31/10/2010 - 11:02

شبيبتنا ... حسب قوانين اللعبة !/ مجد كيال

-

شبيبتنا ... حسب قوانين اللعبة !/ مجد كيال
تعلمنا, أن تنظيمات الشباب من شأنها دائما أن تكون في الصف الأول لأي مواجهة مع إحتلال أو استغلال، قومي أو طبقي . وتحولت العلاقة بين الشبيبة والنضال إلى علاقة بديهية مُسَلَّم بها. فنحن الشريحة النهضوية التي تأبي القيود الإجتماعية التعيسة لأننا نرفض الواقع السياسي والإقتصادي الذي أنتج مثل هذة الحاله، ونكافحه من أجل دحره وبناء واقع جديد بالصورة التي تمثل تطلعاتنا الشابة , النهضوية , الحديثة والمتنورة .

لم تنضج نهضة أو عملية تحرر إلا بعد أن تمر بمرحلة ثقافية تربطها فيها علاقة طرديه وطيده .. لا بد من أن تسبقها مرحلة تنظير لها , لأسلوبها, أدواتها وأهدافها . ومن ثم المرور بعملية إنتشار الفكرة والتنظير وسيطرتها كثقافه على الجماهير والقيادات. من الممكن أن تُقطع الطريق على التنظير . إنما من المستحيل أن تُقمع الفكرة بعد أن أصبحت تنظيماً وعملاً وخطاب يوحد الجماهير.

حين يصبح الفشل رفيق درب إسرائيل وأمريكا في كل مكان , تبدأ قوانين اللعبه بالتبدل . ولا تعد أي منهن, قادرة على تصنيف الأعداء والحلفاء, مصورة هذا التصنيف على أنه "ديموقراطي- ديكتاتوري" . بعد أن إتضح أن أعداءهم هم القمة في الديمقراطية. فهل ما زال الأساس الديمقراطي يشكل سداً يمنع نجاح أي هجوم إسرائيلي؟ , حيث أن الهجوم الذي لطالما كان "مبدئياً" ومستنداً الى "مواقف وتصريحات" إستطعنا رده عبر المرافعه الفكرية والدفاع الفكري عن مبادئنا أمام قضاة أربكتهم روعة ورقي الفكر التجمعي. الجوهر بقي ذاته, أما الصورة فتحولت الى "متطرفين أو معتدلين "حسب المقاييس الأمريكية", وأصبحنا نحن في طرف المتطرفين . ونحن , نستطيع أن نقولها بفخر , مَثَّلنا أصحاب الحق المتمسكون بالديمقراطية , ونحن جزء مشارك في عملية تحطيم أكذوبة التصنيف "الديمقراطي-ديكتاتوري". وحين نصبح جزءا مشاركا, نصبح أيضاً (حسب مقاييسهم) متطرفين ويجوز التعامل معنا بالمنطق الذي يُعامل به كل من شارك في تحطيم أكذوبتهم . بالمنطق الأمني التعيس .

نحن مع حق الشعوب في المقاومة . ومع المقاومة فكرياً وثقافياً . وقد يكون التجمع وخاصةً قائدنا عزمي بشارة قد فادوا المقاومة. لأنهم طرحوا فكراً وتحليلاً . في الصحف والإعلان , علناً ! .

تبدلت قواعد اللعبة , وهذا يتطلب خطة لعب جديدة. وفي نظرة للوراء نرى أننا ككوادر , شبابية خصوصاً , عشنا طويلاً في وهم العمل في جو تعدديه وديمقراطيه توهمنا به إسرائيل, مع أننا لم نكن يوماً جزءاً من التعدديه الإسرائيلية. حتى وصلنا الى حالة عدم تأدية الواجب الحزبي. والآن , من الضروري أن نذوّت الشعور بأن ما نفعله هو واجب نحن ملزمون بتأديته وعلينا أن نخرج من الوهم الى الواقع . ونفرض على نفسنا العيش بحاله نضاليه . ونتذكر أننا لسنا شعبا يعيش حياة عادية وطبيعية كريمه. ولهذة الحاله متطلبات كثيرة لطالما أغفلناها: الإلتزام الحديدي, تثقيف النفس, الجهوزية الدائمة للحركة, الإنصياع للقيادة وغيرها الكثير .. علينا أن نقضي على حقبة إبتداع القرارات والمواقف بفردية ساذجه . وأن نسير وراء قيادتنا المنتخبه.

والأهم لنا , كشباب , أن نذوّت هذة المفاهيم وطرق العيش النضالية . لأننا مقبلون على مراحل جديدة. الشباب الوطني الديمقراطي يجب أن يكون خط أول و حصن منيع يحمي التجمع ويصد العدوان عنه, لأننا الشباب وحدنا الذين نستطيع النزول الى الشارع بقوة وطاقه وإرادة ومشاعر جياشه. نحن في المدارس والجامعات والشوارع والنوادي والحارات , فينا النشاط وفينا الحيوية –وأنا لا أقلل من حيوية الكبار- إلا أن لكل جيل دوره ووظيفته. آن الأوان لنتحول الى كوادر مناضله همها وشغلها وشاغلها قضيتها النضالية التي نظّرت لها قيادتنا وعملت من أجلها . مهمتنا تقتضي أن نعمل ونطبق الفكر الذي نتبناه والتجهز لصدام مباشر مع السلطه قد يأتي أو سيأتي "!" في يومٍ من الأيام وبما نتزود سوى بسلاحنا الثقافي الذي يزودنا به الحزب ونزود أنفسنا به وبسلاح التنظيم والإلتزام والعمل والنشاط؟ .

نحن الشريحه المناضله التي ستغيّر واقعها . المراحل القادمة تحتاج الى صلابة لا هوادة فيها . وفي هذة المواقف , إتحادنا الشبابي الوطني الديمقراطي , لا يعوَّل , إلا عليه !
(حيفا)

التعليقات