31/10/2010 - 11:02

حدة الفرز جواب على حدة المؤامرة./ خالد خليل

حدة الفرز جواب على حدة المؤامرة./ خالد خليل
من الواضح أن خطوة رياض منصور، ممثل أبو مازن في الأمم المتحدة، بالمطالبة بتصنيف حماس أمميا، حركة غير شرعية وخارجة عن القانون، ليست نزوة شخصية، وإنما تطور طبيعي لنهج السلطة الانهزامي الذي يتواطأ مع إسرائيل في عزل وتجويع وتدمير غزة في سبيل ضرب حماس كونها تقود حاليا حركة الممانعة الفلسطينية على مستوى الضفة والقطاع.

أما على مستوى الداخل فهاهي إسرائيل تكشف عن مبتغاها الحقيقي من العملية السياسية من خلال التركيز على المطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة بوصفه الموضوع الأكثر تأريقا للمشروع الصهيوني، لذلك نتوقع في القريب العاجل إعادة فتح ملف التجمع الوطني قائد الخط الممانع في مناهضة يهودية الدولة وتكثيف الهجوم على هذا الحزب ومن يسانده من تيارات الحركة الوطنية في الداخل.

ما يميز المرحلة الراهنة من الصراع مع الاستعمار هو حدة الفرز والاستقطاب، بحيث لم يعد بمقدور أحد الاختباء وراء شعارات كاذبة و مضللة أو التمترس في وسط وهمي، كما تفعل أوساط من اليسار الفلسطيني في منطقة ال-67، أو التأرجح الثمل على حبال واهية كما تفعل بعض الأحزاب "العرباسرائيلية" في منطقة الـ-48.

لقد حان الوقت لأن يعود اليسار إلى مواقعه الطبيعية في مواجهة وإفشال المشروع الأمريكي- الإسرائيلي في فلسطين من خلال رفض التنازلات عبر تفعيل حركة شعبية واسعة تنضوي ضمن حركة الممانعة الفلسطينية والدعوة إلى مقاطعة مؤتمر انابوليس كونه يشكل مؤامرة ضد الحقوق الفلسطينية.

ولقد آن الأوان أيضا لأن تعلن جميع الأحزاب الفاعلة في ساحة الداخل أهي مع المشروع الوطني الممانع أم مع المشروع المعادي، والمقياس الحقيقي لصدقها إنما يكمن في رفضها الصريح والواضح ليهودية الدولة. فمن الطبيعي أن نقرأ في تصريحات ليفني الأخيرة أن الإصرار على يهودية الدولة بات يشكل تهديدا حقيقيا لوجودنا السياسي والمادي على السواء.

إن هذا التهديد يستدعي منا التصرف كجماعة قومية واستخطاط برامج ورؤى واضحة تأخذ بعين الاعتبار الإخراج عن القانون ولا تقف عند مقاطعة الانتخابات كرد فعل طبيعي على ذلك.

التعليقات