31/10/2010 - 11:02

ملاحظة ثانية إلى المعارضة اللبنانية / أحمد أبو حسين

ملاحظة ثانية إلى المعارضة اللبنانية / أحمد أبو حسين
سمعت نائبا في البرلمان اللبناني ينفي ما نشرته صحيفة "هآرتس" أواخر الأسبوع المنصرم من أن عناصر من المعارضة اللبنانية طلبت من إسرائيل تشجيع الولايات المتحدة في الضغط على سورية، وأضاف أن ما ينشر في إسرائيل "شأن إسرائيلي" ويقصد للاستعمال الإسرائيلي فقط!!!

وقال مدافعا عن "كل المعارضة" أن هذه مزايدة "سورية"، ولم نسمع تعليقه عن وجود مراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" يرسل تعليقات الناس "الساخنة" من ساحة الشهداء في بيروت .. وكنا في موقع "عرب 48 " نشرنا ما جاء في هآرتس ويديعوت أحرونوت كي نلفت انتباه الصحافة العربية وخاصة اللبنانية وأيضا أخوة لنا في المعارضة اللبنانية من باب التحذير من اللعبة الإسرائيلية ومحاولات بعض العملاء نسج علاقات داخل لبنان في الوقت الذي يختلط به الحابل بالنابل، فهناك بعض المسؤولين الإسرائيلين الذين زاروا لبنان بعد استشهاد الرئيس الحريري مثلما وصل في الماضي عميل الموساد تتنباوم، وهناك من ليس لهم أية علاقة بالرئيس الحريري سارعوا إلى إغتنام الفرصة وأسترقوا أنفسهم في فوضى ما بعد الحدث وحشروا أنفسهم ضمن الوفود المعزية، ولو لقطتهم الكاميرات لبكوا وندبوا و"تحزونوا" قليلا ليحصلوا على سكوب يحلمون به للأستعمال الإسرائيلي فقط، وهناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة واستغلال خلاف الأشقاء من خلال محاولة إختراق الصحف اللبنانية بالمراسلة كي يحرض على رموز وطنية وقومية من باب العمالة والفساد والحقد والتخلف معا. وهناك صحفيون عرب من اسرائيل "حاوروا" شخصيات لبنانية أصبح سبقا في الإذاعة الإسرائيلية قبل أن ينشروه في صحفهم، ومنهم من حاول إجراء لقاءات فضائية إسرائيلية من ساحة الشهداء للاحتفاء في "ربيع بيروت" في ساحة ملوك إسرائيل في تل ابيب .

هؤلاء يبحثون عن سبق بهدف التحريض، فليس غريبا الانفلات على سوريا، من بعض المهووسين والمضبوعين الخائفين من إسرائيل وأمريكا الزاحفة، لذلك لا استهجن مثلا أن "عربيا اسرائيليا" يحرض على سوريا وفي الوقت نفسه يخاف "مناقشة" مدير مدرسته! ويتملق للإسرائيلين ويتحدث عن "السلام بين الشعبين وأهمية الجدار الفاصل " ويصف "الإسلام" بالعبرية بأنه "ماكنة انتاج للارهابيين" لكسب رضى مسؤوليه، وألاهم من ذلك يدّعي أن "الماركسية" أم العرافة، دون معرفتها، لدرجة أن حزبه الإسرائيلي تعب منه ونبذه وليس لديه اليوم ما يقوله سوى شتيمة عزمي بشارة والتيار القومي لأنهما اختارا طريق الدفاع عن سوريا ولبنان، ومن يتهمها بالعمالة لسوريا فهو عميل إسرائيلي رخيص وصغير من الدرجة الثالثة.

كان لا بد أن أسوق هذا الكلام لبعض الأخوة في المعارضة اللبنانية الذين كانوا دوما جزءا من الحركة الوطنية اللبنانية كي لا يقعوا في فخ المتساوقين والمبهورين بالمشروع الإسرائيلي وألاعيب سياسته الداخلية.

هناك نقاش مع المعارضة اللبنانية، وهناك خلاف شديد مع بعض أقطابها حول عروبة لبنان، وفي الوقت نفسه نعتبر جزءا لا بأس به من المعارضة وخاصة القوميين واليساريين الديموقراطيين أصدقاء لنا تهمهم عروبة البلد ويستطيعون الآن بعد خطوة الرئيس بشار الأسد قراءة السياق العام للمرحلة الجديدة وإستخلاص العبر بعد تقديم الرئيس نقدا ذاتيا جريئا على مسلكيات في لبنان، إنها فرصة ثمينة لإعادة الحياة الطبيعية وحماية المقاومة التي تستحق مردودا جميلا بدل التعاطي مع المشاريع الأمريكية .

حان الوقت لكي يعود لبنان البلد والناس للحياة .. لتجاوز المرحلة

التعليقات