31/10/2010 - 11:02

شد الحبال../ أحمد أبو حسين

شد الحبال../ أحمد أبو حسين
هل كان الانسحاب من الوثيقة شد حبال مع الطرف الآخر الذي أعلن عن الاستفتاء باحتفالية تذكرنا باحتفاليات الدول الدستورية ذات السيادة، أم أن في الأمر تراجعا ارتداديا عن الوثيقة؟ وهل يجوز استعمال مبارزة شد الحبال بين إطراف النقاش الداخلي الفلسطيني الفلسطيني؟ طرف يعلن أنه متجه نحو الاستفتاء دون فحص الإمكانيات القانونية وبدون الاستناد للاستطلاعات والرأي العام الفلسطيني في الداخل والخارج، وطرف آخر ينسحب بادعاء استغلالها لإجراء الاستفتاء برغم أن كلمة استفتاء لم تذكر في الوثيقة، وما بيان الشيخين بسام السعدي وعبد الخالق النتشة سوى تأكيد على الحوار وضرورة التوصل إلى برنامج حد أدنى، ولو تحاور قادة الفصائل المختلفة لتوصلت في النهاية إلى هذه الوثيقة أو ما يشبهها، لذلك لم يكن داع للانسحاب منها في فترة تؤكد الوثيقة في فاتحتها نقيض لعبة شد الحبال ألا وهي الآية القرآنية الكريمة " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "، وكون حماس والجهاد تنسحب من الوثيقة يضعف موقفهما أمام دعاة الاستفتاء.

لقد قلنا في تعليق سابق هنا، قبل أيام في هذه الزاوية، كم نتمنى أن يكون مؤيدو إجراء الاستفتاء مع بنود الوثيقة، وإن كنا شككنا في صحة مصداقية بعض من تشدقوا أنهم مع وثيقة الأسرى للوفاق الوطني التي تتعارض وتتناقض مع وثيقة جنيف، وفي الوقت نفسه تفهمنا تحفظ حماس وتخوفاتها منها، برغم أن الشيخ بسام السعدي أحد قادة الجهاد الاسلامي هو الوحيد الذي تحفظ من بند المفاوضات في الوثيقة وقد ذيّل ملاحظته في الوثيقة نفسها.

أسئلة محيّرة يسأل العقلاء الذين يرفضون الاستفتاء على قضايا الحرية والاستقلال، ويؤكدون في الوقت نفسه على أهمية الوحدة الوطنية والفصائلية تحت إطار الجمع بإيقاع سليم بين المقاومة والسياسة، حول جدوى الانسحاب من الوثيقة بدل طرح الدفاع عنها والوقوف خلفها، أو حتى تبني بقوة وبصراحة مبادرة السلام العربية التي طرحتها قمة بيروت وإلتف عليها شارون بخطة فك الارتباط من غزة بعد حصاد البيوت والناس هناك.

تعلمنا من التجربة أن السياسة هي فن الممكن، ولا إحراج للحكومة المنتخبة أمام قواعدها الشعبية ومؤيديها لو أتقنت لعبة السياسة، ولا شك أن الشعب الفلسطيني سوف يتفهم أي خطوة سياسية تكون لمصلحة الشعب والوطن، فتبني "المبادرة العربية للسلام " أو وثيقة الأسرى للوفاق الوطني مثلا ما هو إلا رد صريح على الاستفتاء غير المبرر، وإحراج لإسرائيل التي تقصف المدنيين الفلسطينيين، وتستمر في تحقيق برنامج شارون في المراهنة على حرب أهلية فلسطينية تستفيد منها اسرائيل فقط ، كما نذّكر، إن نفعت الذكرى، أنها إحراج لكل من التف على المبادرة العربية للسلام من فلسطينيين وعرب. ولا يجوز الإعتقاد أن تبني المبادرة هو تنازل مجاني لإسرائيل، فإسرائيل ترفض المبادرة أصلاً، كما أن تبنيها ورفض إسرائيل لها يساهم في توسيع حيز المقاومة والسياسة معاً.

ولو تبنت الحكومة الفلسطينية هذه المبادرة لقدّمت درسا لكل الاطراف في العلوم السياسية، خاصة لتلك "الشماعات" التي تزعق فضائيا كل إثنين وخميس من مغاور الجبال في أفغانستان، ويحاولون أن يقدموا أنفسهم على أنهم أوصياء على قضية فلسطين - قضية العرب والمسلمين.

لا بديل عن الحوار .. والوفاق الوطني حول السياسة والمقاومة برنامج المرحلة للشعب الفلسطيني..

التعليقات