31/10/2010 - 11:02

راضي، و صمت دموع جيفارا..

خيمة الاعتصام في الجولان السوري المحتل، تعلن اضرابا عن الطعام حتى إشعار اخر

راضي، و صمت دموع جيفارا..

راضي، شاب في أوائل العشرينيات، يعاني من مشاكل نفسية، دخل صباح اليوم خيمة الاعتصام، تطلع إلى الأجساد الجالسة، واقترب بصمت إلى الصور المعلقة التي تغطيها، أسلاك شائكة، وضعت لتنقل جزء من صور الواقع.

لم يلتفت إلى أحد، قبل كف يده وطبعها على صورة لصديقة الأسير، كميل الذي لا يعرف سواه هناك، في إحدى زنازين معتقل هداريم. واجهش بالبكاء ثم خرج ولم يعد..

كان جميع المضربين عن الطعام جالسين في الخيمة، يغوصون داخل أفكارهم، وربما حاول بعضهم دخول عالم راضي.

هذه الخيمة اخترقت عوالمنا جميعا، هي المكان الأخير، لنعبر فيه عن صمتنا، فالصمت لغة لا يفهما إلا أولئك الذين اكتوت ضمائرهم من الصمت الطويل.فتحول الصمت إلى لغة مشتركة تخترق المسافات والحدود والأسلاك لتعبر بيروت والجولان وعسقلان وبئر السبع، انه صمتنا نحن، صمت راضي، وصمت بكائنا ، صمت عذابات أسرانا، صمت أوجاع أمهاتهم وأصدقائهم ورفاقهم...

صمت دموعك يا جيفارا، وصمت رجفة يدك حين حملت القلم لتخاطبي الأحياء هناك في قبور الموت الإسرائيلية. حين ذرفت عيناك بالدموع وأنت تكتبين،كان صوتك وحبك قد لامس وجوههم الجافة، في نصرهم المتجدد لليوم الثاني عشر من عرس شهادتهم، فكنت جزيرة لأحلامهم، التي ستحول صمتنا،إلى مجد يركع أمامنا خجلا.

خيمة الاعتصام في الجولان السوري المحتل، تعلن اضرابا عن الطعام حتى إشعار اخر، سبعة عشر شابا وشابة يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، في خيمة تمثل زنزانة واحدة من زنازين الاحتلال، هل خضت التجربة لتدرك قيمة صمتنا!؟

التعليقات