24/03/2012 - 06:06

رباعية "أوان" تفوز بالجائزة الأولى في مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى بـ "نهوند"

أطلق معهد "إدوارد سعيد الوطني للموسيقى"، الأسبوع الماضي، "مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى" التي تنظم كل عامين، وذلك في قاعة المعهد في رام الله، وسط حضور الأهالي والمهتمين.

رباعية

- أعضاء "رباعي أوان" -

أطلق "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى"، الأسبوع الماضي، "مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى" التي تنظم كل عامين، وذلك في قاعة المعهد في رام الله، وسط حضور الأهالي والمهتمين. 

افتتح اليوم الأول بفئة العزف الجماعي ومشاركة 14 فرقة من الفئتين العمريتين الصغيرة والأكبر، الذين قدموا معزوفات ألهبت الحضور.

وعن الفئة العمرية الأولى (الصغار)، تألقت فرقة رباعي الجليل من الأخوة الأربعة لعائلة سعد، الذين قدموا بحرفية كبيرة مقطوعة الرقصة الهنغارية، ونالوا استحسان اللجنة، ما جعلهم ينالون المرتبة الأولى بجدارة، بينما نال المرتبة الثانية مناصفةً تخت غزة ورباعي رام الله، والمرتبة الثانية خماسي خماش للتخت الشرقي.

أما الفئة الثانية للأكبر عمرا، فكانت المنافسة شديدة فيها، وقد فازت في المرتبة الأولى فرقة رباعية "أوان"، ومعزوفة من تلحينهم عنوانها "نهوند"، قام بتلحينها عازف الكمان أكرم عبد الفتاح، وفي المرتبة الثانية فرقة التخت الشرقي "تراث"، وفي المرتبة الثالثة فرقة "عالرصيف".

"مستوى متقدم لم يشهده الوسط الموسيقى قبل عشر سنوات"

وقد أشاد مدير عام المعهد، سهيل خوري، بالمتسابقين جميعا، وأبدى إعجابه من المستوى المتقدم الذي لم يشهده الوسط الموسيقي قبل عشر سنوات، كما أعجب بالروح الايجابية ما بين المتسابقين، معلنا عن تنظيم حفل خاص في المستقبل القريب يجمع فرق الفئة الثانية جميعا، بينما قال إميل عشراوي، العضو في إحدى لجان التحكيم، إن مشاعر السعادة والرضا بين الأعضاء هي أهم من الفوز نفسه.

وقد شاركت لجنة تحكيم منتقاة من الموسيقيين في تقييم الطلبة، وهم: هذر برشة، لؤي بشارة، طارق العبوشي، هانيا سوداح، إميل عشراوي، وإبراهيم العطاري.  

تحدث عازف الكمان، أكرم عبد الفتاح، عن المسابقة قائلا: "معهد إدوارد سعيد الوطني يعقد هذه المسابقة كل عامين، وتحصل المسابقة في القدس ورام الله، قسم العزف الجماعي الذي اشتركنا فيه عقد في قاعة معهد إدوارد سعيد الوطني - رام الله."

وعن تفاصيل المسابقة قال عبد الفتاح: "يوجد أقسام متنوعة في هذه المسابقة، قسم للغناء والعزف المنفرد، وآخر للجماعي، وهناك قسمان للموسيقى الغربية والشرقية، وقسم للتلحين".

لماذا "نهوند"؟

وتابع عبد الفتاح: "تعد طلتنا هنا الأولى لرباعي ’أوان‘، بعد تحضير طويل لها، فبالنسبة لنا فإن هذه المسابقة تعتبر الخطوة الكبيرة التي سننطلق منها، والخطوة الصغيرة بالنسبة لطموحلتنا ومشاريعنا التي نعمل عليها، ما قدمناه في المسابقة هو نتاج عمل استمر على مدار سنة من التدريب والعمل على الجماعية والاتقان المتناهي لهذه المقطوعة."

