجديدة.

وقال نزال إن القطاع السياحي يعد من أهم أركان الاقتصاد الأردني كونه أكبر قطاع تصديري في المملكة، وثاني أكبر موظف للعمالة في القطاع الخاص، وثالث أكبر مصدر للنقد الأجنبي، موضحاً أن الهيئة تقوم سنوياً بإطلاق خطط ترويجية للمساهمة في زيادة اعداد السياح العرب والأجانب القادمين للأردن، والترويج لمناطق الجذب السياحي في المملكة.

وبلغ عدد زوار مدينة البترا في الربع الأول من هذا العام 100.6 ألف بنسبة زيادة مقدارها 12% عن العام الماضي.

ووقف الأردنيون خلف مدينتهم الوردية، حيث نظمت العديد من الفعاليات لحشد التصويت للبترا من مختلف الجهات والقطاعات، وقام التلفزيون الأردني بتخصيص يوم تليثون تم تصويره من موقع البترا لتحفيز الناس على التصويت سواء من داخل الأردن أو خارجه.

وبهدف الترويج للسياحة في الأردن وحشد التصويت للمدينة الوردية المشاركة في مسابقة عجائب الدنيا السبع، قامت وزارة السياحة والآثار بتخفيض رسوم الدخول الى مدينة البترا لتصبح دينارا واحدا بدلا من 21 دينارا ولاربعة شهور خلال الفترة ما بين بداية شهر حزيران وحتى نهاية شهر ايلول من العام الحالي.

يذكر ان جميع عجائب الدنيا القديمة انتهت أو دمرت ولم يبق منها الا الأهرامات، فيما بدأت مؤسسة سويسرية بقيادة حملة عالمية لاختيار سبع عجائب جديدة، إذ أنه بعد مرور أكثر من 2500 عاماً على اختيار قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة، والتي تضم حدائق بابل المعلقة، وهيكل أرتيمس، وضريح موسولوس، وتمثال رودس، وتمثال زيوس، ومنارة الإسكندرية، وهرم الجيزة الأكبر في القاهرة. وكانت عملية اختيار العجائب قد خضعت لثلاث مراحل واعتمدت على آلية مشاركة أكبر عدد ممكن من الأفراد في مختلف أنحاء العالم لتحديدها.

وتعد مدينة البتراء من أهم المواقع الأثرية ليس في الأردن فحسب بل ايضا في العالم بفضل عبقرية العرب الأنباط، الذين حفروا مدينتهم في بطون الجبال الصخرية ذات اللون الأحمر الوردي.

وتعرف البتراء باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد والتي تتوهج وتتورد تحت أشعة الشمس. كما تتميز البتراء بروعة جمالية ودقة هندسة فن النحت والعمارة النبطية التي تمكنت من استيعاب الطرز المعمارية الفريدة التي تمثل الحضارات الأخرى السائدة في تلك الفترة كالحضارة المصرية والآشورية واليونانية.

وتتميز البتراء بأنها مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل المعالم الأساسية للمدينة من الخزنة ( بيت الحكم) إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة إلى المحكمة وأماكن العبادة وحتى بيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي.

كما تتميز البتراء بنظامها المائي الفريد، إذ تتوزع فيها أقنية مبنية بشكل هندسي يضمن انسياب الماء بفعل الجاذبية من منابعه وعيونه إلى كافة المناطق الحيوية في المدينة، عدا عن نظام تصريف مياه الأمطار الذي يحمي المدينة وسكانها من الفيضانات المفاجئة. ولا تنتهي قائمة الصفات التي تؤهل درة التاريخ والحضارة لتكون من عجائب الدنيا السبع الجديدة فكل شبر منها يحكي قصة أكبر، إذ يقول أصحاب الشأن من المعنيين بآثار البتراء أن ما اكتشف منها حتى يومنا هذا لا يزيد عن 15% فيما لا تزال 85% من غرائبها وأسرارها مجهولة حتى وقتنا هذا.

تجدر الإشارة إلى أن هيئة تنشيط السياحة تأسست عام 1998 كهيئة مستقلة شراكة عامة-خاصة بهدف توظيف استراتيجيات التسويق لترويج الأردن كعلامة سياحية بارزة ووجهة متميزة في أسواق السياحة العالمية. حيث تم اعتماد الاستراتيجيات لعكس صورة الأردن كمنتج سياحي يتمتع بالأبعاد الحضارية الطبيعية والدينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة و المتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم.

إلى جانب إستراتيجيات التسويق التي اعتمدتها هيئة تنشيط السياحة لتحقيق أهدافها، قامت الهيئة بإطلاق خطط وبرامج ترويجية تشمل تعزيز المشاركة الايجابية في المعارض وورشات العمل والجولات السياحية التجارية والفردية وجولات التعريف بالمناطق السياحية وجولات الصحافة والإعلاميين، إلى جانب إنتاج المنشورات والمواد الترويجية متعددة الوسائط والعلاقات الإعلامية. ولتحقيق أهدافها توظف هيئة تنشيط السياحة خدمات مكاتبها المنتشرة في أوروبا وأمريكا الشمالية والتي يبلغ عددها أحد عشر مكتباً.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الالكتروني: www.visitjordan.com


التعليقات