كتاب جديد بعنوان "الرينة: التاريخ، الذاكرة والواقع"

-

كتاب جديد بعنوان
صدر حديثا كتاب جديد يحمل العنوان أعلاه من تأليف الأستاذ حسين منصور والدكتور جوني منصور. ويقع الكتاب في 520 صفحة.

يعالج هذا الكتاب تاريخ قرية الرينة الواقعة قرب مدينة الناصرة من خلال عرض تاريخي لمختلف الفترات الزمنية، بدءا من العصور القديمة ووصلا إلى العصر الحاضر ـ الحديث.
وجاء في مقدمة الكتاب ما يلي:"تعود أهمية هذا الكتاب إلى كونه يعالج تاريخ قرية صغيرة من قرى فلسطين....والدراسة في الكتاب تؤكد من خلال شهادات أبناء القرية ومساهماتهم الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية أنه بالإمكان لسكان الرينة وكذلك لعدد كبير من قرى ومدن فلسطين، السعي إلى بناء الذات بصورة فعلية على أرض الواقع. القصد هنا أن قرية الرينة استطاعت على مدار فترة زمنية طويلة أن تبني اقتصادها وفق أسس الاقتصاد المنفتح على الناصرة المدينة المجاورة لها وبالتالي سعيها إلى الاستقلال عن الناصرة مع الزمن لتتحول الرينة إلى قرية تستقطب قرى غيرها للتعامل معها اقتصاديا".

ويتناول الكتاب جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية في القرية مع التشديد على الجانب التعليمي من مؤسسات تربوية تعليمية خاصة (تابعة لعدد من الكنائس والمؤسسات المسيحية) ورسمية تابعة للسلطة المحلية وللمعارف. وأيضا تناول مؤلفا الكتاب جوانب تراثية وفلكلورية لعبت دورا بارزا في صقل شخصية أبناء القرية عبر العصور. إضافة إلى تخصيص عدة فصول تناولت المشاريع الحالية في عدة مجالات من احتياجات القرية، والتخطيط المستقبلي للقرية، خاصة بعد عقد من الزمن حيث سيتضاعف عدد سكان القرية، فما هي الحلول السكنية والمشاريع التي ستلبي الاحتياجات البشرية والحياتية اليومية للسكان عامة؟ تساؤل يطرحه الكتاب بعد سرد تفصيلي لتاريخ وجغرافية واقتصاد القرية وحياتها الاجتماعية ـ التربوية وغير ذلك.

وجدير ذكره، من خلال تصفح مراجع ومصادر الكتاب أن مؤلفي الكتاب قد استعانا بعدد من المراجع كالأرشيفات في البلاد والأردن، واعتمدا أيضا على عدد كبير من الملفات الأرشيفية الخاصة لدى عدد من الأشخاص من ذوي الاهتمام بتاريخ القرى الفلسطينية، والتقيا مع عدد كبير من أبناء القرية الذين يحملون في ذاكرتهم تاريخ الرينة، وكان لهذا المجال دور مركزي في بناء مواد الكتاب. ولم يتنازل مؤلفا الكتاب عن الاستعانة بمخططات وبرامج المستقبل المتوفرة في مكاتب السلطة المحلية ودوائر الحكومة الرسمية، بما فيها مكتب الإحصاء المركزي ووزارة التربية والتعليم وغيرها.

وخصص مؤلفا الكتاب فصلا كاملا حول عائلات واسر الرينة من حيث أصولها وفروعها معتمدين على ما سمعوه من أفواه أبناء هذه العائلات وما توفر لهما من مصادر ومراجع مكتوبة، وما زال المجال مفتوحا أمام من يرغب من أهالي القرية في توفير مواد عن العائلات وتنقلاتها بإيصالها إلى المؤلفين استعدادا للنسخة الجديدة.

إن رصد تاريخ قرانا الفلسطينية لهو مشروع في غاية الأهمية لأنه يوثق تاريخها كجزء لا يتجزأ من تاريخ وصراع هذا الوطن في سبيل البقاء والحفاظ على هذا البقاء بكل الطرق التي تتوفر لنا.
ومن هذا المنطلق فإن كتبا كثيرة قد صدرت حول قرى فلسطينية، ولكن باعتقادنا أن كل كتاب جديد حول تاريخ قرية من هذه القرى لهو إضافة ثمينة في تثبيت الجذور وتعميق الانتماء في نفوس وعقول أبناء هذه القرية خاصة وأبناء شعبنا عامة.

التعليقات