31/10/2010 - 11:02

باحث: أمريكا سطت على مخطوطات عراقية منها لفائف لاسفار التوراة

باحث: أمريكا سطت على مخطوطات عراقية منها لفائف لاسفار التوراة
قال خبير في المخطوطات العراقية ان مسؤولين أمريكيين نقلوا الى بلادهم مجموعة من المخطوطات العراقية منها لفائف جلدية لاسفار التوراة بعد سقوط بغداد في ابريل/ نيسان 2003 غير مبالين بتحذيرات العراقيين من سعي اسرائيل لحيازتها.

وقال أسامة ناصر النقشبندي ان القوات الامريكية عثرت بعد احتلال بغداد على كمية من المخطوطات والكتب منها لفائف جلدية لاسفار التوراة موضوعة داخل اسطوانات خشبية في أحد مخازن جهاز المخابرات السابق "فاستولت عليها ووضعتها في شاحنة كبيرة مكيفة."

وأضاف النقشبندي الذي تولى منصب مدير عام المخطوطات العراقية منذ تأسيسها عام 1988 حتى عام 2002 أن خبراء من دار المخطوطات والمتحف العراقي قدموا تقريرا الى هيئة الاثار شدد على أنها "مواد تراثية يشملها قانون الاثار ويجب أن تسلم الى هيئة الاثار والتراث" ولم يبال بهم أحد.

وقال في دراسة عنوانها (استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 - 2003) ان ممثل وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الدكتور اسماعيل حجارة "وهو أمريكي الجنسية أرسل من أمريكا للاشراف على هيئة الاثار والتراث كان وراء نقلها الى أمريكا فحاولت اقناعه بعدم الموافقة لان اسرائيل تسعى للاستحواذ على الاسفار اليهودية منذ السبعينيات وهي بأقلام مشاهير الخطاطين اليهود في بغداد فلم يكترت.

"ونقلت هذه المجموعة خلسة الى نيويورك."

ونشرت الدراسة في العدد الجديد من مجلة (تراثيات) نصف السنوية التي يصدرها مركز تحقيق التراث في دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة.

وقال النقشبندي ان لجنة من الخبراء شكلت قبل الحرب بعامين واستلمت مخطوطات الجامعات العراقية والمجمع العلمي العراقي والمكتبات المركزية "ونقلت الى دار المخطوطات في بغداد ثم تم اخلاؤها الى الملجأ الذري المحصن والمزود بأجهزة تكييف مناسبة."

ومضى موضحا أنه قبل شن الحرب بأربعة أشهر نقلت المخطوطات المتبقية في الدار وعددها 37 ألفا الى الملجأ بعد رزمها بصناديق حديدية واعداد قوائم من ثلاث نسخ بمحتويات كل صندوق.

وقال النقشبندي ان 1600 من المخطوطات "النفيسة والنادرة والفريدة" الخاصة بالرئيس العراقي السابق والتي تعود الى فترات تاريخية قديمة كانت محفوظة في متحف الهدايا في مقر الرئاسة تم نقلها قبل الحرب الى احدى قاعات الملجأ "وتم انقاذ هذا الكنز من المخطوطات من السرقة والنهب أثناء الحرب بعد أن تعرض متحف الهدايا للنهب والسرقة بعد سقوط النظام."

وأضاف أنه بعد مرور شهر على نقل لفائف التوراة الجلدية الى أمريكا "طلب مني الكولونيل مكدونس قائد مفرزة القوات الامريكية التي أرسلت لحماية المتحف العراقي بعد أن نهب الكشف على المخطوطات الموجودة في الملجأ فطلبت منه حضور بعض الفضائيات العربية والاجنبية لتصوير عملية فتح الملجأ والكشف عن صناديق المخطوطات المحفوظة فيه. واطلعوا على الكمية الهائلة من المخطوطات.

"تم تصوير بعضها للتأكد من أنها مخطوطات وليست صورايخ أو ما شابه ذلك لحماية الملجأ من التعرض للدمار."

وروى النقشبندي كيف استطاع الاهالي بحس فطري واع التصدي لمحاولات الامريكيين شحن المخطوطات بعد أن أوضح لهم أنها "تمثل تاريخهم وتراثهم الفكري والحضاري ومن بينها مصحف كريم نسبت كتابته للامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهاجت الجموع وبدأوا بالاحتجاج والهتاف."

وقال ان الكولونيل أصر على نقل هذه المخطوطات التي تبلغ نحو 50 ألفا الى مقرهم وعجز خبراء المخطوطات العراقيون عن منعه وأحضر الامريكيون خمس شاحنات كبيرة وعددا من الدبابات والاليات العسكرية وعشرات الجنود الامريكيين وأمام الملجأ تجمع مئات العراقيين "وأبدوا معارضتهم لتسليم المخطوطات الى الامريكان فعرض الكولونيل مبلغ خمسة دولارات لكل شخص يشارك في نقل صندوق فرفض المواطنون."

وأضاف أن العراقيات كن يصرخن من شرفات المنازل ويبدين معارضتهن "فغضب الكولونيل من ذلك (الاحتجاج الشعبي) وقام هو وبعض جنوده بنقل 32 صندوقا فتعالت صيحات الاحتجاج والهتافات ضد الامريكان وحاصروا الكولونيل في رواق الملجأ وكادت تحدث مشكلة كبيرة مما اضطر الكولونيل التوقف عن النقل والتراجع عن قراره فأعيدت الصناديق المنقولة خلال دقائق من قبل المواطنين وتعالت التكبيرات وزغاريد النسوة وأخذن يوزعن الحلوى كما تطوع شباب المنطقة بتنظيم حراسات ليلا ونهارا.

"بعد مدة قام السفير الامريكي كوردوني مساعد (الحاكم الامريكي السابق للعراق بول) بريمر بزيارة الملجأ من الخارج بعد أن رفضنا فتحه."

وقال النقشبندي ان عام 2004 شهد استبعادا لخبراء في المخطوطات منهم "الدكتورة ظمياء محمد عباس التي كانت مسؤولة عن ادارة الدار والتي عملت فيها منذ عام 1977 واصدرت سبعة كتب... وتم تقديم شخص يفتقد الخبرة والكفاءة ولم يمارس العمل والاختصاص في ميدان المخطوطات."

التعليقات