العدد الواحد والثلاثون من مجلة حوليات يلقي الضوء على المصورة الفلسطينية كريمة عبود..

-

العدد الواحد والثلاثون من مجلة حوليات يلقي الضوء على  المصورة الفلسطينية كريمة عبود..
صدر مؤخرا العدد الواحد والثلاثون من مجلة حوليات القدس بالانجليزية . وهي تعتبر من أهم المجلات الثقافية في البلاد وخاصة انها تصدر باللغة الانجليزية وتهتم بالثقافة الفلسطينية من عدة جوانب وأبعاد فلكلورية ويهتم بقرءتها الأوروبيين المقيمين في القدس وفي بعض الدول العربية .

خصص هذا العدد للتصوير الفوتغرافي في فلسطين وخاصة للمصورة الفلسطينية كريمة عبود التي انفردت في هذه المهنة الهامة طوال أكثر من ثلاثين عاما وكانت البداية عام 1913 وهو يعد وقتا مبكرا خاصة في وسط تقليدي ومجتمع شرقي فلسطيني لامرأة كافحت من اجل الاستمرار نحو حداثة الفوتغراف .

خصص الفصل الثاني من المجلة لمقالة علمية للباحث أحمد مروات الذي اكتشف مجموعتها النادرة التي وصلت لأكثر من ألف صورة ونيف والتي توثق الحياة الاجتماعية في الكثير من المدن الفلسطينية تضمنت حياة كريمة عبود في الناصرة ارض المولد ومن ثم تأسيسها الأستوديو الأول النسائي في بيت لحم والقدس ومن ثم ابرز الصور الفوتغرافية الهامة التي التقتطها اثناء عملها المهني في أوائل العشرينيات من القرن العشرين .

تصدر المجلة عن مؤسسة الدراسات المقدسية في رام الله وهي فصلية وتعنى بالأبحاث القافية لفلسطين .

تعتبر كريمة عبود من أولى مصورات الفوتغراف على مستوى فلسطين وشرق الأردن. ومن الملفت للنظر والإعجاب إن هذه الحرفة التي وصلت لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر كانت تعالج فقط بأيادي ذكورين . لان الطلب على الصورة كان احتكاريا من منطلق الحشمة وعدم السفور والظهور أمام الغرباء وهذا أمر طبيعي في تلك الحقبة الزمنية التي ترافقت مع التواصل مع اللباس التقليدي الذي تجسد بالخمار واليشمك والنقاب إسلاميا ومسيحيا على حد سواء لا فرق بين الاثنين. وحتى في هذه السنوات فقد كان الإقبال عليها فقط من قبل العائلات الميسورة الحال .

ولدت ألآنسة كريمة اسعد عبود في مدينة الناصرة في أواخر القرن التاسع عشر وأعتقد حسب سجل المعموديات أنها تولدت عام 1891 على أن هذه الفترة لم تكن دقيقة فأما قبل بعام أو بعد.
كان والدها كاهنا روحيا عمل في العديد من المدن والقرى الفلسطينية في المجال التقليدي وكان دائم التنقل بحكم عملة .. وبطبيعة الحال فقد كانت العائلة برفقته أين ما كان.

بهذه الفترة ومع تفتح طفولة كريمة اكتسبت الكثير من التجارب في حداثتها .. ففي الناصرة تعلمت المراحل الأولية وفي القدس المراحل الثانوية والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح علية السلام. وبحكم عمل والدها وتنقله في الكثير من المدن العربية الخارجية مثل السلط ودمشق وبيروت قام باقتناء كاميرا فوتوغرافية لابنته التي لم تتجاوز العشرين من عمرها. في تلك اللحظة أثبتت كريمة مدى عشقها لجمال الطبيعة وراحت تلتقط زوايا كثيرة من المناطق الفلسطينية كان أولها المعابد التقليدية الكنائس والمساجد .. ثم التقطت صورا كثيرة لمعالم بارزة من المدن الساحلية منها مدينة طبريا ويافا وحيفا . وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها .. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان ( كريمة عبود مصورة شمسية) ..

لاشك أن كريمة كان لها دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة للمجتمع العربي الشرقي ! خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب إلا بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة هاشم في أيام الانتداب البريطاني.



.
.

التعليقات