"صرخات في زمن الردة" جديد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات*

-

صدر في مطلع الشهر الجاري، بتاريخ 1/6/2007 ، كتاب " صرخات في زمن الردة " للكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات.

وقد قدم للكتاب الكاتب والمفكر أحمد قطامش، وعلق عليه الإستاذ يوسف فخر الدين، مدير تحرير موقع أجراس العودة الألكتروني في الشام، وصمم غلافه الفنان التشكيلي عماد رشدان، أمين سر الفنانين التشكيليين الفلسطينيين – فرع سوريا، وكما راجع المخطوطة وأبدى ملاحظات عليها الكاتب والقاص محمود شقير.

ومما تجدر الإشارة إليه أن حفل توقيع الكتاب سيكون يوم الإثنين الموافق 11/6/2007 ، في قاعة نادي القدس في شارع الرشيد، الساعة السادسة مساءً.

وقد وجهت الدعوات للكتاب والإدباء والصحفيين ورجال الفكر والسياسة للمشاركة في حفل التوقيع وإبداء أرائهم وملاحظاتهم على الكتاب.

لقد تجولت في شعاب وأزقة سلسلة طويلة من الصرخات العالية التي تقع بين دفتي هذا الكتاب، في البداية تجولت بتؤدة وما لبثت أن رحت أعدو دون مللٍ أو تثاؤب محاولاً تتبع منطق الموضوعات ولغتها الرصينة وأفكارها السلسة، التي تتناسل مواقف وتحليلات معللة، يغلب عليها البرهان الذي يخاطب عقل القارئ/ة وصولاً إلى استخلاص تعميمات، يعود لتفكيكها في مرة لاحقة، في تنوع مذهل ولكن مع تركيز على حلقة مركزية في كل لحظة أو فترة، حيث حظيت مدينة القدس بمكانة خاصة تشريحاً وتحريضاً، ومثل هذا "التبئير" يجعل من راسم عبيدات كاتب القدس.

والكاتب راسم عبيدات لا ينتج أبحاثاً أكاديمية باردة، بل يطلق صليات من رشاشة ساخنة محاولاً إيقاظ النيام أو الأموات، و "دق الجدران" محذرا من الطوفان، وبعد المقدمات يستخرج النتائج ويقترح الآليات، منتقلاً من المنطق الأرسطي إلى المنطق الهيجيلي فالماركسي، دون مفردات تقنية فلسفية بل اعتمد مفردات صحفية وثقافية تحمل الهموم اليومية وقضايا الساعة.. وعلى الدوام لا ترى المقالات ما تراه عين الصحفي اللماح الذي يرصد فقط، بل ويذهب أبعد من ذلك إلى تركيب العناصر والإنخراط في صنعها أيضاً من موقعه كصحفي ومناضلل ثوري في آن.

" إذ ما قيمت الثقافة التي لا تحمل الهم الوطني "حسب وصف فيصل دراج، وما قيمة المثقف الذي لا ينخرط في العملية التغيرية؟" فجبهة الثقافة هي الجبهة الأخيرة حسب سعد الله ونوس.

لقد احتجت إلى عقل مصابر لكيما ألتهم مئات الصفحات في غضون ثلاثة أيام، دون توقف، فما بالكم بمن نحتها وهندسها وطرزها بمداده، فمثل هذه المصابرة إنما تعكس حيوية ذهنية وطباع جلود ومثابرة يجدر تثمينها والتسلح بروحها الوثابة للرد على الوهن الإحباطي لبعض المثقفين أو المتثاقفين..

" تشاؤم العقل" لا ينسينا " تفاؤل الإرادة حسب غرامشي وذلك أن "إمكانيات الواقع أوسع من الواقع حسب هيجل"، مشكلتنا مع الفيتناميين أنهم يثقون بالمستقبل حسب قول وزير الخارجية الأمريكي السابق كسينجر..... نعم للنقد دون عدمية والتشخيص الجريء دون يائسية، ولكن أيضاً نعم كبيرة لزرع بذرة في التربة المجافية "فالموضوع مجاف دائماً " حسب قول جيفارا.