وعن المقطوعة قال عبد الفتاح: "المقطوعه التي قمت بتأليفها أطلقنا عليها اسم  ’نهوند‘ الذي يعبر عن اسم مقام المقطوعة، فهذه المقطوعة تطرح أفكارا جديدة من حيث طريقة التلحين، فهي ليست على إيقاع واحد يتنوع بها الوزن في الجملة الموسيقية نفسها مرتين أو أكثر، في الأساس، فإن الايقاع هو سماعي ثقيل مكون من ١٠ أثمان، ولكن بالتعديلات التي تساهم في التعبير عن الجملة الموسيقية، فالفكرة هي أن الإيقاع يخدم اللحن".  

وحول المقامات الموسيقية وتفضيل بعضها قال: "مقام ’نهوند‘ هو اسم يعبر عن نظرتي العربيه لهذا المقام العالمي الذي يوازي سلم المينور في الموسيقى الغربية، واستعمال السكك المقامية المتوقعة، إن جاز التعبير، بطريقة جديدة وحديثة، وأيضا استعمال أوزان مركبة مثل إيقاع ٩/٨، لكن بتركيبة داخلية ابتكرتها بنفسي، واستعمال أوزان فردية أخرى مثل ٣/٨ و ٧/٨." 

التفرد

وحول تفرد الفرقة أضاف: "ما يميز الفرقة هي وجود آلة البيانو التي هي آلة غربية، وإمكانية دمجها بالموسيقى العربية، ولا بد من ذكر أن استعمال هذه الآلة في الموسيقى العربية الكلاسيكية بدأ في مصر مع سيد درويش بالمسرح الغنائي في نهاية القرن التاسع عشر، ومن بعده بدأ استعمال البيانو من ملحنين آخرين مثل  أغنية الصبا والجمال لعبد الوهاب، وأراك عصي الدمع للسنباطي، وقد استطعنا دمج هذه الآلة بفضل وجود عازف البيانو الشاب الرائع، غادي أبو سمعان، الذي يعتبر من القلائل الذين استطاعوا دمج ما تعلمه في الموسيقى الغربية بالموسيقى الشرقية، فهو عازف موسيقى غربية ممتاز، ولديه أذن شرقيه ممتازة أيضا."    

وحول انسجام أعضاء فرقة "رباعية أوان"، قال عبد الفتاح: "النقطة الأهم في الموسيقى الجماعية هي العلاقة بين أفراد المجموعة، فنحن نعتبر أننا إخوة قبل أن نكون أفراد الرباعي نفسه، نقضي أغلب أوقاتنا سوية، كما أننا ندرس الموسيقى  في المؤسسة نفسها، ونقطن في المدينة نفسها، واهتماماتنا مشتركة، ونحن نحترم بعضنا كثيرا من كل النواحي.. طموحاتنا كبيرة ولا تنتهي عند المحلية وفقط، والآن نحن في طور بناء الفرقة من ناحية إدارية وموسيقية، ومن المؤكد سنقدم عروضا موسيقية مستقبلية."

نشر ثقافة الموسيقى الآلاتية

وحول الأهداف التي يسعى "رباعية أوان" لتحقيقها، قال: "هدفنا نشر ثقافة الموسيقى الآلاتية، وهي الموسيقى التي لا يرافقها الغناء، لأن الموسيقى الآلاتية ترفع المستوى الذوقي، ونحن نحمل دائما مقولة الـستاذ محمد عبد الوهاب: نصل الرقي عندما تصبح الموسيقى الآلاتية في منزلة الغنائية نفسها".

يذكر أن "رباعية أوان" انطلقت عام 2010 لتمثل الوعي الثقافي الموسيقي الفلسطيني، بأسلوب جديد يتجسد باسم "أوان" الموسيقى، حيث تجمع بين الموسيقى العربية الكلاسيكية والموسيقى العالمية الحديثة، عبر أداء مجموعة من الأكاديميين الموسيقين من فلسطين التاريخية، فالرباعية تجمع ابن فسوطة من شمال فلسطين، مرورا بابن كوكب أبو الهيجاء في الجليل، وصولا إلى قلب القدس، جمعهم حبهم لوطنهم وعزمهم على إحياء عمل ثقافي محلي مشترك، يبرز الجانب الثقافي الانساني والحضاري للشعب الفلسطيني، شعبهم.  "رباعية أوان" مكونة من العازفين: أكرم عبد الفتاح – كمان، ولؤي عباسي – عود، وغادي أبو سمعان – بيانو، ومعن غول – إيقاعات.  

التعليقات