جديد نواف الزرو: اسرائيل- لبنان: حروب الحساب المفتوح

-

جديد نواف الزرو: اسرائيل- لبنان: حروب الحساب المفتوح
عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع في عمان وبالتعاون مع مركز يافا للدراسات صدر حديثا للباحث نواف الزرو، الخبير في الشؤون الاسرائيلية، كتاب جديد بعنوان: " اسرائيل" – لبنان – حروب الحساب المفتوح"، جاء فيه:

[[.. في حربها على لبنان اعتمدت المؤسسة الحربية الاسرائيلية ذات المفاهيم المستندة الى بلطجة القوة والعربدة العسكرية بكافة تطبيقاتها وترجماتها على الارض، على شكل عمليات القصف الجوي التدميري المكثف، ما تسبّب في تدمير قرى لبنانية كاملة ومحوها عن وجه الارض، وتدمير أحياء كاملة في العاصمة بيروت، إضافة الى استهداف كافة عناوين البنية التحتية اللبنانية من طرق وجسور وشبكات مياه وكهرباء وغيرها، وكأنّ الجبروت الإسرائيلي يريد أن يقول للبنانيين وللشعوب العربية أيضاً: "هذا مصير مَن يحاول المس بإسرائيل... هذا هو الثمن ...".

يضاف الى كل ذلك كما هو معروف ذلك السقف العالي من الاهداف العسكرية والسياسية ومن المطالب والشروط التي يجب على لبنان وحزب الله ان يخضعوا لها، اذ استبقت الحكومة الاسرائيلية مجريات ونتائج المعارك العسكرية على الارض، ووضعت سقفاً عالياً جداً لمطالبها ، على اعتبار أن الانتصار كما كان في الحروب السابقة، هو تحصيل حاصلٍ وستفرض "اسرائيل" مطالبها وشروطها في نهاية الامر، وأن الامر سيُنجَز على الأرض خلال أيام معدودة.. بل إن بعض الأصوات سُمِعت في إسرائيل وهي تطالب بمحو لبنان عن وجه الأرض.

ولكن - عمليا على الارض وفي ميادين المواجهة والقتال هناك لم تسر الرياح بما تشتهي المؤسسة الحربية الاسرائيلية على الرغم من انها رمت بثقلها الحربي المعروف في هذه المعارك المتدحرجة، وانقلبت الامور رأسا على عقب وسقطت نظريات ومفاهيم حربية كما سقطت اهداف وآمال وتطلعات سياسية واستراتيجية اسرائيلية لم تأت كل هذه في حساباتهم على الاطلاق.

فقد كان الإجماع الصهيوني في البدايات الحربية جارفاً، واخذ يتراجع تدريجيا مع الايام والمعارك والخسائر والهزائم الجزئية المتراكمة، كما اخذت تلك الأوهام المميتة التي أمسكت بالإسرائيليين تتبدد تدريجيا منذ الأسبوع الأول، عندما اتضحت حقيقة المواجهات على الارض و تبيّنت قدرة المقاومة على مواصلة القتال بمنتهى الثقة بالنفس، رغم "رعب الصدمة والتدمير الهائل للبنية التحتية"، ورغم المذابح الجماعية ضد اطفال ونساء لبنان.

يشتمل هذا الكتاب بين ايديكم على أربعة ابواب متكاملة تتكون بمجموعها من اربعة وعشرين فصلا، اجتهدنا فيها ان نغطي أوسع مساحات ممكنة من مقدمات وخلفيات ومخططات واستراتيجيات وتطورات وتداعيات حروب"الحساب المفتوح" ما بين "اسرائيل" ولبنان.

فقد حرصنا في هذا الباب –الأول- الذي يشتمل على ستة فصول على تغطية اوسع مساحة ممكنة من معطيات
حروب "اسرائيل" في لبنان على مدى نصف قرن من الزمن التي انتهت الى هزيمة الجيش الاسرائيلي وتحقيق الانتصار الكبير للمقاومة اللبنانية عام 2000..وتداعيات كل ذلك على المجتمع الصهيوني.. وذلك كمحطة اجبارية للانتقال الى قراءة الحرب الاسرائيلية الاخيرة/2006 على لبنان وحزب الله...

وتستند القراءة التحليلية في هذا الفصل بشكل اساسي الى الشهادات والاعترافات و المصادر العبرية...!

اما في الباب الثاني الذي يتكون من تسعة فصول فيعالج الهزيمة الاسرائيلية امام حزب الله /2006 ،
اذ بالاجماع الاسرائيلي السياسي والعسكري/ الامني/ الاستخباراتي الى حد كبير فقد هزم الجيش الذي لا يقهر امام حزب الله وتلقى ضربات معنوية في الصميم... كما اسقطت الهزيمة جملة واسعة من الاساطير والنظريات العسكرية الحربية الاسرائيلية... ونحاول في هذا الباب تغطية أوسع مساحة ممكنة من معطيات وحقائق الهزيمة الاسرائيلية بالاعترافات والوثائق الاسرائيلية نفسها.

اما الباب الثالث ويتكون من اربعة فصول فيتناول تفاعلات وتداعيات الهزيمة على العقيدة العسكرية الاسرائيلية ومستقبل "اسرائيل"و المشروع الصهيوني...

وقد حرصنا على ان يغطي هذا الباب اوسع مساحة ممكنة من تفاعلات وتداعيات الهزيمة العسكرية /الحربية الاسرائيلية في لبنان على العقيدة والنظريات والمفاهيم العسكرية القتالية الاسرائيلية اولا ... ثم على معنويات المجتمع الاسرائيلي وبالتالي على مستقبل "اسرائيل" والمشروع الصهيوني ثانيا ... وذلك استنادا الى حد كبير الى شهاداتهم واعترافاتهم والى جملة واسعة من الوثائق بالغة الاهمية التي تمس صميم العناوين المشار اليها.

واخيرا يتناول الباب الرابع وهو من خمسة فصول تفاعلات وتداعيات الحرب والهزيمة الاسرائيلية على الملفات الفلسطينية والسورية، ونوايا ومخططات "اسرائيل" المبيتة والآتية، وخاصة على مستوى ما يسمى ب"عملية السلام " على المسار الفلسطيني، والحروب الاسرائيلية المفتوحة على فلسطين والشعب الفلسطيني من جهة، وكذلك تفاعلات وتداعيات الحرب على الملف السوري، واحتمالات السلم وحروب"الحساب المفتوح" على هذا الصعيد.

ولذلك فإن أهمية هذا الكتاب حروب "الحساب المفتوح" بالغة الإلحاحية حسب اعتقادنا، وان اختلفت الاجتهادات حول حجم وحدود "الحروب الإسرائيلية" فتبقى تحت المناقشة والجدل والدرس والعبرة.
آملين التوفيق في جل ما قصدناه من وراء الكتاب[[...

التعليقات