31/10/2010 - 11:02

هوغو شافيز أبو الفقراء/ يوسف الشرقاوي

-

هوغو شافيز أبو الفقراء/ يوسف الشرقاوي
اعتلى هوغو شافيز شرفة القصر الرئاسي ميرافلوريس ترافقه السيدة تيبساي لوسينا رئيسة المجلس الوطني للانتخابات، كعادتة رافعا شارة النصر معلنا انتصار برنامج الفقراء، والطبقات المتوسطة واليسار الفنزويلي، وقد بدأ كلامه تحيا فنزريلا، يحيا الشعب تحيا الثورة الاشتراكية، واعدا ناخبيه ومناصريه الى المزيد من ترجمة الافكار الى حقائق على الارض، مبشرا بمستقبل واعد لجميع فئات الشعب الفنزويلي، وترسيخ مبادئ الثورة الاشتراكية.

فاز ابو الفقراء هوغو شافيز باكثر من 61% من اصوات الناخبين وحصل منافسه مانويل روزاليس على38% من الاصوات.
مانويل روزاليس اعترف بهزيمته امام شافيز ابو الفقراء بروح ديمقراطية عالية معلنا اننا بدأنا النضال المشترك مع هوغو شافيز من اجل بناء مستقبل جديد لفنزويلا واعدا مناصريه ببناء فنزويلا للجميع، وان فنزويلا فوق الجميع.
فكيف انتصر الرئيس هوغو شافيز ولماذا انتصر؟

من اسرة متواضعه ضابط الطيران شافيز، درس التاريخ والعلاقات الاجتماعية، مثله الاعلى هو وعدد من الضباط من مناصريه، الزعيم الاميركي اللا تيني سيمون بوليفار الذي قاوم الاستعمار الاسباني في القرن قبل الماضي. سانده في اخراج افكاره وبرامجه الى حيز التنفيذ والتطبيق والافعال، قاعدة شعبية واسعه من اليسار والطبقات الفقيرة، وما كان لينجح لولا مكافحته للفقر والفساد في مواجهه الديمقراطيين المسيحيين، داعما برامجه بانجازات، من اهمها الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين الفقراء، مبلورا الافكار الى حلول مستفيدا من عائدات اسعار النفط وارتفاع أسعاره في الاسواق العالمية حيث وظف 33 مليار دولار في دعم مليوني اسرة فقيرة في برنامج ضمان احتماعي في التعليم والصحه والسكن والمواصلات والخدمات وضمان الشيخوخه، وعمل على ايجاد فرص عمل لابناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطه، اي انه وسع القاعدة الاجتماعية لبرنامجه لحوالي 10 ملايين مواطن فنزويلي فقير ومعدم، عدا توسيع قاعدة الطبقه المتوسطه والذي هي مقياس رقي المجتمع وتقدمه الاقتصادي والثقافي والخدماتي.

اما لماذا انتصر هوغو شافيز؟ فلأنه اختار مستشاروه من خيرة الكفاءات العلمية والمهنية والتخصصية، لادارة الحياة للشعب بطريقة افضل، موكلا اليها ادارة تخطيط استراتيجي تنموي وبناء، مهمته بناء المؤسسات المهنية وتطبيق برامج تنمويه ليستفيد منها ذوي الدخل المحدود، والتخطيط، والصرف على الفئات المجتمعيه، ودراسه الصرف بدءا من الفرد وصولا الى الشرائح الاكثر اتساعا لناحية التعليم والصحه والسكن والمواصلات والخدمات، فهو من رواد الفكر الاشتراكي حيث تبنى افكارا اشتراكية ناجحه قابله للتطبيق مازجا مابين فكر كارل ماركس وفكر ميلتون فريدمان العالم الاقتصادي الاميركي، في الاقتصاد والسياسه، واخرج الافكار المؤمن بها الى واقع علمي وتطبيق هذه البرامج في ترشيد الانفاق وتوزيع الثروة ومكافحة الفقر واذابة الفوارق الاجتماعية والطبقية وتشجيع فرص التنمية وتوسيع زاوية النظر تجاه القطاعات الاجتماعية الاشد فقرا والمحرومه ودراسة الاسباب الهامة في نمو المجتمع، وتحقيق الامن الغذائي والاجتماعي والوظيفي، ودراسة تطوير الوضع المعيشي للطبقات الشعبية.

