31/10/2010 - 11:02

الجراد يجتاح النقب باتجاه وسط إسرائيل!

ملايين حشرات الجراد هاجمت أيلات، صباح اليوم (الأحد)، في وقت تحاربه فيها الطائرات بالمبيدات..

الجراد يجتاح النقب باتجاه وسط إسرائيل!
استمرت أسراب الجراد ظهر اليوم في بسط سيطرتها على جنوب إسرائيل، حيث وصلت مجموعات منها إلى مدينة أوفكيم وقرية سديه تيمان وكيبوتس اوريم، الواقعة في النقب الغربي. وجاء ذلك الاجتياح بعد أن قضت أسراب الجراد على الكثير من الأخضر في مدينة ايلات، وقامت بزيارة لمستشفى "يوسيفتال" في المدينة.

وكان سرب من الجراد – الذي يتحرك مسافة عشرين كيلومتر في الساعة تقريبًا - وصل ساعات الظهر إلى القرى الزراعية في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، التابعة للمجلس الإقليمي اشكول في النقب الغربي. وكانت أكبر كمية من الجراد وصلت إلى موشاف "يافول" وكمية أخرى من الجراد وصلت إلى تلمي يوسيف وكذلك حقول "سديه نيتسان".

وبدأ المزارعون في المنطقة التي وصلت إليها أسراب الجراد برشها بالمبيدات الكيماوية بصورة شخصية. وقد تم استدعاء رجال خدمات الحفاظ على النبات في وزارة الزراعة إلى المكان، ومن المتوقع أن تقرر الوزارة في ساعة متأخرة من هذه الليلة أو صباح غد الأثنين، رش الجراد من الجو.

وتجول رئيس المجلس الإقليمي اشكول، أوري نعماتي، في المنطقة التي حطت فيها أسراب الجراد، وقال ان الحديث ليس عن كمية كبيرة من الجراد، معبرًا عن أمله في أن لا تستمر أسراب الجراد في الوصول إلى المنطقة التي تعتبر غنية جدًا بالزراعة.

وأضاف نعماتي، "إن المجلس الإقليمي اشكول هو أحد المراكز الأساسية في إسرائيل في مجال الزراعة، حيث يتم زراعة نصف منتوج البطاطا وكميات كبيرة جدًا من الخضروات والازهار وكذلك الحمضيات والفواكه في مساحات مفتوحة، من الممكن أن تصاب من الجراد". وأكد نعماتي ان عدم علاج "ضربة الجراد" سيؤدي غلى أضرار اقتصادية لا يمكن حصرها.

أما رئيس جمعية "حيفل شالوم" (قطاع السلام)، ايلي كوهين، فقال انه من السابق لأوانه الحديث عن أضرار للمزارعين، وبعد رحيل الجراد فقط بامكاننا الحديث عن مثل هذه الأضرار.

وكانت أسراب كبيرة من الجراد اجتاحت، صباح اليوم، مدينة ايلات، جنوبي اسرائيل، في وقت تواصل فيه طائرات وزارة الزراعة الإسرائيلية منذ ساعات الصباح رش المبيدات الكيماوية، في محاولة لوقف زحف الجراد على المدينة ومناطق اخرة في جنوب اسرائيل. وكان الرادار التابع لقاعدة سلاح الجو "رامون" المحاذية لمتسبيه رامون في الجنوب، تحولت إلى "راصدة جراد" حيث نقلت القوات العسكرية المعلومات عن أسراب الجراد المتوجهة من جنوب سيناء المصرية إلى إسرائيل.

وكانت اسراب من الجراد قد زحفت إلى منطقة وادي تسين والبحر الميت أمس.

وأعربت أوساط في وزارة الزراعة عن خشيتها من أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى قدوم أسراب جديدة من الجراد الليلكي الذي يعتبر خطيرًا، وله تداعيات سلبية جدًا على المحاصيل الزراعية.

وكانت وزارة الزراعة بدأت صباح أمس (السبت) برش مبيدات كيماوية، بواسطة طائرات رش، على أسراب الجراد التي غزت النقب الجنوبي يوم أمس الأول الجمعة. وقال مزارعون في النقب الجنوبي، "شعرنا بتحسن الوضع بعد عمليات الرش هذه".

وقالت مصادر إسرائيلية ان وزارة الزراعة في اتصال مستمر مع السلطات المصرية، لمعرفة ما إذا كان هناك "غزو" من قبل أسراب الجراد الذي كان هاجم المغرب العربي، قبل أن يصل إلى مصر في طريقه إلى جنوب إسرائيل.

ويتضح من المعلومات المتوفرة لدى وزارة الزراعة الإسرائيلية، أن مجموعات الجراد التي بدأت عمليات الغزو أمس الأول الجمعة، طالت منطقة كيرم شالوم في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، وكاديش بارنياع ومنطقة "ايالوت" شمالي ايلات.

وكانت أسراب من الجراد هاجمت بعد ظهر أمس الأول (الجمعة) مزارع "نيتسانا" و"كاديش بارنياع" جنوبي النقب، حيث انتشر فوق الزراعات والدفيئات.

وقد أقام المجلس الإقليمي رمات هانيغف غرفة طوارئ، وبالتالي أقامت وزارة الزراعة غرفة طوارئ هي الأخرى.

وأعلنت وزارة الزراعة عن حالة الطوارئ في أعقاب "الهجوم الجوي" الذي تقوم بها أسراب الجراد. ويبدو أن مجموعات الجراد جاءت من شبه جزيرة سيناء المصرية.

وقال رئيس خدمات الدفاع عن النبات في وزارة الزراعة، إلداد لانديس، أنه تم منذ يوم الجمعة توزيع المبيدات على المزارعين في النقب الجنوبي، وتم توزيع نشرة إرشادية لهم حول كيفية مكافحة الجراد. فيما تحول الجراد الذي تم "القبض" عليه من قبل العمال التايلنديين الذين يعملون في مزارع النقب الجنوبي، إلى وجبه عشاء فاخرة، حسب المفهوم التايلندي أيضًا. وقال أحد العمال التايلنديين، "مذاقها كالفشتق الحلبي"، وهو يلتهم جرادة كان التقطها قبل لحظات.

وقال رئيس المجلس الإقليمي رمات نيغف، شموئيل ريفمان، "بعد أيام فقط يستطيع المزارعون معرفة الخسائر الناتجة عن أسراب الجراد". وزعم ريفمان أن السلطات المصرية لم تتخذ وسائل الوقاية اللازمة لمنع الجراد من الانتقال إلى إسرائيل، في حين لا يعرف أحد فيما إذا كان هناك غزو آخر في طريقه إلى النقب الجنوبي.

وكانت مجموعات محدودة من الجراد وصلت يوم الخميس في محافظات الإسماعيلية‏‏ والسويس‏‏ والفيوم‏‏ وشمال سيناء‏ والشرقية حيث انتشر فوق الزراعات‏‏ وأشجار الفاكهة‏ والحدائق في حين اختفي من سماء القاهرة.

ونشرت وزارة الزراعة المصرية فرق المكافحة في القرى‏ والمدن‏‏ والمناطق الجبلية‏‏ ومناطق الحدود الإدارية بين المحافظات لمقاومة الجراد‏ والقضاء عليه ليلا،‏‏ وحثت المواطنين على التزام الهدوء‏ وعدم اللجوء إلي إحراق القش أو الإطارات أو الطرق على الأواني المعدنية لأنها تشتت الجراد ولا تقضي عليه‏.‏

التعليقات