31/10/2010 - 11:02

مربط أخطبوطنا../ مجد كيّال

-

مربط أخطبوطنا../ مجد كيّال
لم استطع بعد يوم نكبتي الموندياليّة (يوم خسارة البرازيل وغانا على التوالي) أن أعود لمتابعة المونديال كما كنت في السابق.

لقد فقد الأمر معناه، وأصبح شبيهًا بمتابعة أخبار الحرب في رواندة. لكني كنت اتوقع، أن يعيدني حدث ما إلى الأجواء وقد تخيلت كل شيء... إمرأة عارية تركض في الملعب حاملة لافتة “أوقفوا تسرب النفط في خليج المكسيك”، أو ظهور نيلسون مانديلا في المدرجات أو أب من قرية وادي سلامة يطلق على مولوده الجديد اسم “شويننشتايغر”. إلا أني لم أتخيّل للحظة أن ما سيعيدني إلى أجواء المونديال سيكون أخطبوطًا!

نعم، من منّا لم يتابع أخبار الأخطبوط المبجّل بول الذي تنبّأ بنتائج المباريات الألمانية بشكل دقيق منذ انتهاء مرحلة البيوت.

الأخطبوط الذي استطاع أن يجعل العرق الآري المجيد والشعب الألماني يجلس أمام التلفاز نصف ساعة وينتظر ما سيقوله الأخطبوط عن نتائج المباراة. في هذا الوقت الذي صرفوه على متابعة الأخطبوط كان يمكنهم أن ينتجوا أشياءً مفيدة (نعم، فليتعلموا من شعبنا الإنتاج)... كان يمكنهم أن يوفّروا وقتهم الثمين ويضاعفوا إنتاج بيرة الـ”بيكس” وسيارات الـ”بي أم في” لو أنهم فقط، بدلا متابعة أخطبوط، كلفوا خاطرهم بالاتصال بي وسؤالي حول توقعاتي. كنت ببساطة سأقول لهم أي فريق سيفوز، فيعرفون رأسًا أن الفريق الآخر هو الذي سيفوز.

لقد نجحت بعد تركيز وتدقيق وبحث عميق ومهني جدًا (في ويكيبيدييا) أن أكتشف أن الأخطبوط حسّاس للألوان، وأنه في التضاد بين اللونين الأحمر والأصفر ما يجذب الأخطبوط.

هنالك تفسير، وقد اكتشفت لاحقًا ان هناك من سبقني إلى هذا التفسير العلمي... ولكن... لا تحاول أن تستعمل هذه الإدعاءات لإقناع شباب في محل أراجيل أن موضوع الأخطبوط فارغ من أساسه. لن يصغوا لك. وإذا كنت بالفعل متحمسًا لإقناعهم فمن الأجدر أن تستعمل إدعاء مثل „لو عن جد بقدروا يعرفوا كان عبّوا وينير".

لقد صدق الأخ طبوط في ما تنبأه في مباراة إسبانيا-ألمانيا، وقد كسر توقعاتي بأن يصبح الأخطبوط أخطأ بوطًا. يبدو أن الأخطبوط فعلاً قادر على التنبؤ. لو أني فقط صدقت منذ البداية، لاشتريت اخطبوطًا لإمتحان البسيخومتري.


مونديال الأخطبوطات

تخيّلوا مباراة كرة قدم بين أخطبوطات! يا ويلاه... كل واحد منهم بثمانية أرجل! تخيلوا ... تخيلوا هؤلاء اللاعبين وكل ما يفعلونه بقدمين اثنتين، يلعبون بثمانية... تخيّلوا لعبة كرة قدم فيها 176 قدمًا بدلا من 44. إن الأمر مثير جدًا... نعم... تخيّلوا الصورة واستمتعوا... صبابا؟ استمتعتم؟ الآن أذكركم أن للأخطبوط ثمانية أذرع وليس ثمانية أقدام.

مارادونا جماعة أوسلو!

لقد قال المدرب مارادونا إنه إذا فاز بكأس العالم سيركض في شوارع العاصمة الأرجنتينية عاريًا... إلا أنه عاد إلى دياره كما تعلمون، خائبًا... وكنت أنتظر ان يطالب الجمهور الارجنتيني المدرب أن يتعرى ويركض في شوارع العاصمة عقابًا على هذه الخسارة الفادحة... كم كنت أريد هذا... ليس إلا لأني دائما حلمت أن أكتب مقالا آخرًا بعنوان „حين يمشي العارُ عاريًا.”

بموت بالفطبول

تنتشر في الفترة الأخيرة حركة احتجاج واسعة ضد إعدام امرأة إيرانيًا رجمًا بعد إعترافها بـ”تهمة” الزنى، والمزعج في الأمر أن الاوساط المحتجة، العربية منها خاصةً، تندد بطريقة الإعدام حيث أن الإعدام رجما ممنوع بحسب المواثيق الدولية ومواثيق مناهضة التعذيب. وعلى شرف هذا الحدث وشرف المونديال (وشرف العائلة كما يبدو) أقترح على الولي الفقيه والحكومة الإيرانية وجميع أحرار العالم طرق إعدام جديدة تفاجئ المجتمع الدولي:

أولًا، الإعدام بالفوفوزيلا، وهي أن يوضع المجرم وسط ملعب كرة قدم مُغلق فيه مئات آلاف المتفرجين الذي ينفخون في الفوفوزيلا.
ثانيًا، الإعدام بالركلات الترجيحية، أي أن تضرب الركلات الترجيحية على المجرم حتى الموت.
ثالثًا، وهي طريقة منتشرة جدًا في وسطنا العربي بعد خسارة أي فريق محبوب، وهي الإعدام مقاهرة.

ملاحظة
أكره الناس الذي يسخرون من مصائب الآخرين... يا لحقارتي في الفقرة السابقة (وبشكل عام).


نتيجة سلبية
اللاعبون لا يعجبهم أداء الحكم.
قائد الفريق، الكابتن يعني، لا يعجبه أداء لاعبيه.
مدرب الفريق لا يعجبه أداء الكابتن.
المعلق الرياضي لا يعجبه أداء المدرب.
المتفرجون لا يعجبهم أداء المعلق الرياضي.
شو هاي السلبيّة ؟

زاوية الأمثال الشعبية
المثل الوحيد الذي يتمسك به المعلقون الرياضيون: "الحكي فش عليه جمرك".

تساؤل
دائما كنت أتساءل... هل يشاهد لاعبو كرة القدم المونديال؟

حبيبتي
-حبيبي، مش دار الصفوري اصلهن من صفورية؟ ودار الصفدي من صفد؟ والميعاري من ميعار؟ عشان هيك أنا بحب ألمانيا.
-يا حبيبتي.. يا حبيبتي.. كم مرة بدي أشرحلك... هذا مش لاجئ... فش بالمنتخب الألمانيا لاعبين لاجئيين فلسطينيين... يا حبيبتي.. بشو أحلفلك انه سامي خيديرا مش لاجئ من الخضيرة؟

الأحجية الأسبوعية
ما هي أسباب سقوط الرايخ:
1. قل لن يصيبكم إلا ما كتب الأخطبوط لكم.
2. أجاك يا بلّوط مين يعرفك.
3. لغايةٍ من نفس بويول.
4. جميع الأجوبة صحيحة وستغضب محرر الصحيفة.

هيك انا بدّي
لم أسخر من خسارة البرازيل... خليتلكم المهنيّة.


التعليقات