برنامجه الاجتماعي لامس جذور المشاكل، واحتياجات فئات المجتمع، والتنمية المتوازنة، وتخفيض الضرائب لمحدودي الدخل الى الحد الادن، وايجاد فرص ومنح التعليم التخصصي العليا، ووظائف، وفرص عمل للعاطلين لتقليص نسبه البطالة، واجد فرص عمل للخريجين الجدد،، لابناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة،، مساويا معدلات التنمية لكافة المناطق، والارتقاء الى مستوى معيشي لائق، ومكافحه مؤشرات الحرمان في المحتمع،وايجاد هيئات واجباتها منصبة نحو الطبقات الفقيرة والمتوسطة، تحاكي احتياجاتهم.

هوغو شافيو انتصر في الانتخابات الرئاسية، لكنه قبل ان ينتصر في صناديق الاقتراع، رسخ مفاهيم اخلاقية في الديمقراطية،وخصوصا في المساواة بين المرأة والرجل، مما اجبر منافسه في الانتخابات مانويل على الاعتراف بالهزيمه قائلا بان فنزويلا للجميع وفوق الجميع.

هوغو شافيز انتصر لانه حول افكارة الى افعال واستفاد من هذة الافكار لصالح الملايين من ابناء الشعب الفنزويلي في العلم والصحة والغذاء والسكن والمواصلات والخدمات، وفي عهده برزت الطبقة الوسطى بعد ان كانت شبه معدومة، وتعامل مع الفقراء بمسؤولية اخلاقية وسياسية،حتى انه اعد خططا مستقبلية لصالح المواليد الجدد لكافه اسر الشعب الفنزويلي مستفيدا من التوزيع العادل للثروات الوطنية.

انتصر هوغو شافيز لانه امن بمبدأ حق الحريات العامه للجميع وحريه التعبير والنشر للجميع ووعد بالمزيد خلال السنوات الست القادمة.

لذلك ايد الناخبون برنامج شافيز الانتخابي لتطبيق الثورة الاشتراكية والمشاركة السياسية للجميع وتوافق الواقعي مع المطلبي ورؤية الوطن بعيون الجميع.
لشافيز سجل عسكري متميز مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 م ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجهاتها اللبرالية الحديثة وأودع إثرها السجن. بعدما أطلق سراحه عام 1994 أسس حركة الجمهورية الخامسة التي تعرف اختصارا ب(MVR) وهي حركة يسارية تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا. اختير شافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب الوعود التي أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان، كما أعيد إنتخابه عام 2000، أطلق شافيز حملات عدة في بوليفيا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض إجتماعية أخرى.

أثارت حملات الإصلاح الواسعة التي أطلقها شافيز الجدل في فنزويلا وخارجها، متلقية النقد والترحيب، وتراوحت الآراء بين كونه أمد الفقراء بإحتياجاتهم وبين أنه أساء إدارة الإقتصاد. وعلي الصعيد العالمي عرف شافيز بعدة دعوات لخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقرا في العالم، بدءا بدعوة للتكامل في أمريكا الجنوبية وإلى دعوته لحلف أفريقي - كاريبي - جنوب أمريكي، كما أن صرح في عدة مناسبات دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني واللبناني ودعم الجمهورية الإيرانية، وندد بإسرائيل والولايات الأمريكية المتحدة. كما تتمتع حكومته بعلاقات جيدة بالدول العربية. إبان العدوان الإسرائيلي سحب السفير الفنزويلي من إسرائيل ليقطع بعدها العلاقات معها لقوله أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل.

في مايو 2006 ، تم إختيار شافيز كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة التايم. فاز بفترة رئاسية ثانية لمدة ست سنوات أخرى، وذلك بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين ، و على إثر فوزه بالإنتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة إشتراكية ، و أدى القسم على أن يحول فينزويلا إلى دولة إشتراكية على أسس الماركسية - اللينينية و غير اسم الدولة من الجمهورية الفينزويلية البوليفارية إلى الجمهورية الفينزويلية الإشتراكية و من الجدير ذكره أن تشافيس أخذ من الماركسية كل شي الا الكفر و أعلن أن المسيح كان أول إشتراكي و سيسير على خطاه وفق مبادئ الماركسية و قام على إثرها بتأميم شركة الكهرباء و شركة الهاتف .

التعليقات