إن هذا الكتاب الذي تتعدد نصوصه بتعدد معالجاته هو مزيج متشابك من القضايا السياسية، النقابية، الثقافية، الأخلاقية، الإقتصادية، فهو مرآة متوازية الخطوط حيناً ومتقاطعة الخطوط أحياناً في بنية مركبة متحركة تعكس بنية المجتمع المركبة والمتحركة....... وإمعان النظر فيها يشجعني للزعم أن راسم عبيدات هو اقرب للمصلح الإجتماعي المتعدد الأبعاد، مصلح يتسلح بمنهجية نقدية لا تساوم أقرب المقربين ولا أبعد الخصوم، دون أن يسقط راية الحلم أو تتسرب إليه أمراض الانكفاء فـ : ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق..

أما مظفر النواب فيرد :
إننا أمة ما حنا الدهر قامتها
أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة

لا أعتزم في هذه المقدمة تصنيف المقالات والإشارة لمضامينها فقد يطول الحديث هنا، ولكنني أشجع القارئ/ ة على الإبحار معي في رحلة ثقافية غزيرة تصطخب بالعناوين الساخنة التي تحافظ على راهنيتها رغم مرور زمن على كتابتها، كما تتبع المسار الإبداعي الذي يتجاوز تمظهرات التشخيص والأسئلة إلى استخلاص مقترحات العلاج والإجابات، بل وأعتبر بعض المقترحات إنقاذية حقاً، حري ضفر الجهود الوطنية حولها، وبشكل أخص ما يتصل القدس، اليسار، الحركة النقابية العمالية، الفساد، المنظمات غير الحكومية، هزيمة حزيران والنظام الرسمي، المواطنة..........

إذاً رغم اقتضاب الإشارات فثمة اتساق بين الطبقي – الوطني – القومي وبين الحداثة والتحررية والثورية، وبين التنمية والديمقراطية، وبين الجبهة الداخلية والتناقض الخارجي، وبين اليومي والبرنامجي والإستراتيجي، النبض الإنساني والنبض السياسي.....
إذا كان "الصدق في السياسة هو مطابقة الأقوال بالأفعال.. والتعاسة هي عدم تمثل المتغيرات " حسب لينين فأظن أن حرارة كلمات راسم نبعت من قلبه وعقله وجوارحه كما أنه لم يتوان عن ملاحقة وتعقب الكثير من المتغيرات.

هو أحد قادة العمل الوطني، المجتمعي والأهلي في مدينة القدس، ومن مواليد القدس/ جبل المكبر عام 1958. التحق بالعمل الوطني والجماهيري مبكراً، مع بدايات النصف الثاني من عقد السبعينيات، شغل عضوية مجلس إتحاد طلبة جامعة بيت لحم عام 1980، وخلال وجوده في الجامعة، اعتقل مرتين على خلفية نشاطه الطلابي والوطني، وبعد تخرجه من الجامعة بدرجة بكالوريوس إدارة أعمال، واصل نشاطه الوطني والجماهيري، وتولى رئاسة رابطة خريجي جامعة بيت لحم من عام 1982-1986 ومن ثم سكرتيراً لها لست سنوات أخرى.

أعتقل عام 1985 لمدة عامين على خلفية نشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي عام 2001 اعتقل لمدة عامين آخرين على خلفية نشاطه السياسي في الجبهة الشعبية، واتهم بعضوية لجنتها المركزية العامة، وأعيد اعتقاله لمدة سبعة عشر شهراً من 7/6/2005 - 9/10/2006 على خلفية المشاركة في أنشطة اجتماعية وسياسية للجبهة، وعضوية لجنتها المركزية والمشاركة في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية.

شغل عضوية الهيئة الإدارية لنادي جبل المكبر الرياضي أكثر من ثلاث دورات انتخابية، ويشغل رئاسة لجنة أولياء مدارس جبل المكبر حتى اللحظة الراهنة. يعمل في إدارة برنامج التأهيل المهني والنفسي في بيت ساحور، التابع لجمعية الشبان المسيحية. كاتب مقاله صحفية أسبوعية في جريدة القدس الفلسطينية، وتنشر مقالاته في عشرات المواقع الإلكترونية المحلية والعربية، متزوج وأب لأربعة أطفال أكبرهم شادي سبعة عشر عاماً.

التعليقات