31/10/2010 - 11:02

في 16 آذار: العرض الاحتفالي لمونودراما "اسمي ريتشل كوري"

في 16 آذار: العرض الاحتفالي لمونودراما
يوم الأحد 16/3/2008 تحل الذكرى الخامسة لمقتل راشيل كوري، الفتاة الأمريكية التي قررت أن تترك مدينتها وأن تترك الرخاء الأمريكي، لتنضم الى المنظمة العالمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

قبل خمس سنوات في هذا اليوم، وقفت ريتشيل أمام البولدوزر الاسرائيلي، محاولة منعه من هدم بيت فلسطيني، ولكن السائق، الجندي في جيش الاحتلال الاسرائيلي، لم يأبه بها، وداسها عن سبق اصرار.

قبل مقتلها بيومين، كتبت رسالة لأمها، شهادة حية عن معاناة الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه صرخة انسانية تقول: على هذا أن يتوقف. وقد اختار مسرح "الميدان" والمخرج رياض مصاروة هذا التاريخ للعرض الاحتفالي لمسرحية: "اسمي راشيل كوري" ليكون احياء لذكراها. المسرحية من اخراج رياض مصاروة وتمثيل لنا زريق، ومن ترجمتهما.



من رسالة ريتشيل الأخيرة:

"أمي! تجتاحني كوابيسٌ مزعجة عن دبابات وبولدوزرات خارج بيتنا، وأنت وأنا في الداخل. أحيانًا يعمل الأدرينالين كالمخدّر لأسابيعَ عدة- وفي الليل أشعر بصفعة الواقع. أنا حقًا خائفة على الناس هنا. في البارحة شاهدت أبًا يقود طفليه بيديه في مجال رؤية الدبابات وأبراج القناصين والبلدوزرات، ظانًا أنهم سيفجرون بيته. كان ذلك خطأنا في الترجمة التي جعلته يظن ذلك، مع أني متأكدة أنها مسألة وقت، فقط. في الحقيقة، كان الإسرائيليون منهمكين في عملية تفجير في الأرض المجاورة. أنها نفس المنطقة التي حجز فيها 150 رجلاً خارج المستوطنة تحت تهديد السلاح، في حين دمرت الدبابات والبولدوزرات 25 دفيئة- مصدر رزق 300 إنسان. الغريب في الأمر أنه شعر بأقل خطورة أن يمشي مع طفليه أمام الدبابات على أن يبقى في البيت. كنت خائفة جدًا أن يُقتلوا وحاولت أن أقف بينهم وبين الدبابات. هذا يحدث كل يوم، ولكن ذلك الأب الذي خرج مع أولاده حزينًا لفت نظري أكثر في هذه اللحظة بالذات، ربما لأنني شعرت أن المشكلة في ترجمتنا هي التي دفعته أن يغادر.

"فكرت مليًا في الذي قلته عن أنّ العنف الفلسطيني لا يفيد. 60,000 شخص من رفح كانوا يعملون في إسرائيل قبل سنتين. اليوم 600 فقط يستطيعون الذهاب للعمل هناك. كثيرون من هؤلاء غيروا سكناهم لأنّ سفرة الأربعين دقيقة قد تصل 12 ساعة أو لا تصل بالمرة. مصادر التنمية الاقتصادية دُمرت كليًا- المطار (مسالك الطيران دمرت، أغلق كليًا)، الحدود التجارية مع مصر (يتوسطها برج القناصين)، المعابر إلى البحار (قطعت تمامًا في السنتين الأخيرتين). الطبقة الوسطى اختفت في الآونة الأخيرة. وصلتنا تقارير عن إيقاف شاحنات الزهور الغزاوية إلى أوروبا من أجل التفتيش لمدة أسبوعين. يمكنك أن تتخيلي قيمة الزهور التي مر على قطفها أسبوعان، فجف سوقها. وفوق كل ذلك تأتي البولدوزرات وتجرف الخضار والبساتين. ماذا تبقى للناس؟ قولي لي إن كان بإمكانك التفكير بأي شيء. أنا لا أجد شيئًا.

(...)

عندما سأعود من فلسطين ستجتاحني الكوابيس وسيؤنبني ضميري باستمرار على أني لست هنا، ولكني أستطيع أن أحول ذلك إلى المزيد من العمل. مجيئي إلى هنا كان من أفضل ما فعلت في حياتي.

أحبك أنت وأبي. أسفة على النقد العنيف. (بابٌ يُفتح). أوكي، أغراب يقدمون لي البازيلاء، فعلي أن آكل وأشكرهم.

(تترك).

التعليقات