31/10/2010 - 11:02

القاهرة ... بيروت / أحمد أبو حسين

القاهرة ... بيروت / أحمد أبو حسين
هناك في القاهرة، يتحاور الفلسطينيون برعاية مصرية أو على الأصح في أجواء لا تخلو من مخاجلات وإحراجات للوصول الى نقطة التسوية ضامنة التهدئة وحافظة ماء الوجه للجميع، كل على طريقته، طرف يبحث عن النقطة كضمانة فلسطينية لاستكمال صورة الحالة والتعايش معها وآخر يرى ضرورة استراحة المحارب تجنبا السقوط في الهاوية، وآخر يبحث عن ترتيب البيت وبناء المؤسسات وتعميق الديمقراطية ومنع فوضى السلاح خوفاً من الإنزلاق.

تتعدد الإدعاءات المندرجة تحت "فهم المرحلة والمهمات المستقبلية" وإعطاء كل ادعاء شرعية في إطار الإنسياق...
ليس الحوار في القاهرة من أجل الإستقلال والسيادة ولا هو حوار بين فصائل حركة التحرر الوطني الفلسطيني، بقدر ما هو مفاوضات بين السلطة وقوى المعارضة، إنه حوار ضروري للوصول الى نقطتي التسوية والإلتقاء، كما أسلفنا، لاجتياز حاجز مرحلة.

قد نرفض المرحلة لكننا لا نستطيع أن لا نتحاور أو نختلف، يقولون الإختلاف لا يفسد للود قضية...

وهناك في بيروت العاصمة، يحتاج "الموالاة" والمعارضة، والشارع في حالة الإحتقان والغليان، إلى البحث، الآن وليس غداً، عن نقطتي التسوية والإلتقاء حفاظاً على البلد والناس وخوفاً من التدحرج إلى ما يصبو إليه أعداء لبنان وفلسطين والأمة العربية.

الحوار مهم، والإحتكام الى الشارع في بعض الأحيان ووفق المعايير مهم ايضاً، وما رأيناه في لبنان من مشاهد التظاهرات والشعارات دليل على ارتفاع مستوى المشاركة السياسية ومؤشر على ديمقراطية وعروبة البلد.

تعوّد العرب أن يكونوا في حالة انتظار... لكن اسرائيل في هذه المرحلة بالذات تبدو خائفة من حوارات الفلسطينيين واللبنانيين ومن المشاهد الديمقراطية المفاجئة دون عنف كما "تتخيل" العرب، وهي في حالة انتظار إنفجار في بيروت والقاهرة على أحر من جمر...

لذلك لا طريق أمام هذه المراهنة الإسرائيلية المحسوبة أمريكياً، سوى عودة الروح والعقل والإتفاق لمفاجأة المتربصين للأمة.

التعليقات