31/10/2010 - 11:02

الرقم بـ 63 صوتًا/ عوني بنا

الرقم بـ 63 صوتًا/ عوني بنا
عادة، في أيّة صفقة بيع أو شراء بين تجار، أول ما يطرح هو الاستفسار عن سعر السلعة وما إذا كان "كوليل ماعام؟" (أي يشمل ضريبة القيمة المضافة الحكومية). أمّا نحن في الانتخابات التي تشارك فيها الجبهة "الديمقراطية"، نسأل الجبهة عند إعلان النتائج عمّا إذا كانت "كوليل زيوف؟" (تشمل ضريبة القيمة المضافة الجبهوية).
بعد شكوكنا على مدى سنوات طويلة أطلّت علينا "الجبهة" مثل "أبو الحروف- صيف 2008" ووضعت الحروف على النقاط، ووضّحت أنّ التساؤل لا يكمن فيما إذا كانت "الجبهة" قد زيّفت أم لا، إنما السؤال، ما هو حجم ضريبة القيمة المضافة الجبهوية؟

إذ تثبت الجبهة "الديمقراطية" أنّ لا شيء يستحيل عندها، فقد تم ضبط أحد قاداتها في انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، يسرق مغلفات وبطاقات اقتراع صالحة للتصويت. وهي خطوة تعلن الجبهة بها أنّ لا قومجيّة غيرها عندما يتحول إطارها إلى قومية الكادر يجب نصرتها بكافة الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، حتى التزييف والسّرقة، لتتحوّل "الجبهة" إلى غاية والطلاب إلى مجرّد وسيلة.

فلا أصوليّة غير "الجبهة" عندما لا تحترم العملية الديمقراطية ولا تقبل الغير ولا خيار الطالب، وتقطع جميع الخطوط الحمراء التي تفصلنا عن العهر السياسي عندما تعترف وتوقع على بيان لجنة الانتخابات، تقرّ بسرقة عضو كادر "الجبهة" لمغلفات صالحة للاقتراع، وتتصرف بمسلكيات العهر في اليوم التالي عند إصدارها بيانًا تستنكر فيه موقف "التجمع" و"إقرأ" و"القلم" وتكذّب عملية السرقة التي هي ذاتها أٌقرّت بها. فيتضّح أن كلّ ذلك لأنّ توقيع وإقرار "الجبهة" بالتزييف كان مرهونا بتخفيض العقوبة على عملية السرقة، من 70 صوتا إلى 7 أصوات. فينتج أنّ تسعيرة الرقم عند الجبهة 63 صوتا، فهَلمّوا بجماهيركم!

وبما أنّه لا أحد يعرف ما هي النتيجة من دون الضريبة الجبهوية سوى "الجبهة" نفسها، والله العليم، فسوف أتطرّق إلى نتائج الإنتخابات في جامعة حيفا، "كوليل زيوف!!". في نظرة أولية للنتائج، وبعد انتهاء الحفلة الإعلامية لكلّ حزب بهدف تجميل صورته وحفظ ماء وجهه، يجب علينا قراءة فرز النتائج بحسب توزيع الأصوات. فمن خلال المقارنة بين نتائج هذا العام (من مجمل 1320 صوتا: 275 للتجمع، 424 للجبهة، 412 لأقرأ، 130 لأبناء البلد و55 للقلم) وما بين نتائج العام الماضي (من مجمل 1459 صوتا، 316 للتجمع، 505 للجبهة، 452 لأقرأ و63 لأبناء البلد)، نجد أنّ نسبة "التجمع الطلابي" من المجمل في العام الماضي، وهذا العام لم تتغير، إذ بقيت (21%)، وكذلك نسبة "إقرأ" لم تتغير (31%)، أما نسبة "الجبهة" فقد انخفضت من (35%) في العام الماضي إلى (32%) هذا العام، أي (3%) هبوط. ومن هنا نستنتج النقاط التالية:-
أولا، رغم خوض قائمة جديدة وتمثيل حركة "أبناء البلد" بمقعد، على عكس العام الماضي، فإنّ "التجمع الطلابي" حافظ على قوّته وأسكت آخرين زايدوا وراهنوا عليه وحلموا بضعفه.
ثانيًا، دحض كافة ادعاءات الجبهة "الطلابية" بأنّ لجنة الطلاب العرب والاتحاد القطري كانا خاملين طوال العام وكان الائتلاف فيهما فاشلاً، نؤكّد للجميع، الائتلافان كانا ناجحين من خلالهما انطلقت عملية احياء الحركة الطلابية بعد تغييب واحتكار الجبهة لها، وخير دليل على ذلك، منح الطلاب العرب ثقتهم بنفس النسبة لـ "التجمع الطلابي" و"إقرأ" (52% من مجمل الأصوات) عن العام الماضي.
ثالثُا، الجبهة "الطلابية" هي الجسم الوحيد من بين الأجسام الخمسة التي خاضت الانتخابات والذي انخفضت نسبته مقارنة بين العامين، وتستكمل مسيرة هبوطها منذ خمسة أعوام بالانخفاض في كل عام بما يعادل 90 صوتا.
رابعًا، حصل "التجمع الطلابي" على ثلاثة مقاعد بنزاهة وكرامة وعزّة، على عكس آخرين؛ فكلّ مقعد جاء بالزور لا يُعوّل عليه.

برؤية أوسع لحساب النتائج وفرزها على أساس التيارات السياسية الثلاثة التي تمثل شعبنا (التيار الوطني والقومي المتمثل بـ "التجمع" و"أبناء البلد" الحاصل على (31%) من الأصوات؛ التيار الإسلامي المتمثل بـ "الحركة الإسلامية" الشمالية و"الحركة الإسلامية" الجنوبية الحاصل على (35%) من الأصوات؛ والتيار الشيوعي الاسرائيلي متمثلا بـ "الجبهة الطلابية" الحاصل على (32%) من الأصوات، طبعًا يشمل ضريبة القيمة المضافة الجبهوية (الغير معروف مقدارها)، فنجد أنّ شعبنا (وفق عيّنة الطلاب)، يتمثل في التيارات الثلاثة على التساوي؛ وأثبتت النتائج عام تلو الآخر، أن التيار الشيوعي الاسرائيلي يضعف باستمرار أمام الطرح القومي الذي نطرحه، الأمر الذي استنتجته الجبهة "الديمقراطية" ويدفعها إلى التقرّب بشكل تدريجي إلى الخطاب القومي وتخلّيها عن الخطاب الشيوعي الاسرائيلي، فنراهم تخلّوا عن رفع الأعلام الاسرائيلية في أول أيار، واستخدامهم مصطلحات كـ"الفلسطينيين في اسرائيل" على عكس مصطلحاتهم السابقة التي كرّست الأسرلة في المجتمع كـ"الجماهير العربية في اسرائيل" و"دولتين لشعبين" والخ.. فلا يعوّل على عودة الجبهة إلى رشدها في زمن ازدواجية المعايير، ما بين الاسرائيلي والغير اسرائيلي.

وحدة الطلاب العرب والائتلاف الشامل هو الضمان الأكبر لاستمرار عملية احياء الحركة الطلابية التي انطلقت العام الماضي، فمن هنا ندعو كافة الكتل الطلابية إلى الائتلاف الشامل لنستمر سوية ونحيي الحركة الطلابية بعد تغييبها سنين طويلة.


التعليقات